بقلم فهد حنش أبو ماجد
ما أحوجنا في ظل هذه الظروف المعيشية الصعبة إلى انتهاج معايير تقشفية في كل شؤون حياتنا اليومية لمجابهة الغلاء الفاحش الناتج من تدهور العملة المحلية، وتدني الدخل وازدياد البطالة وتوقف الرواتب نتيجة لما آلت إليه البلاد بسبب الحرب العبثية، وتخلي الدولة عن واجباتها.
لقد تضاعفت الأسعار خلال السنوات الأخيرة بنسب كبيرة تصل الى 300% و 400% دون ان تشهد المداخيل اي زيادة أو تحسن بل شهدت إنحسارا وتراجعا كبيرا لكثيرا من الأسر.
اعتادت كثيرا من الأسر على نظاما معينا يعتمد على الإسراف والتبذير، فما من وجبة غذائية الا ويتم رمي جزء كبير منها في الزبالة ناهيك عن الولائم في المناسبات.
ومع هذا الإنهيار الإقتصادي وغلاء الأسعار لم يصاحب هذه التغيرات أدنى التدابير المنزلية من ربات البيوت، فكثيرا من أرباب الأسر يشكون من عادات أصبحت متاصلة، ومترسخة تكاد تكون من المستحيل تعديلها في سلوكهن، فعلى سبيل المثال أصبح مسحوق الغسيل من المواد الرئيسية لكل أسرة تقريبا، فيتم أنفاق عليه شهريا من المال تقريبا ما ينفق على مادة الدقيق.
أن الأوضاع المعيشة تزداد يوما عن يوم تأزما، وأن القادم أسوأ، ويتوجب على كل أسرة إتخاذ جملة من التدابير التقشفية، وإعطاء مسألة التدبير المنزلي أولوية واهتمام من خلال التوعية، والاستفادة من الأسرة الحضرمية التي اعتادت على العيش بأبسط الإمكانيات دون اي بذخ او أدنى إسراف، والعيش حياة راقية أكثر مننا الذي أصبحت الثقافة الاستهلاكية العبثية جزء من حياتنا..
ما أحوجنا اليوم الى الإستفادة من تجارب الآخرين في التدبير والتقشف، والى اكساب ربات البيوت مهارات في إنتاج كثيرا من المواد منزليا بتكاليف بسيطة بدلا من شرائها من المحلات التجارية كالمخللات، والبقوليات، ومواد أخرى، والطبخ دون استخدام الزيوت.
يتوجب على الجمعيات الخيرية النشاط في المجال التوعوي ونشر ثقافة التقشف وحسن التدبير، وتحويل الأسرة الريفية التي تحولت إلى أسرة مستهلكة الى اسرة منتجة لكثيرا من احتياجاتها اليومية.