صحف عربية: المبادرة الكويتية فرصة الدوحة الأخيرة للعودة إلى الصف
الامناء/وكالات:

يحوم العديد من الشكوك حول، نوايا الدوحة، مع الحديث عن جهود حثيثة لمصالحة خليجية بمبادرة تقودها الكويت، حيث رحبت أمس كل من الإمارات ومصر بتلك الجهود الكويتية. ويعزز تلك الشكوك استمرار الأبواق الإعلامية القطرية في غيها وبثها لسموم التفرقة، رغم دعوة الخارجية الكويتية للتهدئة.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الأربعاء، ثمنت الإمارات ومصر جهود الكويت والمساعي السعودية لتعزيز التضامن في الخليج ودعم المساعي السعودية، فيما تأمل الأطراف السياسية حدوث مصالحة حقيقية صادقة، بعيداً عن التجارب السابقة من مراوغات طبعت سلوك المسؤولين القطريين على مدى السنوات الأخيرة.

ترحيب مصري

في صحيفة العرب اللندنية، أعلنت القاهرة أمس الثلاثاء عن ترحيبها بجهود الكويت في تسوية الأزمة المستمرة منذ سنوات بين قطر والرباعي العربي، مشددة في الآن ذاته على أهمية تحقيق حل شامل يعالج كافة أسباب الأزمة، وهو ما تحاول الدوحة التملص منه مصرّة على رفضها لما تقول إنه شروط مسبقة.
ويعتبر هذا أول موقف رسمي لمصر بشأن ملف المصالحة مع قطر، الذي سجل اختراقاً جزئياً على خط الدوحة – الرياض، برعاية أمريكية كويتية خلال الأيام الأخيرة.

وقالت دوائر سياسية للصحيفة إن "مصر اختارت التأني في إبداء أي موقف تجنّباً لأي توتر مع السعودية، التي يبدو أنها لا تزال هي الأخرى مترددة في الإقدام على خطوة المصالحة بشكل منفرد"
وقال الباحث المصري في الشؤون الإقليمية محمد السعيد إدريس إن "القاهرة لها تقديرات دقيقة لمسألة المصالحة مع قطر التي أراها بعيدة المنال حالياً مع الرعاية التي تحظى بها جماعة الإخوان في الدوحة، وهو ما يمس جوهر ثورة 30 يونيو(حزيران) التي أزاحت حكمها وتقوم على العداء المطلق معها، والتي تجسد شرعية قوية للنظام المصري، ما يعني أن تكلفة المصالحة كبيرة ومصر غير مستعدة لها داخلياً الآن في ظل وجود ثارات متراكمة".
وأكد أن قطر حليفة لتركيا، والأخيرة تحاصر الدور المصري في أكثر من منطقة، وبالتالي هناك مصالح عليا تتعلق بالأمن القومي لا يمكن التنازل عنها لمجرد أن هناك نوايا للعودة من قبل الدوحة.

تثمين الجهود

وبدوره، أعرب وزير الدولة للشؤون الخارجية الإماراتية الدكتور أنور بن محمد قرقاش، عن تثمين الإمارات لجهود تعزيز التضامن في الخليج العربي ودعم المساعي السعودية.
ونقلت صحيفة الاتحاد الإماراتية عنه القول "تثمن الإمارات جهود الكويت الشقيقة والمساعي الأمريكية نحو تعزيز التضامن في الخليج العربي، وتدعم المساعي السعودية الخيرة وبالنيابة عن الدول الأربع".
وأضاف أن الإمارات تؤكد على أن علاقات مجلس التعاون مع مصر الشقيقة ركن أساسي في المحافظة على الأمن العربي واستقرار المنطقة، وتتطلع إلى قمة خليجية ناجحة.

خلفيات المصالحة

ومن جهته، قال الكاتب رامي الخليفة العلي في مقال له بصحيفة عكاظ السعودية، إن "البيان الكويتي كلل جهوداً بذلت خلال الفترة الماضية، سواء من الوسيط الكويتي أو من الولايات المتحدة الأمريكية للدفع باتجاه المصالحة الخليجية".
وأضاف أن "البيانات والتصريحات المتوالية التي عقبت البيان الكويتي تركت أثرها في منطقة الخليج العربي، عبر ارتياح رسمي وشعبي وانتظار أن تتكلل الجهود باتفاق نهائي ينهي فترة صعبة في تاريخ مجلس التعاون لدول الخليج العربي، ويعود الوئام والوفاق بحيث تلتفت دول المجلس إلى تحديات كبيرة تنتظرها سواء كانت سياسية أو أمنية أو اقتصادية".
وأشار إلى أن التطورات التي عصفت بالمنطقة والديناميكية التي حكمت القضايا مثار الخلاف مهدت الأرضية من أجل الوصول إلى حل ينتظره الجميع، ولكن يبقى التباحث حول كيفية انعكاس هذه الديناميكية في اتفاق ورؤى مشتركة بين الأطراف المعنية، وهذا بالفعل ما يحدث الآن ونأمل أن يصل إلى النهاية المطلوبة.

مصالحة صادقة

وأما في صحيفة الشرق الأوسط، فقد ذكر الكاتب عبدالرحمن الراشد أنه في 3 سنوات جرت محاولات عديدة فاشلة، ونجحت وساطتان لكن لم يدم الصلح إلا 24 ساعة فقط، ثم عاد الخلاف والقطيعة، ولكن هذا الأسبوع فاجأت تسريبات المسؤولين الأمريكيين الجميع: هناك مصالحة، قاب قوسين... ثم أكدها الوسيط المعتمد، الكويت، معلناً: لقد تمَّ حل الخلاف، تقريباً.
وقال "حتى لو لم تنجح المحاولة فإنَّ الدول المتجاورة جغرافياً، عندما تختلف، بمقدورها التعايش بلا سفراء ولا تجارة ولا محبة كما هو الحال بين الولايات المتحدة وكوبا؛ فالمصالحة الحقيقية تتطلَّب تهيئة الظروف، مع الرغبة في حل الخلاف، وهو ما نأمله اليوم أن تكون مصالحة حقيقية صادقة أو لا تكون مصالحة البتة إلى أن تنضج الطبخة".
وأوضح "لا ندري بعد كيف ستسير المصالحة، لأنه لا يوجد خلاف على أراضٍ أو مصالح يمكن حسمها بشكل ما، التهمة في النيات، وتحديداً تهمة واحدة خطيرة: التآمر بدعم المعارضة لزعزعة أمن الدول، وأثبتت المقاطعة أن الحياة مريحة بلا علاقات مشوهة".

وأشار الكاتب إلى أن أصعب شرط في المصالحة مطلب إثبات حسن النيات، حيث على قطر أن تبرهن أنها تغيّرت في وجه التشكيك الواسع حيالها.
وتابع قائلاً "نحن على حافة نهاية أصعب خلاف خليجي، وسواء كانت أسباب المصالحة تلبيةً لرغبة من الرئيس المنتهية ولايته دونالد ترامب، أو أنها رغبة الدوحة استباقاً لتنظيمها كأس العالم، أو مجرد لحظة صفاء وجدت ترحيباً من الجميع، المهم أن تكون مصالحة صادقة وليست مؤقتة، التفاؤل موجود لكن من المبكر أن نحكم عليها".

متعلقات
بعد غداً الاربعاء.. سحب قرعة بطولة الشهيد العقيد عهد الشبوطي لفئة البراعم والناشئين للفرق الشعبية لكرة القدم.
الكرملين: بوتين لا يخطط للتواصل مع ترامب بعد محاولة اغتياله
العنف السياسي في الولايات المتحدة.. مخاطر متزايدة
مقتل 38664 فلسطينيا بالهجوم الإسرائيلي على غزة منذ 7 أكتوبر
اليابانية ياماشيتا تصل الحديدة لممارسة مهامها كنائبة لرئيس بعثة "اونمها"