تشهد الولايات المتحدة انتخابات رئاسية غير مسبوقة بين الرئيس دونالد ترامب والمرشح الديمقراطي جو بايدن، في تصويت لا يبدو أنه سيحسم سريعاً بمجرد إغلاق مكاتب التصويت وفرز الأصوات.

وحسب صحف عربية صادرة، اليوم الأربعاء، لم يسبق أن واجه الناخبون اختباراً انتخابياً مثل الذي انتخابات العام الجاري، التي تزامنت مع انقسام عميق، وخلافات واسعة على كل القضايا والملفات في البلاد، من كورونا، إلى الاقتصاد، ومن العلاقات الدولية، إلى الانتماءات العرقية.

حملة شرسة

تناولت صحيفة "العرب" اللندنية شراسة الحملة الانتخابية في ظل مواجهة غير مسبوقة بين المرشحين،
وأوضحت الصحيفة أن تمتع بايدن بأفضلية في استطلاعات الرأي لم يحسم الأمر، ولم يمنع الديمقراطيين من القلق على النتيجة النهائية.
وأكدت الصحيفة أن الرجلين كسرا بشكل حاد الإثنين الماضي، كل حدود المسموح به بتبادل الاتهامات حول التصويت أثناء حملاتهما في أكثر ساحات القتال شراسة، وأمضى ترامب اليوم الأخير من حملته كاملة يركض بين خمسة تجمعات، في حين كرس بايدن معظم وقته لبنسلفانيا التي تشكل ولاية في غاية الأهمية للمعسكرين.

استقطاب حاد

من جانبه تناول موقع "الحرة" الإخباري الانقسام السياسي الحاد الذي تعاني منه الولايات المتحدة، فوصفه بانفصام فكري واجتماعي وسياسي بين بيئتين مختلفتين إلى حد التناقض.
وأشار الموقع إلى أن "أمريكا الديمقراطيين والتقدميين تتهم معسكر أمريكا الجمهوريين والمحافظين بالخنوع والغباء، وأنها خضعت لدونالد ترامب الذي تلاعب بعواطفها وأهوائها، ليحشد حوله أعداداً من المتسلقين والانتهازيين عساهم يستفيدون من قدرته على التعبئة. في مقابل أمريكا الجمهوريين والمحافظين التي تعتبر أمريكا الديمقراطيين والتقدمين، مجمع حقد ونفاق وطمع وكسل، يتلاقى فيها سياسيون فاسدون مفسدون، يروّجون للرذيلة ويمارسونها، ويسترضون رعاياهم بالفتات، فيما يستبيحون ثروات البلاد ويمعنون باستنزافها، والحزبين كل واحد منهم في واد".

العرب وأمريكا

من جهتها قالت صحيفة "الشرق الأوسط" إن المهم في الانتخابات الأمريكية اليوم، انعكاساتها على المنطقة العربية، ومشاكلها سواءً استمر الرئيس دونالد ترامب في منصبه، أو خلفه جو بايدن.
واعتبرت الصحيفة، أن العرب معنيون بهوية الرئيس المقبل "لأمريكا العظمي كما يحب الرئيس ترامب أن يسميها" ذلك أنه صحيح " أن أمريكا دولة مؤسسات، لكن شخص صاحب القرار الأول في البيت الأبيض، أمر ليس من الحصافة أن يُغفل".
واعتبرت الصحيفة أن على المنطقة العربية "أن تهيئ أوضاعها لكيفية التعامل مع أمريكا تحت إدارة جو بايدن، التي من المُرجّح أن تتسم أجندتها بحزازات معينة، أو مع أمريكا دونالد ترمب، التي من الواضح أنها لن تتراجع عما بدأت، عربياً، فتمضي بالتعاون مع مَنْ يرضى، ولا تُلقي بالاً لمن يغضب".

الأكثر تعقيداً

ومن جهتها قالت صحيفة "الجريدة" الكويتية إن الانتخابات الأمريكية الحالية هي الأكثر تعقيداً، فلم يحدث أن هدد رئيس برفض الاعتراف بنتائج الانتخابات إن لم يفز. الرئيس ترامب يسعى للحصول على دورة ثانية، ومنذ بدايية الانتخابات الأمريكية خسر فقط 3 رؤساء دورتهم الثانية، اثنان منهم خلال الأعوام الـ39 الماضية. ويبدو أنه سيستخدم كل الوسائل المشروعة وربما غير المشروعة، لمنع رحيله".
وأضافت الصحيفة "أياً كان الفائز فتداعياتها على حالة الانقسام الأمريكي ستستغرق وقتاً طويلاً، وفي الجوانب الهيكلية ربما الأهم هو تعيين أكثر من 200 قاض محافظ، والذين سيبقون مع النظام العدلي لزمن طويل" .
وختمت الصحيفة بالقول: "تبقى أمريكا، أحببناها أم كرهناها، القوة الأولى في العالم، بلداً عظيماً بإنجازاته، به خير كثير وشر كثير، وما الانتخابات إلا جزء في السياق الأمريكي، ولذلك يراقبها الناس سلباً كان أم إيجاباً".