صحف عربية: بايدن.. هل يخرج من ظلال "الحقبة الأوبامية"؟
الامناء/وكالات:

يستعد الديمقراطي جو بايدن الذي حقق نصراً حاسماً في الانتخابات الرئاسية الأمريكية بفارق كبير عن دونالد ترامب الذي ما زال متعنتاً ويرفض الاعتراف بالهزيمة، لاستعادة الريادة الأمريكية وتجميع الحلفاء الديمقراطيين حول الولايات المتحدة، في محاولة لتجاوز حقبة ترامب المثيرة.

وفي صحف عربية صادرة اليوم الأحد، فإن تغيير القيادة في الولايات المتحدة سيخلف هزات سياسية واستراتيجية كبرى سيكون الشرق الأوسط من أكثر المناطق تأثراً بها. ويتساءل العديد من الخبراء عن مدى قدرة بايدن على انتهاج سياسة خارجية وداخلية جديدة قائمة على أنقاض "الترامبية" دون أن يظل قابعاً في ظلال السياسات التي رسمها سوياً مع الرئيس أوباما عندما كان نائباً له.

وأشارت صحيفة العرب اللندنية إلى أن الصريين يستحضرون إستراتيجية الإدارة الأمريكية في حقبة الرئيس الديمقراطي السابق باراك أوباما، ونائبه بايدن، مع بلادهم التي قامت على تشجيع جماعة الإخوان الإرهابية للوصول إلى السلطة وتهديد الأمن القومي لمصر وعلاقاتها الإقليمية، وتهديد تجربة السلام مع إسرائيل ودعم منظمات مصنفة إرهابية في الولايات المتحدة مثل حماس والجهاد الفلسطينيتين. لكنّ أوساطاً قريبة من الحكومة المصرية تقول إن الجهات الرسمية غير منزعجة من فوز بايدن وتعتبر أن العلاقات بين الدول لا تحتكم إلى الأمزجة الشخصية، وإن القاهرة تمتلك علاقات استراتيجية متينة مع واشنطن سيكون هدف أيّ إدارة أميركية هو تقويتها وليس إضعافها.
وأضافت الصحيفة إن العالم يستعد اليوم لزعيم أمريكي مختلف يسعى لفرض دبلوماسية جديدة للسياسة الخارجية، والتي ستخلف بدورها أثراً كبيراً في الشرق الأوسط.

وتضيف الصحيفة، أنه فيما عدا تفاصيل صغيرة وتفصيلية، فإن إيران في مكانها المهدد للعراق والخليج، وحزب الله يسيطر على لبنان، وتركيا تتحرك بحرية في المنطقة، والإخوان ينتظرون فرصتهم الثانية، في حين ترى قطر أن عودة إدارة ديمقراطية ستتيح لها استكمال مشروعها السياسي على حساب استقرار دول المنطقة.

ويقول مراقبون، إن صعود بايدن سيكون بمثابة صدمة خاصة أن سياسات الديمقراطيين تتناقض كلياً مع أسلوب ترامب المباشر في التعاطي مع ملفات المنطقة، وخاصة في مواقفه من حركات الإسلام السياسي وإيران وأذرعها في المنطقة، معتبرين أن أيّ تراجع ولو في مستوى الخطاب سيهز من صورة الولايات المتحدة ومدى قدرتها على الالتزام بتعهداتها مستقبلاً.

قمة للديمقراطيات

قالت صحيفة "الشرق الأوسط"، إن بايدن اقترح أن ينظم خلال أول عام له في البيت الأبيض "قمة للديمقراطيات" لتحسين صورة الولايات المتحدة وإعادة تأكيد التزامها بالتعددية القطبية التي تعرضت للتشكيك طيلة أربعة أعوام، وإصلاح العلاقات مع الحلفاء الغربيين التي أضرت بها الدبلوماسية الترمبيّة.
ونقلت الصحيفة عن سيلينا بيلين من "معهد بروكينغز" للأبحاث قولها، إنه "ثمة تهديد بأن يرى بايدن العالم على النحو الذي تركه عند مغادرته منصبه وليس كما يبدو اليوم، وبالتالي يسعى إلى العودة إلى الوضع العادي"، وأضافت: "لكن العالم تغيّر وغيّر ترمب قواعد اللعب في كثير من المواضيع".
وقالت كاترينا موليغان من مركز "أميريكان بروغريس" القريب من الديمقراطيين، "بصفة عامة، لا أظن أن سياسة بايدن الخارجية ستكون نسخة معادة من السياسة الخارجية خلال حقبة أوباما".
وتابعت أنه "يجب خلال هذه الولاية الرئاسية التعامل مع صعود السلطوية وحقيقة أن الديمقراطية لم تعد تتمدد في العالم".
وتقول الصحيفة، إنه بعيداً عن الأسلوبين المتناقضين والتكتيكات المختلفة، لا وجود لفروقات بين دونالد ترمب وجو بايدن حول مواضيع مهمة. أراد الأول، الوافد الجديد على عالم السياسة "وضع حد للحروب بلا نهاية"، وبدأ في سحب الجنود الأمريكيين من سوريا والعراق وأفغانستان.
أما الثاني فقد عمل سيناتوراً لمدة 36 عاماً، وله حصيلة ثقيلة. ومن أبرز محطاتها التصويت لصالح غزو العراق عام 2003 لكنه أقر بـ"الخطأ" في هذا الموضوع وصار مقتنعاً بأن الرأي العام ملّ من التدخلات العسكرية. لذلك من المستبعد أن يرسل الديمقراطي قوات كبيرة إلى أفغانستان، وهو يفضل الاعتماد على مهمات مكافحة إرهاب تنفذها القوات الخاصة. كما يأمل بايدن بأن تتحول الصين إلى الديمقراطية بفضل انفتاحها الاقتصادي.

مواجهة كورونا

صحيفة "البيان" الإماراتية قالت في تقرير لها، إن الرئيس الأمريكي الجديد جو بايدن يسعى بمعاونة فريقه لوضع سياسات اليوم الأول له في الرئاسة والذي يوافق 20 يناير (كانون الثاني) المقبل. وقال بايدن إن تركيزه الأول ينصب على السيطرة على جائحة فيروس كورونا. سيسعى لفرض الكمامات في أنحاء البلاد، وهو تغيير يقول خبراء الصحة إنه يمكن أن ينقذ آلاف الأرواح، لكن سلطته القانونية لفرض هذا ليست واضحة.
وأضافت الصحيفة، أن بايدن تعهد بشراكة جديدة بين القطاعين العام والخاص يطلق عليها اسم "مجلس فحوص الجائحة" تكون مسؤولة عن تعزيز إنتاج أدوات الفحص وإمدادات المعامل فضلاً عن تنسيق الحصول على تلك الخدمات. تعهد أيضا بإتاحة فحوص وعلاج ولقاحات مرض كوفيد-19 مجاناً لكل الأمريكيين.

وتعهد بايدن بإلغاء الكثير من التخفيضات الضريبية التي أقرها ترامب للشركات والأثرياء بمجرد تولي السلطة، رغم أن التغييرات تحتاج موافقة الكونغرس. وقالت الصحيفة، "جانب رئيسي في خطة بايدن للتعافي من الركود الناجم عن فيروس كورونا يتمثل في إلزام الوكالات الحكومية بشراء سلع وخدمات أمريكية الصنع للمساهمة في تعزيز قطاع التصنيع المحلي. وبوسعه فعل ذلك من خلال الإنفاق الذي أجازه الكونغرس بالفعل وإصدار أوامر إلى الوكالات التي ستخضع لسيطرته قريبا".

وخلال المئة يوم الأولى، تعهد بايدن بالعمل على إقرار (قانون المساواة) وهو مشروع قانون يضيف بنود حماية واسعة جديدة لمناهضة التمييز على أساس الجنس أو النوع. ومن المتوقع أيضاً أن يصدر أمراً تنفيذيا يدعم التنوع والشمول في الحكومة الاتحادية، ويشكل (مجلس البيت الأبيض بشأن المساواة بين الجنسين)، وهو مجلس جديد لتنسيق السياسات المتعلقة بالمرأة. ويؤيد بايدن تشريعات للسيطرة على الأسلحة، ووعد باستخدام سلطاته "لحظر استيراد الأسلحة الهجومية".
كما يعتزم بايدن أن يرسل إلى الكونغرس مشروع قانون بشأن الهجرة في اليوم الأول من ولايته يتضمن سبيلاً للحصول على الجنسية لنحو 11 مليون مهاجر يعيشون في البلاد بشكل غير قانوني، وهو هدف سعت إليه وأخفقت فيه العديد من الإدارات الأمريكية من الحزبين.

متعلقات
الوزير الزعوري يلتقي عضو هيئة رئاسة المجلس الانتقالي الجنوبي فادي باعوم 
الماجستير بامتياز للباحث عبدالرؤوف السقاف من جامعة عدن
وقفة احتجاجية أمام محكمة صيرة الابتدائية تطالب بالقصاص من قتلة الشهيد المغدور به أنجل
محافظ تعز يشدد على إغلاق محطات الغاز المخالفة حفاظًا على الأمن والسلامة
مسلح يرتكب مجزرة مروعة في محافظة إب اليمنية