أبطال الحواشب يجسدون مبدأ الفداء والتضحية من أجل الجنوب قولاً وفعلاً في جميع ساحات وميادين المواجهة مع العدو.
يعتبر القائد "ماجد صالح محمود الحوشبي" أركان حرب الكتيبة الثانية باللواء العاشر صاعقة واحد من رجال الحواشب الأفذاذ ومن رعيل القادة الأوائل الذين أسهموا في إرساء دعائم حركة المقاومة في بلاد الحواشب بالمسيمير محافظة لحج، يتحدث هذا القائد الى كاتب هذه السطور في هذا الحيز الصحفي عن العديد من القضايا والموضوعات العسكرية ويرد على استفسارات وتساؤلات الصحيفة حول حيثيات حسم المعارك التي يخوضها أبطال القوات المسلحة والمقاومة الجنوبية لإنتزاع حق الحرية والإستقلال ومكافحة قوى الإرهاب، فكونوا معنا لمتابعة تفاصيل ومفردات هذا الحوار الصحفي.
التقاه / محمد مرشد عقابي:
*- نريد ان توجز لنا أهم الإنجازات الميدانية التي تحققت للجنوب على الصعيد العسكري والأمني خلال الفترة الماضية؟*
- في المستهل اتقدم اليك أخي محمد بخالص الشكر والتقدير على إفراد هذه المساحة أمامي للحديث عن مجمل الأحداث وتطورات الأوضاع التي تشهدها الساحة الجنوبية، بالنسبة لجواب سؤالك فكما هو معلوم حققت قواتنا المسلحة والأمن بإسناد من رجال المقاومة الجنوبية خلال الفترة الماضية الكثير من المكاسب والإنتصارات على شتى الصعد والمستويات العسكرية والأمنية، ولو قصرنا حديثنا عن الإنجازات العسكرية فسنجد بان قواتنا أحرزت النصر في كافة المواجهات التي خاضتها ضد جحافل المعتدين سواء كانوا الحوثيين او المليشيات الإرهابية في جميع الساحات والميادين، إذ لا تكاد تمر لحظة إلا وتنجز قواتنا الباسلة ومقاومينا الأبطال إنتصارات متعددة، وتستعيد مواقع وتباب وتحرر مساحات من قبضة الأعداء وتطهر قرى ومناطق كانت تجثم عليها شرذمة البغي والإرتزاق، لذلك نقول بان القوات المسلحة الجنوبية ماتزال تحقق البطولات الفريدة والإنجازات النوعية على المستويين العسكري والأمني في جميع المحاور القتالية بمن فيها "أبين والضالع والحواشب والصبيحة"، وكل هذه المكاسب ما كان لها ان تأتي لولا فضل الله ومن ثم بفضل تضحيات ويقضة أبناء الجنوب الشرفاء والأوفياء والأبطال.
*- ماهي نظرتكم لما تشهده جبهة المسيمير، وكيف تقيمون أداء القوات المسلحة الجنوبية في هذا القطاع المشتعل؟*
- ألكل يعرف بان أبطال اللواء العاشر حالياً مسنودين بأخوانهم رجال المقاومة يخوضوا حرب ضروس دفاعاً عن الشرف والكرامة والهوية والأرض والعرض في محور "الحواشب"، ولا يخفى على احد ان المسيمير كانت ولا تزال بموقعها الجغرافي الإستراتيجي الهام والحساس تعد خط تماس ملتهب وساخن مع العدو لذلك يعي ويدرك الجميع أهمية حماية وتأمين وصون وحفظ هذه المنطقة والذود عنها والتصدي لأية اختراقا او توغلات يقوم بها العدو المتربص على مسافة قريبة، والحفاظ على المسيمير يعني الحفاظ على أرض الجنوب وتأمينها، ومن هذا المنطلق يدرك أبطال اللواء العاشر ورجال المقاومة حجم هذه المسؤولية الملقاة عليهم، لذا تجد الجميع بحالة تأهب وجهوزية واستعداد تام للمواجهة في اي لحظة، ومن هنا نؤكد لكافة ابناء شعبنا الجنوبي العظيم بان ابطال الحواشب هم رجاجيل المنايا وهم وحوش معارك تقرير المصير وهم من يجترحوا مآثر البطولة ويكبدوا العدو الخسائر الفادحة في جبهات (حبيل حنش وقرين وعهامة) والحواشب تمثل صمام أمان الجنوب من الناحية الشمالية الغربية، حيث قدمت ولاتزال تقدم في هذه المعارك خيرة شبابها شهداء وجرحى من أجل الجنوب، ونعلن بان معركتنا مع هذا العدو الحوثي وجماعات الإرهاب معركة مصيرية لإستعادة تأريختا ومجدنا الغابر من أيدي هذه العصابات الفاسدة الإجرامية والإرهابية والكهنوتيه التي تريد إجتياح بلدنا واعادتنا الى ماضي الذل والمهانة والخضوع والخنوع والإضطهاد والإستبداد لكي يتسنى لها نهب خيرات وثروات شعبنا وطمس حضارتنا وهويتنا الدينية والإنسانية والثقافية والأخلاقية.
*- نريد ان نتعرف من خلالك على تفاصيل المشهد العسكري والأمني في جبهة الحواشب؟*
- الحواشب تعد من الجبهات الجنوبية الساخنة والمشتعله التي تدور فيها المعارك ليل نهار، وجبهة حبيل حنش بالتحديد تشهد مواجهات عنيفة بشكل متكرر خاصة والعدو يمكث على مقربة من حدودنا الجغرافية ويريد من خلال محاولاته المستمرة إيجاد فجوة او ثغرة ينفد عبرها الى المناطق الجنوبية وهذا لن يحصل بإذن الله طالما وهناك قلوب تنبض بالعزة والكرامة والشموخ، ونشير هنا الى ان أبطالنا في اللواء العاشر صاعقة ورجال المقاومة الجنوبية المرابطين معنا في هذه ثغور يواصلوا تسطير ملاحم البطولة والذود عن حياض الوطن ويكبدوا المليشيات الغازية صنوف الهزائم والخسائر والنكال وأيادينا جميعاً على زناد بنادقنا وأقدامنا ثابته ثبوث الجبال الرواسي ولن نتزحزح ابداً أنملة عن مبادئنا وقيمنا الثورية والوطنية، ونطمن أبناء شعبنا المناضل العزيز بان النصر بات قريباً ان شاء الله.
*-كيف ترون معنويات الجيش والأمن والمقاومة الجنوبية الذين يخوضوا المعارك بمختلف جبهات القتال؟*
- الحمد لله معنويات أبطال الجنوب بمستوى عالي ومرتفع، وهي سر النجاحات التي تتحقق على الأرض، وكل واحد من رجال الجيش والأمن والمقاومة الجنوبية يحمل بين جوانحه إرادة صلبة وعزيمة فولاذية وروحاً وثابة للفداء والتضحية وتواقه للحرية والإنعتاق، والكل تنغرس فيهم قيم ومبادئ الولاء والإنتماء الصادق للجنوب، والجميع يؤمن بعدالة القضية التي يقاتل من أجلها ويحارب من أجل ثوابت ثورية مقدسة وهي "الأرض والعرض والدين"، ولدى كل واحد من الأحرار والمقاومين والثوار قناعة تامة بالفداء ولتضحية في سبيل تحرير ثرى هذا الوطن الغالي واستعادة حريته وإستقلاله ودولته بكامل حدودها ومؤسساتها وسيادتها، وأنا أرى بان كل جنوبي ثائر وغيور يقاوم اليوم من أجل العزة والكرامة والشرف ويستبسل بكل ما أوتي من قوة وبأس وغلظة وشجاعة للذود عن أرضه من عدوان العصابات اليمنية الإرهابية التي تسعى لإستعادة أحتلال بلدنا والسيطرة عليه أرضاً وإنساناً وثروة وإخضاعنا لسلطة الذل والوصاية والظلم والجور من جديد، تلك المافيا التي سبق لها ان جثمت على صدورنا حقبة من الزمن وعاثت في أرضنا اشكال الفساد والدمار والنهب والسطو والبغي، لذا ندعوا كل الغيارى والأحرار للتشبث والتمسك بثبات بخيار الكفاح المسلح دفاعاً عن مقدسات وحرمات بلدنا وذوداً عن العقيدة والأرض والعرض وللإنعتاق من براثن الظلم الجائر ومخلفات نظام الإحتلال الرجعي الذي لحق بشعبنا الجنوبي جراء نكبة 22 مايو 1990م، وعبركم نجدد قسم الولاء لشهدائنا الأبرار بان نسير على دربهم ونمشي على خطاهم حتى يتحقق النصر للجنوب كاملاً وغير منقوص، او ان نلحق بركب من سبقونا في درب الشهادة متوجين بأكاليل الشرف والعزة والكرامة، كما نجدد التأكيد عبر وسائل الإعلام عن جهوزيتنا التامة معنوياً وقتالياً وننتظر الأوامر من قيادتها السياسية والعسكرية ممثله بالقائد الرمز اللواء الركن "عيدروس الزبيدي" رئيس المجلس الإنتقالي القائد الأعلى للقوات المسلحة الجنوبية والأمن لخوض اي معترك دفاعاً عن وطننا الحبيب ولن تثنينا كل المعوقات العراقيل والصعوبات عن أهدافنا وتطلعاتنا الثورية ولن نهاب الموت في سبيل الجنوب.
*- ما هي الصعوبات التي تعترض عمل القطاع العسكري وتقف عائق أمام سرعة إنجاز المهام والمسؤوليات في مسرح العمليات الحربية؟*
- في الحقيقة هناك بعض الصعوبات التي يعاني منها منتسبوا قواتنا المسلحة في مختلف الألوية والتشكيلات العسكرية والتي أرى من وجهة نظري الشخصية انها تعيق مسار التقدمات عند تنفيذ العمليات العسكرية منها طبيعة واختلاف المناطق وعورة الأرض وتقلبات الطقس والتضاريس، علاوة على احتماء العدو بالمدنيين والأبرياء وتحويله لهم دروعاً بشريه، وعلى الرغم من هذه الظروف الإستثنائية والخارجة عن إرادتنا نحرص كل الحرص على تجنيب المدنيين الآمنين اي أضرار او خسائر ونلتزم بقيم ومبادئ وأعراف وسوالف الحرب ومن بينها توفير الحماية وعدم تعريض حياة المدنيين وممتلكاتهم للخطر، ناهيك عن ان الحرب في بعض الجبهات تدور في مناطق مأهولة بالسكان وهذا يشكل عائقاً امام طموحات قواتنا المساحة في تسريع وتيرة الحسم وتأخير عجلة الإنتصار.
*- كيف ترون المؤسسة العسكرية الجنوبية وهي هي قادرة على صنع الإنجاز وتحقيق الفارق في معادلة الحرب؟*
- بكل تأكيد المؤسسة العسكرية الجنوبية لديها القدرة على أداء وإنجاز كافة المهام الحربية وتحقيق الإنتصارات والإنجازات على كافة الأصعدة والمستويات، والحمد لله لدى الجنوب اليوم جيشاً يفاخر فيه يمتلك كل القدرات والمؤهلات والإمكانيات ويتمتع بدرجة جهوزية واستعداد عالي يجعل منه من بين أقوى جيوش العالم، ضف الى ذلك وجود قاعدة صلبة يستند عليها الجيش الجنوبي وهي قاعدة "المقاومة الجنوبية" التي تعد منجماً لتفريخ المقاتلين الأشداء والأبطال، ومركزاً يعول عليه لرفي الجيش والأمن الجنوبي وركيزة هامة لصنع وتحقيق الإنجازات، لذا نطمن الجميع ونقول لهم لا خوف على الجنوب، فجيشنا وأمننا ومقاومينا الأشاوس هم الصخرة الصماء التي تتحطم عليها أحلام وتطلعات العدو وهي صمام أمان هذا الوطن الذي تحميه من مكر الأوباش والأوغاد والخونة والمرتزقة والمأجورين.
*ماذا تقول في ختام هذا الحوار؟*
- لا يسعني في نهاية هذا اللقاء الجميل إلا ان أجدد لك أخي محمد عقابي عبارات الثناء والإمتنان على إفساح هذا المجال وإتاحة هذه الفرقة أمامي للتحدث عن الشأن العسكري والأمني الجنوبي، وأدعوا الله ان يسدد خطاكم لما فيه خير وصلاح البلاد والعباد، متمنياً لكم دوام التوفيق والنجاح والإستمرار في التميز والنجومية والإبداع في مجال عملكم المهني النبيل، ولصحيفتكم الغراء مزيداً من التألق والإزدهار في سماء الإعلام المحلي والدولي.