صحف عربية: أمريكا على عتبة الثلاثاء الكبير
الامناء/وكالات:

يدخل سباق الرئاسة الأمريكي المرحلة الحاسمة قبل يوم واحد من الثلاثاء الكبير، يوم الانتخابات الأمريكية والتي ستقرر نتائجها هوية ساكن البيت الأبيض في الأعوام الأربعة المقبلة، الرئيس الحالي دونالد ترامب أم جو بايدن.
وفي صحف عربية صادرة اليوم الإثنين، لا تزال حظوظ الرئيس الأمريكي دونالد ترامب للفوز بولاية ثانية قائمة، رغم تقدم جو بايدن في استطلاعات الرأي.

تمزيق الاتفاق النووي

في صحيفة العرب اللندنية، يقول خير الله خيرالله: "خرج ترامب من الرئاسة أم لم يخرج، يظل الرجل ظاهرة سياسية استثنائية ليس على الصعيد الداخلي الأمريكي فحسب، بل على صعيد العالم كله. ارتكب ترامب أخطاء كثيرة، بما في ذلك الابتعاد عن أوروبا. لكن ما فعله في مجالات محددة، مثل المواجهة مع إيران، لا يستطيع غيره فعله بدءاً بتمزيق الاتفاق النووي، وانتهاء بفرض عقوبات على النظام، وهي عقوبات سيصعب كثيراً على أي إدارة جديدة إلغاؤها بسهولة".
ويضيف "كشف ترامب من خلال العقوبات ثم من خلال تصفيته لقائد فيلق القدس في الحرس الثوري الإيراني قاسم سليماني، أن إيران ليست سوى نمر ورق وأن كل ما استطاعت عمله وتحقيقه من إنجازات في السنوات الـ41 الماضية، كان بسبب التخاذل الأمريكي في التعامل معها والتصدي لمشروعها التوسعي". 

العرب وأمريكا 

وفي موقع "اندبندنت عربية" قال وزير الخارجية المصري السابق نبيل فهمي: "‏من الواجب ونحن نتناول العلاقات الأمريكية العربية القادمة مُراعاة أن المجتمعات الأمريكية والعربية تمر بمرحلة تغير في الهوية، وهي مرحلة غير مستقرة تعكس رفضها كثيراً من الأمور التي كانت تُعد ثوابت أو أنماطاً تقليدية لديها، فهناك ‏تنامٍ كبير في حجم الجالية اللاتينية الأمريكية، وثمة غضب لدى نسبة غير قليلة من الناخبين في الطبقة الوسطى لشعورها أن المنظومة السياسية لا تراعي مصالحها، فضلاً عن أن هناك رغبة جارفة لدى الشباب الأمريكي للتغيير، ومشاركتهم في الانتخابات مرهونة بمدى تجاوب المرشحين مع اهتماماتهم، وكان انتخاب بوش الابن، ومن ثم أوباما، ولاحقاً ترامب، وكل منهم نقيض سياسي للآخر، تعبيراً صريحاً عن عدم أريحية الناخب".
وأضاف "في المقابل، شهدنا توتراً وعدم استقرار سياسي في العالم العربي، وخاصة خلال العقد الأخير، وهي مؤشرات تعكس رغبة في التغيير الشرق الأوسطي والعربي، وثمة ظروف نجحت بعض الدول العربية في التعامل معها بذكاء وإيجابية، في حين أخفق آخرون، ما سمح لقوة داخلية وخارجية باستثمارها لأغراضها، وإن كان هذا لا ينفي أن هناك رغبة شعبية حقيقية وواسعة في إدارة المستقبل باسلوب أفضل مما مضى.
وأوضح فهمي أن "‏على العرب توقع تغير في نمط العلاقات مع الولايات المتحدة، بصرف النظر عمن سيفوز بالانتخابات الرئاسية، لأن المصالح الأمريكية في المنطقة قد تغيرت، وستشهد مزيداً من التغيير، والدليل على ذلك أن أوباما هو من أعلن الرغبة في تحويل التركيز الأمريكي من الشرق الأوسط وتوجيهه نحو آسيا، ‏قبل أن يُعلن ترامب بعده أن انغماس أمريكا في الشرق الأوسط كان من أكبر أخطاء بلاده".

حظوظ ترامب

في صحيفة "أخبار الخليج" البحرينية، قال محمد مبارك، إن "فرص فوز الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بولاية ثانية تبقى عالية جداً مقارنة بانتخابات عام 2016، ففي تلك الفترة كانت هيلاري كلينتون وزيرة الخارجية الأمريكية السابقة هي خصم دونالد ترامب، وقد كانت قوية وذات شعبية جارفة بين الأمريكيين وخصوصاً النساء، ومع ذلك تمكن ترامب من الفوز عليها. أما في انتخابات 2020 هذه فإن منافس ترامب هو جو بايدن، وهو بكل المقاييس أقل وزناً ومقدرة بكثير من هيلاري كلينتون، فضلا عن حالته الذهنية وتراجع قواه. لذلك فإنه من المنطق القول إن ترامب يتمتع بفرص أكبر للفوز هذه المرة، إذا ما قارنا خصم ترامب الآن بخصمه في 2016".

ويضيف مبارك "من ناحية أخرى، فإن من يتابع التجمعات الانتخابية التي يقوم بها ترامب في مختلف الولايات الأمريكية، ويشاهد الآلاف الذين يتجمعون لتحيته والحضور للاستماع إلى كلماته، في مقابل أعداد متواضعة وخجولة من مؤيدي جو بايدن، لا يتجاوزون في أفضل الحالات 20 فرداً مع دوائر التباعد الاجتماعي، يدرك أن هذا الأمر يعني إصرار مؤيدي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على فوز مرشحهم بفترة ثانية، إذ إن الحماس تجاه بايدن من قبل جماهيره يكاد يكون شبه معدوم".

ويتابع قائلاً: "حتى الديمقراطيون البسطاء يعلمون تماماً أن فوز جو بايدن سوف يعني مباشرة عدداً من التبعات السيئة بالنسبة إليهم على الصعيد الاجتماعي، إن استقطاعات الضرائب سترتفع، كما أن المتسللين والمهاجرين من المكسيك ومن كل صوب آخر والمقيمين منهم في مختلف الولايات الأمريكية بصورة غير قانونية سيحصلون على عفو عام، وسيتبع ذلك حصولهم على الهوية الأمريكية، وسينفق بايدن ملايين الدولارات على برامج اجتماعية لتحسين أوضاعهم على حساب دافع الضرائب الأمريكي. إن المواطن الأمريكي العادي مهما كان توجهه وانتماؤه الحزبي يدرك معنى ذلك جيداً".

تحقيق السلام

وفي "الشرق الأوسط" قال الكاتب هال براندز، إن إدارة ترامب رغم كل شيء حققت مكاسب لافتة في السياسة الخارجية "وربما يمكن لإدارة ترمب البناء على هذه المكاسب إذا حظي بفترة ولاية ثانية، لكن في حال فوز المرشح الديمقراطي جو بايدن، فإنه سيكون في وضع أفضل لاستغلال هذه المكاسب".
ويؤكد هال براندز "تركت الإدارة الأمريكية الحالية إرثاً أكثر ملاءمة في كثير من المجالات الرئيسية الأخرى، ويتعلق الإرث الأكثر أهمية بالصين. فحتى وقت قريب، كان ترمب منشغلاً للغاية ببكين، وباختلال التوازن التجاري بين البلدين. ومع ذلك، فإن استعداده لتحويل السياق الخطابي والاستراتيجي للعلاقة من نموذج المشاركة إلى نموذج المنافسة قد أوجد مساحة لأصحاب المشاريع السياسية المتشددة في الحكومة الأمريكية" ويضيف "ومع ذلك، فإن الإدارة تستحق الثناء لإحياء ما يسمى الحوار الأمني الرباعي، وهي شراكة بين أستراليا، والهند، واليابان، والولايات المتحدة وضعت في 2007، ثم حُلت في 2008، وجعله نواة لاستجابة متعددة الأطراف لسلوك الصين العنيد في المحيطين الهندي والهادئ".

ومن جهة أخرى يُمثل المجال الإلكتروني انتصاراً كبيراً لإدارة ترامب "ويعد المجال الثاني للتحركات البنّاءة من قبل الإدارة الحالية هو الفضاء السيبراني، فقد ساعدت إدارة ترمب سياسة الولايات المتحدة على اللحاق بمتطلبات العالم الذي بات أكثر تنافسية.
وفي أثناء فترة رئاسة الرئيس الأمريكي السابق باراك أوباما، كان الموقف الإلكتروني للولايات المتحدة يتميز بالتركيز على استخدام معايير ضبط النفس في هذا المجال الناشئ من المنافسة، وذلك مع وجود بعض الاستثناءات المهمة للغاية، وقد كانت المشكلة المتعلقة بهذه المعايير هي أنها كانت مشتركة في الغالب مع الديمقراطيات الصديقة، ولكن ليس مع الأنظمة الاستبدادية المعادية".

أما المجال الثالث فهو الدور الذي لعبته إدارة ترامب في التقارب بين إسرائيل ودول عربية، مثل البحرين، والإمارات، والسودان.
ويعتبر براندز أن "خطوة ترامب هذه تعكس الاعتراف بأن آفاق حل الدولتين كانت كئيبة بالفعل. وعلاوة على ذلك، فإنها تؤدي لتشجيع التغيير الاستراتيجي الإيجابي في الشرق الأوسط الكبير، من خلال جلب التعاون بين إسرائيل وبعض خصومها السابقين إلى العلن".
ورغم التباين بين الديمقراطيين والجمهوريين، إلا أن فوز بايدن لا يعني التخلي عن هذه الإنجازات حسب الكاتب الذي يعتبر أن "بايدن ربما يرغب في الظهور بصورة الرئيس المختلف، ولأن أمريكا ستجني مكاسب دبلوماسية بمجرد تجاوز حقبة ترامب، فإنه قد يكون لديه مزيد من الحرية لتبني بعض الأفكار الجيدة للإدارة السابقة، مع الاستغناء عن الأمراض الرئاسية الخاصة بترامب. حول هذه الملفات". 
 

متعلقات
اللجنة الوطنية للتحقيق تناقش في ورشة عمل الأدوار والفرص في تحقيق المساءلة والإنصاف لضحايا الانتهاكات
انتقالي العاصمة عدن ينظم ورشة تدريبية حول أساسيات صناعة البودكاست
محطة الطاقة الشمسية.. انجاز يضاف إلى سجلات دولة الإمارات الإنسانية في دعم العاصمة عدن
مدير عام طور الباحة يدشن حملة التطعيم الاحترازية الثانية ضد شلل الأطفال بالمديرية 
مصدر أمني: المدعو تمام البطة أحد العناصر المتورطة باختطاف المقدم عشال وصل صنعاء بحماية المليشات الحوثية