كيف فشل مخطط إسقاط عدن بيد الإخوان؟ وما الاستراتيجية العسكرية التي اتبعها الانتقالي؟ "الأمناء" تكشف التفاصيل
"الأمناء" القسم السياسي:

لم تفقد مليشيات الإخوان الأمل في المحافظات الجنوبية، رغم تكبدها خسائر كبيرة في جبهات الشمال أمام الحوثي، ولم تتوقف مخططاتها للسيطرة على العاصمة الجنوبية التي تقع تحت سيطرة المجلس الانتقالي المفوض شعبيا في الجنوب والحليف الصادق وسبب النجاح للتحالف العربي.

ونجح الجنوبيون عسكريا وسياسيا في إحباط أكثر من مخطط إخواني لإسقاط عدن، حيث أفشلت القوات الجنوبية تقدم مليشيات الإخوان في جبهة شقرة، وتكبدت المليشيات الإخوانية خسائر فادحة في العتاد والأرواح خلال الأسبوعين الماضيين، رغم موافقة الشرعية على وقف إطلاق النار الذي دعت له السعودية.

واستمر حزب الإصلاح في إرسال قواته العسكرية إلى شقرة وقصف القوات الجنوبية بشكل متواصل رغم تواجد قوات سعودية للمراقبة بين الطرفين، إلا أن ذلك لم يحدث أي تغيير على أرض الواقع، وهو ما جعل وفد الانتقالي يعلن تعليق مشاركته في المفاوضات التي تجري في المملكة.

كيف خطط الإخوان لإسقاط العاصمة؟ وما الاستراتيجية العسكرية التي اتبعها الانتقالي؟

 

تمكنت مليشيات الإخوان من إسقاط مناطق في تعز قريبة من جبهة الساحل الغربي ومضيق باب المندب، وبذلك قربت مسار معركة إسقاط عدن ودحر قوات العمالقة الجنوبية من الساحل وقوات حراس الجمهورية من تلك المنطقة.

الحشد الكبير لمليشيات الإخوان في التربة والحجرية، والذي جاء بدعم قطري تركي، هدفه إسقاط العاصمة عدن من الغرب والسيطرة على مضيق باب المندب، وهو هدف استراتيجي للمشروع التركي والقطري.

وفي الوقت الذي كانت تحشد فيه مليشيات الإخوان في التربة، كانت هناك لقاءات للجنة العسكرية لمتابعة بنود اتفاق الرياض بين الطرفين، وتلك اللجنة يسيطر عليها السفير السعودي آل جابر الذي يقود جناحا إخوانيا داخل المملكة لتوسيع نفوذ الإخوان في المحافظات الجنوبية.

وقالت مصادر خاصة إن اجتماع اللجنة الذي يناقش الشق العسكري طالب من قوات الانتقالي الجنوبي الانسحاب من الشيخ سالم والطرية إلى دوفس، ما يعني أن هناك مخططا تقف خلفه قطر وتركيا هدفه تسليم ما تبقى من محافظة أبين  للشرعية الإخوانية وبعد ذلك التقدم نحو عدن.

أكد الانتقالي الجنوبي احترامه لجهود المملكة الغربية السعودية في إنجاح اتفاق الرياض، رغم المخططات التي تحاك بمشروعه في الجنوب، وقام بدفع تعزيزات عسكرية ضخمة نحو جبهة شقرة، وهي رسالة للجميع بأنه يملك خيارات كثيرة وبإمكانه الحسم عسكريا في المحافظات الجنوبية.

تلك التعزيزات العسكرية للإخوان كان من بينها أسلحة ثقيلة ودبابات حديثة ومدفعية طويلة المدى، وهذه الأسلحة الضخمة كفيلة بحسم معركة شقرة وشبوة وتطهير كل شبر من أرض الوطن .

 

فشل مخطط إسقاط عدن بيد الإخوان ودور التحالف

كشفت مصادر خاصة أنه في الأسبوعين الماضيين حدثت تحركات عسكرية متسارعة للقوات الإخوانية في شقرة وفي منطقة التربة بمحافظة تعز في وقت واحد، وهو ما فسره محللون سياسيون بأنه مخطط لإسقاط عدن من محورين.

اتضحت الصورة بشكل واضح أمام التحالف العربي وعلى رأسه المملكة العربية السعودية، الراعي لاتفاق الرياض والضامن بين الطرفين، حيث أصبح طرف الإخوان المتحكم بالشرعية هو من يعرقل الاتفاق ويخطط لإسقاط عدن.

أعلن الانتقالي تعليق مشاركته في مشاورات تشكيل الحكومة بسبب هذا المخطط الذي أصبح واضحا وضوح الشمس أمام المملكة التي بدورها اجتمعت بالطرفين وأكدت أن أي تصعيد عسكري من الطرفين سيضع المملكة أمام أمر واقع وهو التدخل وقصف أي طرف عسكري يصعّد في الجبهة.

طالب الانتقالي الجنوبي بعودة محافظ العاصمة أحمد حامد لملس، المعين وفق مخرجات اتفاق الرياض، إلى العاصمة عدن في أسرع وقت ممكن، وبذلك نجح الانتقالي بما أراد .

مراقبون قالوا إن عودة لملس قطعت الطريق أمام مخططات الإخوان، حيث أصبحت العاصمة عدن بيد محافظ شرعي تعين بقرار جمهوري، وستصبح قوات الشرعية في حال إصرارها على إسقاط عدن أمام نيران التحالف العربي قبل الانتقالي .

 

تحركات الإخوان الأخيرة في الجنوب.. هل غيرت سياسية السعودية؟

لم يعد الأمر خافٍ على أحد، فالمعركة التي تخوضها مليشيات الإخوان في اليمن تأتي في سياق مخطط إقليمي للتنظيم الدولي للإخوان مع قطر وتركيا لضرب التحالف العربي في اليمن وإفشال مشروعه القومي .

 وفضحت  تسريبات مصورة تم الكشف عنها مؤخرا للقائد الميداني لمليشيات الإخوان بتعز عبده فرحان سالم الذي هاجم التحالف العربي وأكد بأنهم يستلمون دعما عسكريا من تركيا وقطر .

 واعترف القيادي الإخواني بأن سيطرتهم على مدينة التربة الغرض منها هو السيطرة الكاملة على تعز، يأتي كمقدمة للتوجه نحو المخا والساحل الغربي ومضيق باب المندب ومحاصرة الجنوب من الشرق والغرب .

وتوسعت سيطرة مليشيات الإخوان في بعض المناطق الجنوبية بالإضافة إلى بعض مناطق تعز وأصبحت تشكل خطرًا على الجنوب وعلى التحالف الذي فشل في تحقيق انتصارات في الشمال بسبب اعتماده على الإخوان حلفاء الأتراك في المنطقة.

وبحسب مراقبون فإن التوسع العسكري لقوات الإخوان جنوبا وفي تعز يأتي بعد تخاذل من قيادة القوات المشتركة واللجنة السعودية الخاصة التي يقودهما تركي بن فهد، الذي أقاله الملك سلمان الأسبوع الماضي، بالإضافة إلى سفير الربيع العربي محمد آل جابر الذي بات يعمل بشكل واضح لصالح مشروع تركيا وقطر في اليمن.

وبحسب تقارير صحفية فإن التغييرات التي أجراها الملك سلمان أبعدت الأسماء المشبوهة ويقف خلف هذا القرارات ولي العهد الأمير محمد بن سلمان الرجل الذي يقف ضد مشاريع الإخوان في المنطقة، وقد تشهد قرارات إضافية ستبعد من تبقى من الأسماء التي تعمل لصالح مشروع الإخوان.

متعلقات
البريد وعبر البحار يفوزان على صندوق النظافة والبنك المركزي في دوري الخماسي بعدن
في اجتماعها الدوري .. الهيئة التنفيذية لانتقالي لحج تناقش أزمة الغاز المنزلي
بعد اللقاء العاصف.. ردّ قوي جديد من ترامب على زيلينسكي
بعد تهديد ترامب.. كواليس تحركات أوروبية لدعم الدفاع المشترك
حديقة عدن مول تشهد إقبالا كبيرا للمواطنين والأسر و العوائل القادمة من كل المديريات