صحف عربية: السودان يلملم جراح الفيضانات
الامناء/وكالات:

سلطت تقارير صحافية الضوء على تداعيات سيول السودان، الذي يعيش حالة طوارئ لمدة 3 أشهر، بسبب الفيضانات التي ضربت البلاد وراح ضحيتها أكثر من مائة شخص، وأدت إلى تضرر نحو نصف مليون شخص.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الخميس، تعرضت مساحات كبيرة تقدر بحوالي ألفي فدان لغرق كامل في ولاية النيل الأبيض، فيما توقع مسؤولون انخفاض منسوب الفيضانات تدريجياً خلال الأيام القليلة القادمة.

غرق المحاصيل

وفي التفاصيل، أكد عدد من المزارعين بمحلية السلام بولاية النيل الأبيض، تعرض مساحات كبيرة تقدر بحوالي ألفي فدان من محصولي السمسم والذرة لغرق كامل، خاصة في منطقتي الطريرة وأولاد الشريف.
وقال مزارعون لصحيفة "السوداني"، إن هناك غرقاً جزئياً للمساحات الصغيرة يقدر بحوالي 80%، فيما غرقت مساحات كبيرة تقدر بحوالي 90% من جملة المساحات المزروعة بمحصولي الذرة والسمسم منها غرق كامل وآخر جزئي، حيث تعرض محصول السمسم لتلف كامل، مناشدين شركات التأمين بتقييم الضرر الكلي وليس الجزئي وتعويض المزارعين تعويضاً مجزياً حتى لا يخرجوا عن دائرة الإنتاج.

أزمة داخلية

من جهته، قال الكاتب عثمان ميرغني، في مقال بصحيفة الشرق الأوسط: "صحيح أن حجم الكارثة في السودان كان كبيراً مع وفاة أكثر من مائة شخص، وتضرر نحو نصف مليون إنسان، وانهيار أكثر من 100 ألف منزل، وإتلاف آلاف الأفدنة من الأراضي المزروعة، لكن ما حدث يحتاج إلى وقفة لاستخلاص الدروس، ومعالجة أوجه القصور"، لافتاً إلى أن "هناك مشاكل أخرى تحتاج إلى معالجات. فليس هناك من جدال في عدم وجود بنية تحتية تذكر لتصريف مياه الأمطار أو للتعامل مع السيول الموسمية، هناك أيضاً عدم كفاءة في إدارة الموارد المائية والتعامل مع مشكلة فيضانات النيل التي تحدث بدرجات متفاوتة في موسم الأمطار".
وأضاف "إعلان السودان منطقة كوارث طبيعية لن يحل الأزمة. فالمطلوب ليس انتظار الدعم والإغاثة من الخارج بل البحث عن حلول ذاتية، ومعالجة مكامن الخلل حيثما وجدت، واستنهاض الهمم، والتركيز على تنمية الموارد الذاتية. السودان بلد غني لو أحسنت إدارته وهناك الكثير الذي يمكن عمله لو قللنا جرعة السياسة واتجهنا للعمل الجاد لإنقاذ وطن يغرق في دوامة الأزمات وليس فقط في فيضان النيل".

انخفاض تدريجي

من جانبها، نقلت صحيفة اليوم السابع تصريحات وزير الري والموارد المائية السوداني ياسر عباس، التي قال فيها إن "غزارة الأمطار في الهضبة الإثيوبية، هي السبب الأساسي للفيضانات"، متوقعاً انخفاضاً تدريجياً لمستوى الفيضان، كما أكد أن مناسيب النيل سجلت اليوم 17.65 سم مقارنة بـ 17.67سم ليوم أمس، بينما ستنخفض في الخرطوم غداً لـ 17.61سم، وذلك نتيجة للانخفاض التدريجي في منسوب المياه في خزاني سنار والروصيرص".
ولفت عباس، إلى أن "حدة الفيضان كسرت هذا العام بتخزين المياه في سدي الروصيرص ومروى"، مشيراً إلى أن هذا كان له الأثر الكبير في تخفيف حدة الكارثة، موضحاً مسؤولية الوزارة عن رصد مناسيب النيل والانذار المبكر ولا تتدخل في عمليات التخطيط، مؤكداً نية الوزارة لوضع خطة تستطيع من خلالها إصدار تنبؤات قبل 6 أيام من حدوث الفيضانات بدلاً من ثلاثة أيام حالياً.

"السودان مرة أخرى"

وفي سياق متصل، قالت الكاتبة سوسن دهنيم في مقال بصحيفة الخليج: "كما رأينا مواقف السودانيين العظيمة، رأينا الانتقاء في التضامن مع البلدان والشعوب، ورأينا مرور الكارثة مرور الكرام في وسائل الإعلام، وعلى المسؤولين في بلدان عربية والبلدان الأجنبية وكأن هذه البلاد ليست على الخريطة إلا ما ندر".
وتابعت "اليوم والسودان ما زال يعاني والمياه لم تجف بعد، والأرواح لم تكمل مسيرتها للسماء ولم توارَ كل أجسادها الثرى، نعلم تماماً أن هذا الشعب العظيم، صاحب الأهرامات الكثيرة والحضارة الممتدة والشهامة الرفيعة والخلق النبيل سينهض من جديد، لكنه ما زال يتوقع كوارث أخرى مع قلة حيلته أمام إعلام اعتاد تجاهله وموارد تستنزف ولا يرى منها إلا القليل.. لك الله يا بلد النبل والحضارة. لك الله يا السودان".
 

متعلقات
انطلاق حملة تطعيم 1,3طفل ضد الفيروس القاتل المسبب لشلل الاطفال في 12 محافظة اليمنية
القائد العام للمقاومة الجنوبية ينفي علاقة المجلس العام للمقاومة الجنوبية بالدعوة إلى تظاهرة الثلاثاء
تهنئة للشاب الخلوق "أميـر عـادل الزيـدي" بمناسبة عقد القرآن
توضيح هام من اللجنة الخاصة بمتابعة صرف التسوية للمسرحين والمبعدين قسرآ من اعمالهم
لعبة حوثية تحاول بها تغيير حقيقة تبعية خلايا الاغتيالات في العاصمة عدن لها