حاجة الآباء والمدرسين إلى الإرشاد النفسي والاجتماعي للتعامل مع الأبنا ء
الامناء/ كتب: د. علي زين العطية:


 يختلف الناس ويتمايزون في أشكالهم وصحتهم النفسية والجسمية وثقتهم بانفسهم ومستوى الوعي وفي الجانب التعليمي والاخلاقي ، كل هذا الاختلاف لا يأتي من فراق بل أن هناك عوامل وراثية تؤثر في شخصية الفرد وكذلك عوامل بيولوجية كافرازات الغدد تلك العوامل الوراثية والبيولوجية قد تكون بنسبة قليلة في تكوين الشخصية ، لكن البيئة الطبيعية والاجتماعية تلعب الدور الكبير في سلوك الفرد ومستوى نضجه وصحته النفسية والجسمية ونموه العقلي والاجتماعي ،ومن هنا يجب أن ندرك جميعا أن المرحلة الأولى من حياة الإنسان تعد أهم مرحلة في العمر باعتبارها أساس تكوين الشخصية ، وما نلاحظه ويحز في النفس قلة الوعي لدى بعض الآباء في التعامل مع ابناءهم ، وهذا ندركه بشكل واضح إذا ذهبنا إلى المدرسة سنجد طلبة السنة الأولى مختلفين من حيث شخصياتهم والاختلاف شيء طبيعي لكن المشكلة أن يكون الاختلاف في نواحي إيجابية وسلبية كأن نرى البعض لديه الجرأة بالحديث والنقاش وخالي من العقد وآخر على العكس خجول  منطوي وآخر قد تصدر منه الفاظ سوقية وآخر    غير متوافق ودافعيته للدراسة ضعيفة وآخر طموح ..والخ .
يبقى السؤال هنا ما الذي جعل كل تلك الاختلافات في شخصيات الأطفال ؟ 
الجواب كما أسلفنا سابقا للعوامل الوراثية والبيولوجية دور بسيط لكن الدور الأكبر يقع على عاتق البيئة التي يعيش فيها الطفل ، فقد تكون بيئة فقيرة معوقة تلعب دور سلبي من مختلف النواحي الجسمية والعقلية والاخلاقية أو النفسية والاجتماعية  ، وكذلك البيئة الاجتماعية ممثلة بالأسرة والمجتمع الذي يعيش فيه الإنسان من خلال التنشئة الاجتماعية ووسائل الضبط الاجتماعي ،من هنا نفرد عدة نقاط مهمة لابد أن تدركها الأسرة والمدرسة لكي يتم من خلالها فهم الأبناء وكيفية التعامل معهم وتجنب كثير من السلبيات التي تحدث من خلال التنشئة الأسرية والمدرسية منها .
1. على الوالدين التعامل مع الطفل معاملة توجيهية واعية لأن مرحلة الطفولة الأولى أكثر حساسية من باقي المراحل ،وما يؤسف أن بعض الآباء يعتقد أن ضرب الأبنا  والتعامل معهم بالقسوة هو الوسيلة السليمة للتربية . نقول هنا إن تلك الأساليب خاطئة وتترك آثار سلبية وعقد نفسية تتحول إلى حالة من الكبت تؤثر في شخصية الإنسان طوال حياته ويظهر أثرها على صحته النفسية وتوافقه النفسي والاجتماعي . لا نعني هنا ترك الحبل على القارب بل لابد من استخدام أساليب التوجيه السليم .
2. إن أكثر ما يؤثرفي الابناء هي الاهانات امام الآخرين ،فيجب على الآباء عند توجيه النقد لاخطاء ابناءهم بعيدا عن الآخرين باعتبار هذا الأسلوب يعزز الثقة بين الآباء والابن ويدرك الابن إن هذا الاسلوب ناتج عن حرص الأب أو الأم عليه ومراعاتهم لمشاعره .
3. من الأخطاء التي يقع فيها بعض الآباء اعتقادهم إن المدرسة هي الكل بالكل وإن الابن لا يحتاج إلى متابعة في الدروس والواجبات المدرسية فتجده يأمر ابنه بأن يذاكر دروسه دون مساعدته ومعرفت جوانب الضعف لديه لمساعدته فيها ، في تلك الحالة يشعر الابن بالملل والاحباط وضعف الدافعية للقراءة وخاصة عند ما يواجه صعوبات ولايجد من يساعده في حلها وتوضيحها ، وعندما يفشل الابن يلقي الأب اللوم على المدرسة والمدرس ، فالمدرس يتعامل مع عدد كبير من الطلبة وكل طالب لديه جوانب نقص لابد أن تكون العملية تكاملية بين المدرسة والمنزل.
4. يجب أن يدرك الآباء والمعلمين أن لكل مرحلة عمرية مطالبها فيجب معاملة الابن والطالب وفقا لمرحلته العمرية ، حيث أن الابن عندما يصل إلى مرحلة البلوغ يجب أن لا يعامل طفلا كما كان عليه في المراحل السابقة بل لابد من مساعدته على الاستقلالية واتخاء القرار لان أي اعاقات في هذا الجانب تؤثر عليه من النواحي النفسية والسلوكية وتحد من تفاعله الاجتماعي بالشكل المطلوب .
5. يلعب الحافز دور كبير في توافق الابناء ونجاحهم في مهامهم التعليمية وغيرها ، فيجب أن يتمتع الآباء بوعي وثقافة تمكنهم من تخليص ابناءهم من الصعوبات التي قد تواجههم أو حتى الفشل الذي قد يعترضهم في مسيرة حياتهم الدراسيوة وغير الدراسية .
وأخيرا نقول أنه يتوجب على الجهات المعنية باقامة دورات توعوية إرشادية لأولياء أمور الطلبة والمدرسين تمكنهم من فهم الابناء

متعلقات
مياه الصرف الصحي تُغرق شوراع حي النصر بخور مكسر
الوزير السقطري يؤكد تأييده الكامل لقرارات الرئيس القائد عيدروس قاسم الزُبيدي
أمن عدن يستعيد باصاً مسروقاً ويلقي القبض على المتهمين في الممدارة
قرارات الرئيس الزُبيدي تمثل إرادة شعب الجنوب في تقرير مصيره
تعرف على سعر الصرف وبيع العملات مساء الجمعة بالعاصمة عدن