صحف عربية: لبنان ينتعش بمبادرة الحريري
الامناء/وكالات:

سلطت تقارير صحافية الضوء على مبادرة رئيس الحكومة اللبنانية السابق سعد الحريري حول تفعيل الحراك السياسي المجمّد وتحريك عجلة المبادرة الفرنسية.
وفي صحف عربية صادرة اليوم السبت، عادت إلى الواجهة مجدداً التكهنات باسم الشخصية السنية التي ستكلّف بمهمة تشكيل الحكومة، ويتم تداول اسم رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي كأحد هذه الأسماء.

الحريري يرفض رئاسة الحكومة

وفي التفاصيل، كشفت مصادر سياسية لبنانية، لصحيفة العرب اللندنية، أن رئيس الوزراء اللبناني السابق سعد الحريري اعتمد الأسلوب غير المباشر لاستبعاد نفسه من السباق إلى موقع رئيس الحكومة اللبنانية. واعتبرت أن الكلام الصريح الذي وجهه إلى اللبنانيين خدم صورته الشخصية من جهة وأعاد بعض الأمل في إمكان تحسّن الوضع الاقتصادي من جهة أخرى.
لكنّ المصادر السياسية شدّدت على أن الأمل الذي خلقه سعد الحريري لا يمكن ترجمته على أرض الواقع في ظلّ طبقة سياسية يتحكّم بها حزب الله الرافض كلّيا للمبادرة الفرنسية وأي استعانة بصندوق النقد الدولي. وكان لافتاً تأكيد الحريري عدّة مرّات أن المبادرة الفرنسية هي "الفرصة الوحيدة" المتوافرة أمام لبنان.
وأوضحت المصادر أن الحريري، الذي كان يتحدّث إلى المحاور مرسيل غانم عبر فضائية "أم. تي. في" مساء الخميس، وضع عدّة شروط لتولّي موقع رئيس مجلس الوزراء. وتوقف المراقبون عند قول الحريري إن مبادرة الرئيس إيمانويل ماكرون هي السبيل الوحيد والأسرع لإيقاف الانهيار وإعادة بناء العاصمة بيروت، مبدياً تخوفه مما يحصل اليوم من تسلح واستعراضات عسكرية.

فرصة نجيب ميقاتي

وفي سياق متصل، قال الكاتب صلاح تقي الدين في مقال بذات الصحيفة، إن "موقف الحريري قد يُفهم منه أنه إنما يُطرح بالتنسيق مع رئيس الحكومة السابق نجيب ميقاتي ذاته لوضع الآخرين أمام خيارين لا ثالث لهما.
وتابع "لكن ميقاتي يواجه عقبة رئيسية وهي معارضة حزب الله تكليفه لترؤس حكومة جديدة في لبنان لأسباب عديدة تتعلق بممارسته للسلطة أثناء توليها سابقاً مرتين، وللدور الفاعل الذي يلعبه في ما يسمّى "نادي رؤساء الحكومات السابقين" الذي يضمّه والرؤساء سعد الحريري، فؤاد السنيورة وتمام سلام، وهو الدور الذي يقول الثنائي الشيعي الممثل بحزب الله وحركة أمل التي يرأسها الرئيس نبيه بري، إلى جانب فريق رئيس الجمهورية ميشال عون إنه كان يقوم بعملية تشكيل حكومة أديب، فيما شدّد الأخير على المداورة في الحقائب وعارض بشدة إسناد وزارة المالية إلى شخصية شيعية".

وأضاف "وفي غياب أيّ إشارة من ميقاتي حول هذه المسألة، فإنّ المداولات السياسية الجارية في الصالونات توحي بأنّ القوى السياسية قد أخذت علماً باسم ميقاتي وطرحه، لكنّها ترصد في الوقت نفسه موقف الحريري حيال هذا الأمر. فإن وافق الحريري على هذه المبادرة تتعزز حظوظ ميقاتي في أن يكون متصدّراً نادي المرشحين لرئاسة الحكومة، وإن رفضها، وهذا ما اتضح من إعلانه ترشيح نفسه، فهذا ما سيزيد من طول المأزق الحكومي، وهذا ما ستحدده الأيام القليلة المقبلة، مع ترويج مصادر قصر بعبدا عن نية الرئيس عون الدعوة إلى استشارات نيابية قبل نهاية الأسبوع الحالي".

إحياء المبادرة الفرنسية

من جهة أخرى، لفتت صحيفة الشرق الأوسط إلى أن "اسم الحريري عاد للتداول بوصفه مرشحاً لرئاسة الحكومة العتيدة، حين قال إنه مرشح طبيعي دون منّة من أحد، رغم أن مصادر "المستقبل" تقول إنه "لم يرشح نفسه، بل هو مرشح طبيعي باعتباره رئيساً لكتلة نيابية وازنة، وزعيماً وطنياً لتيار سياسي واسع، ورئيساً سابقاً للحكومة".
وفعّل الحريري المبادرة الفرنسية في تصريحاته، بينما تقوم الخطوة التالية على ترقب ردود الفعل خلال الساعات الـ24 و48 المقبلة ليبنى عليها في الخطوات المقبلة. وامتنعت مصادر في "الثنائي الشيعي" عن التعليق على مبادرة الحريري، قائلة إنها "تركت الباب مفتوحاً للاتصالات، وسنستمزج آراء الحلفاء والقوى السياسية قبل الخروج بأي موقف".
وقالت مصادر "التيار الوطني الحر" إننا "لسنا منغلقين على مبادرته، وفي الوقت نفسه لا يمكن أن نطمئن مسبقاً إلى أننا موافقون عليها بالكامل"، بانتظار أن يطلعهم على طروحاته. وقال عضو تكتل لبنان القوي ماريو عون: "بدت طروحات الحريري تعبيراً عن حُسن نوايا، لكن بالمضمون لا يبدو أن هناك تغييرات جذرية عن المواقف السابقة"، لافتاً إلى "أننا نترك الأمور للاجتماعات لبلورة موقف".

حكومة لبنان تنتعش

من جانبها، أشارت صحيفة البيان الإماراتية، إلى أنه "غداة الاختراق الذي أحدثه رئيس الحكومة السابق سعد الحريري على خط جمود الاستحقاق الحكومي، معلناً أنّه مرشّح طبيعي لرئاسة الحكومة الجديدة، ومستبقاً موعد الاستشارات النيابيّة الملزمة لتسمية رئيس الحكومة الجديدة، في 15 الجاري، ارتفع منسوب الكلام عن أنّ نتيجة الاستشارات باتت شبه محسومة لصالح الحريري، باعتبار أنّ غالبية القوى السياسية والكتل النيابية الكبرى تميل إلى تأييده في ضوء تجربة حكومة الرئيس حسّان دياب وتجربة تكليف السفير مصطفى أديب".

وتابعت "إذ أمهل الحريري الأفرقاء السياسيين 72 ساعة للتفكير ملياً بالرسائل التي وجهها في مختلف الاتجاهات الحليفة وغير الحليفة، فإنّه حمّل الثنائي حزب الله وحركة أمل مسؤولية مباشرة عن تعطيل المبادرة الفرنسيّة، وخصّ نصر الله برسالة مفادها وجوب أن يضحّي، متوجهاً إليه بالقول: "عارف حالك صاير مشكلة بكل العالم، ما فيك تحمل اللبنانيين مشكلتك".
وقالت الصحيفة إن ذلك، جاء "في وقت لم يظهر بعد أنّ أي فريق في وارد التراجع عن وجهة نظره، ولا تزال المبادرة الفرنسيّة معلّقة، فيما أراد الجميع، فجأة، ضخ الحياة في الملف الحكومي، لا لشيء إلا ليغسلوا أيديهم من التعطيل الذي فرمل الاندفاعة السابقة، وحدا بالرئيس المكلّف مصطفى أديب إلى الاعتذار وحزمه حقائبه الديبلوماسيّة عائداً إلى برلين".
 

متعلقات
القائد العام للمقاومة الجنوبية ينفي علاقة المجلس العام للمقاومة الجنوبية بالدعوة إلى تظاهرة الثلاثاء
تهنئة للشاب الخلوق "أميـر عـادل الزيـدي" بمناسبة عقد القرآن
توضيح هام من اللجنة الخاصة بمتابعة صرف التسوية للمسرحين والمبعدين قسرآ من اعمالهم
لعبة حوثية تحاول بها تغيير حقيقة تبعية خلايا الاغتيالات في العاصمة عدن لها
أبين : تنفيذية انتقالي سباح تعقد اجتماعها الدوري لشهر يوليو