قراءة في مشهد التغيير الديموغرافي في اليمن
الأمناء نت / العميد / علي مثنى هادي.:

تعود السياسات الممنهجة والمتواصلة للتغيير الديموغرافي في اليمن إلى القرن الأول الهجري وحتى يومنا هذا، حيث أفضت هذه السياسات إلى ما نحن عليه اليوم من السقوط والانهيار والفوضى والتشظي والقتل الجماعي والاقتتال والعنصرية والعبودية.
  الحقبة الإسلامية:
     لقد تميز الحقبة الإسلامية من بداية القرن الأول الهجري وحتى الآن على صراعات وخلافات واقتتال وتهجير وتحويل قيم ومبادئ الإسلام السمحة والبسيطة، إلى قيم الملك والملكية والسلطة المطلقة، وباسم الحق الإلهي في السلطة والثروة، وقد تسيد هذا المشهد الخطير البيت القرشي بفرعيه الرئيسين: الأموي، والهاشمي، ونتج عنه صراعات وإقصاء، وقتل وإكراه وتهجير لهذين البيتين المشهورين والمشهود لهما بنصرة الإسلام وتكوين الدولة الإسلامية في عهودها الأولى وهي العهود التي تعمقت فيهما الخلافات واشتدت، وقد نتج عنها النزوح القسري لآل البيت الهاشمي والعلوي من إماراتهم في مكة والمدينة، وذلك بعدما تعرضوا للملاحقة والقتل من قبل الأمويين والعباسيين وكان نزوحهم إلى اليمن في بداية القرن الأول الهجري، وإلى الجنوب العربي بشكل خاص، وتحديداً إلى حضرموت، ومناطق الجنوب الأخرى كلها.
       أما النزوح الثاني فكان من نصيب الأمويين بعدما سقطت خلافتهم من قبل العباسيين، وذلك في عام 133هـ، حيث أجهز العباسيون على الأمويين قتلاً وتهجيراً مما اضطرهم إلى الهجرة والهروب باتجاه اليمن والأندلس فكانت اليمن هي وجهتهم المفضلة لأنها الأقرب جغرافياً والأكثر أمناً.
   أما النزوح والهروب الثالث فكان من نصيب أتباع المذهب الشيعي الزيدي في طبرستان الذين تعرضت دولتهم للسقوط ومقتل إمامهم زيد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب، في مدينة كربلاء سنة 121هـ وذلك من قبل الأمويين بحجة منافستهم للحكم، وقد أعطى أئمة هذا المذهب الأمر لأنصارهم وأتباعهم الذين عرفوا بالطبريين للخروج من أرض الأثميين والتوجه إلى اليمن وتحديداً إلى صعدة، وهؤلاء الأنصار ليسوا عرباً ، ولكنهم من أقوامٍ فارسية وأقوام من بلاد أسيا الوسطى بعد أن تعربوا وتكلموا العربية ومن (تكلم العربية صار عربياً)حديث شريف، وقد تميز هؤلاء الشيعة الزيدية بالتنظيم والحسم والعنف والإكراه لمعارضيهم، وذلك بحكم خبراتهم الطويلة في إدارة دولتهم التي دامت أكثر من مئتين عام على الرغم من وسطية مذهبهم بين المذاهب الإسلامية كلها وقد صادف نزوحهم إلى اليمن قبل قيام الدولة الزيدية في اليمن بوقت قصير وذلك في عام 284هـ ، وهناك وجود للفرس الذين كانوا متواجدين قبل الإسلام واعتنقوا الإسلام، وقد تشيعوا بالمذهب الشيعي الزيدي، وبقوا في اليمن فكانوا نشيطين في سياسات التغيير الديموغرافي، وفي صنعاء يوجد أعداد لا بأس بها من العائلات والتقديرات تشير أن نسبة لا بأس بها من سكان صنعاء من أصول فارسية وتركية، كما يوجد هناك الأحباش من بقايا الاحتلال الحبشي لليمن وأنصار دولة بني نجاح التي حكمت زبيد ومنطقة الساحل الغربي للبحر الأحمر لمدة 142 عام، والتقديرات التي قدرتها منظمات إنسانية لأعداد هؤلاء الأحباش في اليمن تشير إلى أن أعدادهم ما بين أثنين مليون إلى ثلاثة مليون نسمة، ولكن وضع هؤلاء يختلف كلياً عن وضع الأخرين من السكان الأصليين أو النازحيين الأغراب فهم مجتمع مهمشين نسبة إلى المهمشين في الهند لا حقوق لهم، ويقومون بالأعمال القذرة كعمال البلديات ومعظمها القاذورات، ويعيشون عيشة غاية في السوء، وفي بيوت من الصفيح والكراتين لا تقيهم من الحر والبرد، كما أن المجتمع كله في اليمن يمارس ضدهم العبودية بأبشع صورها للأسف الشديد، وهم يعيشون منبوذين وبعيدين عن المجتمع، ولا يختلط بهم الناس ولا يأكلون معهم وغالبيتهم لا يرتادون المدارس، وهم يرتضون لأنفسهم بهذا الذل والهوان المبرمج منذ قرون ومقتنعين بأنهم أخدام ليس إلا، وقضيتهم قضية إنسانية وحقوقية عالمية وهي مرفوعة في نظر الأمم المتحدة.
    أن جغرافية جنوب شبه الجزيرة العربية تشمل اليمن والجنوب العربي ومروراً في دول الخليج العربي وعمان حتى مناطق عسير ونجران وجيزان وكانت منطقة كثيرة السكان والثراء والحضارة فكان أول ملك في الجزيرة العربية هو قحطان بن يعرب اما سكانها فكانوا من العرب القحطانيين وسموا بعرب جنوب الجزيرة القحطانيين الأقحاح وتمثل هذه الجغرافيا خاصرة شبه الجزيرة العربية بكاملها نظراً لموقعها الاستراتيجي المهم على البحر العربي والمحيط الهندي وبحر عمان.
   ومن خلال قراءة هذا المشهد تشكل مشهد واضح من هذه القراءة البسيطة لحال اليمن بعد التغييرات الديموغرافية التي أثبتت وبالعين المجردة والصورة الانطباعية الواضحة حجم التعدي  وحجم الاستيلاء الممنهج والتغلغل في نسيج المجتمع اليمني حيث كان عميقاً وكذلك السطو والاستيلاء على أراضي شاسعه في كل اليمن وخاصة في حضرموت كثيرة الأراضي الواسعة ومنها أراضي الأحقاف التي تملكها الأخوة الضيوف وبدون وجه حق وكذلك استولوا على أماكن كثيرة مهمة باسم الوقف وباسم الأولياء التي امتلأت بها سهول وجبال وقرى اليمن وبخاصة الجنوب منها، وأن هؤلاء الأولياء من سلالتهم المزعومة ولو أجري فحص جيني لهؤلاء لما ثبت نسبهم إلى آل البيت كما أنهم ينكرون بعضهم بعضاً، واراضي أخرى هبات من المواطنين للسادة العلويين في الجنوب والشيعة الزيدية في الشمال كما أحكموا السيطرة على دور العبادة والقضاء والكتاتيب وتحفيظ القران، وقد كانوا يفرضون على السكان الإتاوات والضرائب المجحفة وكذلك الخمس وهذه الأموال كلها تذهب إلى جيوبهم الخاصة وبهذا أثروا إثراءً كبيراً على حساب المواطنين البسطاء حتى أن الناس أصبحوا يتداولون المثل القائل (جرذي الوادي خرج جرذي البيت) ولان اليمنيين كانوا يؤمنون إيماناً قوياً بالإسلام ويحبون الرسول وآل بيته  حباً منقطع النظير، فقد تم تجيير كل هذا الحب في تنفيذ سياستهم الهمجية والتسلط والتزوير واستخدام القوة والعنف المفرط ضد السكان المسالمين ومحاولاتهم الدؤوبة في إذلالهم حتى ينفذوا كل ما يريدون وخاصة في المناطق الزيدية في الشمال.
     لقد تقمص السادة العلويين ولبسوا ثوب العمامة السنية الشافعية بصوفيتها       السمحاء وهذه من سياسات التقية المشهورة عندهم وبهذا استطاعوا خديعة الناس والسيطرة على عقولهم وبهذه الحيل الماكرة من الكذب والخديعة وللتدليل على ذلك أليكم هذه المعلومة التالية:
   عندما غزت الدولة الزيدية الجنوب العربي عام 1054هـ، لنشر المذهب الزيدي تجاوبت معهم حضرموت كلها واعتنقت المذهب الزيدي الشيعي (قلبوا الصحن) لكن القبائل الحميرية القحطانية في الضالع ويافع السفلى والعليا وحالمين ولحج والبيضاء وأبين والعوالق السفلى والعوالق العليا أعدوا جيوشاً وتحالفا قبلياً قوامه 6000 مقاتل وانطلقوا قدماً للقضاء على المذهب الزيدي الشيعي بقيادة الشيخ عمر بن صالح هرهرة وكل شيوخ وسلاطين وامراء تلك المناطق والقبائل وذلك عام1116هـ 1704م، وهكذا تم القضاء على المذهب الزيدي الشيعي ومعتنقيه في كل حضرموت والجنوب كله وكان على راسهم الشيخ السلطان عمر بن جعبل الكثيري وبعض وجهاء السادة العلويين حينها افتضح امرهم وعادوا وكرروا نفس اللعبة وتقمصوا عمامة المذهب السني الشافعي من جديد حتى يومنا هذا ولكنهم اعتدلوا وصححوا خطأهم وخطيئتهم بعد الضربة الموجعة التي وجهت إليهم ولكنهم عادوا واختبأوا في جحورهم تحت مظلة الصوفية حتى الآن.
  1ـ إن القراءة المتواضعة  والموضوعية لموضوع مثل هذا موضوع التغيير الديمو غرافي في  اليمن هو أول محاولة تنشر على مدى سنين طويلة  قد يفهم منه أنه تجني وتقليب للمواجع لزمن انقضى وفات ولكنه كان ضرورة ملحة لابد من توضيحها وهي عبارة عن رؤوس إقلام وعناوين صغيرة من أحداث مررت بها وكان ضررها شديداً على الكل ولأن الخوض في تفاصيلها سيعقد الموضوع ويفقده مضمونه وبريقه واعتقد أن تناول مثل هذا الموضوع بهذا الشكل المختصر كان خياراً مخلصاً للاستفادة وتعلم الدروس والمعلومية.      .
2ـ إن ما نشهده اليوم  من التطرف وإحياء ما قد أسقطه التاريخ هو التطرف بعينه وأعتقد أن الولي الفقيه الذي دخل عرضياً وبشكل ممنهج ومنظم لدورة من العنف والتعصب هو خدمة للولي الفقيه وإحياء لدولة الفرس الكبرى، وسيكون هذا أكثر خطراً على ما سبقه من أحداث لأن الزمن غير الزمن والظروف الموضوعية غير الظروف الموضوعية وان التراكم المعرفي والحضاري والمدني للإنسانية أصبح هائلاً وضخماً.
3ـ من الذين أشرنا إليهم في هذه القراءة من المظلومين والظالمين إن هم موجودين اصلاً أو أحفادهم الذين ما يزالون يحنون على ذلك الماضي المظلم اتمنى أن يصححوا ما وقعوا فيه من أخطاء( إن خير الخطائين التوابون)، وإن الدين دين الله وإن الرسل مبشرين ومنذرين وليسوا جامعي ضرائب أو غيره.
4ـ إنني وبكل إخلاص وصدق أحذر وأنبه من خطورة استخدام الدين والمذهبية لأي خلافات بينية بين كل المسلمين لأنهما سيكونان القشة التي قصمت ظهر البعير.
5ـ إن ما نشهده  اليوم من وضع مأساوي وخطير حل باليمن واليمنيين عندما أسقطوا دولتهم بالرغم من هشاشتها وتخلوا عنها وقتلوا وشردوا شعبهم وفضلوا مصالحهم الشخصية والانانية على مصالح عامة الناس وهؤلاء هم عصابة النظام السياسي ورموزه العسكرية القبلية والدينية والمذهبية الفاسدة الذين ارتهنوا إلى الخارج حيث تملكوا اليمن وثرواتها ووزعوها مربعات وكنتونات فيما بينهم.
6ـ إن المشهد برمته لا يحمل بصيص أمل لإنقاذ اليمن بسبب هؤلاء لأن اليمنيين قد غرقوا وانتهى أمرهم أما الأخرين أياً كانوا فهم السبب والمسبب ولكنهم سيغرقون في هذه الجغرافيا القاتلة والذين تشاهدونهم وتسمعون عنهم ما هم إلا محللين لهذا السقوط أو الغرق ولكن بهيئة أصنام وأشباح وأنصاف رجال.
     وهنا لابد من توضيح عنصر مهم من عناصر هذه القراءة وهو نسبة هؤلاء الضيوف بالنسبة للسكان الأصليين من القحطانيين والحميريين حيث تصل إلى نسبة 30 بالمية أما بالنسبة إلى المذهبية بين السنة والزيدية الشيعية فتصل إلى 20 بالمية، وهؤلاء موجودين ومنتشرين في كل عموم اليمن شمالاً وجنوباً وعليكم البحث والتدقيق في مناطق تواجدهم.
 لقد تميز هؤلاء الضيوف بالتخفي والتشكل واستطاعوا ان يفرضوا وجودهم في مختلف مناحي الحياة فكانوا هم التجار وكانوا هم الميسورين وهم الذين يديرون الدورة الاقتصادية والمالية نظراً لامتلاكهم ثروات طائلة جلبوها معهم  بعد سقوط سلطناتهم.
    وكانوا يشاركون بفعالية وبصورة خفية في كل الفعاليات السياسية والاجتماعية والادبية والفنية والاقتصادية وكانوا سباقون في الانضمام للأحزاب السياسية بكل توجهاتها القومية والاشتراكية الشيوعية والإسلامية وهذه من إحدى الوسائل للاختباء بهذه المكونات فقد كان العلويين في سوريا على وشك الهلاك حتى انقذهم حزب البعث العربي الاشتراكي الذي كان أعضاءه غالبيتهم من العلويين وخاصة الصف الأول من القيادات وقد نشطوا في حركات التحرر الوطني في كثير من البلدان العربية وخاصة اليمن، فكانت الجبهة القومية وجبهة التحرير والحزب الاشتراكي والناصري والبعثيين والشيوعيين معظمهم من هذه الشريحة وقد تمسكنوا حتى تمكنوا ، وعندما تمكنوا عاثوا في الأرض فساداً وإفساداً ؛ فكانوا يديرون الدسائس والخلافات والصراعات الدموية والاختلافات والنميمة وكانوا خير من يصنع ثقافة الكراهية بين الناس وكانوا يخرجوا سالمين من كل هذه الأحداث والأفعال الشريرة وكانوا يكرهون من يتمتعون بالحنكة السياسية والقيادية ويتمتعون بكاريزما واضحة؛ واصواتهم واضحة وقوية، فكان هؤلاء الحمقى يعانون من عقدة النقص والغيرة وكانوا يثيرون النعرات القبلية والمناطقية، وينسبونها للأخرين القحطانيين وكانوا يمارسون الكذب والخداع وكل الأفعال الشيطانية حيث كان كتاب الأمير ومضمونه الغاية تبرر الوسيلة مرجعيتهم للمؤامرة حتى سقطوا وأسقطوا معهم رفاق دربهم ومن زرعها حيلة حصدها فقر ومذلة.
      وأخيراً وهذا مربط الفرس أنني ومن هنا انادي سكان هذه الأرض الحقيقين عرب الجنوب القحطانيين والحميريين الذين غيبهم عرب الشمال العدنانيين، من ان يعيدوا الاعتبار لأرضهم وسكانها  وشخصيتهم الاعتبارية القحطانية الحميرية وأن لا يسمحوا لهؤلاء مرة أخرى للتسيد عليهم وعلى أراضيهم وخيراتها، وذلك لانهم لم يثبتوا حبهم وإخلاصهم لهذه الأرض، وللشعب الذي استقبلهم واستضافهم ولم يقدموا لهم شيء سوى المآسي والظلم والخراب والعنصرية السلالية التي اتبعها هؤلاء العدنانيون ضد عرب الجنوب القحطانيين الحميريين وعليهم تشكيل وتأسيس تحالف كسابقاته من التحالفات الحميرية لعصر جديد تكون فيه القيادة والقرار لهم وحدهم، ومن ثم مقاضاتهم كما قاضى الهنود الحمر امريكا.
   مع أني قد أكدت في سياق هذه القراءة ان اليمن قد غرقت وانتهت ولكن السبب هؤلاء المتعجرفين مع التأكيد أن هؤلاء القوم رغم الاختراق الذي أحدثوه في بنية المجتمع يعيشون حالات من الارتياب والهستيريا والشك والخوف والمذلة من المجهول الذي ينتظرهم وقد سقطت وانهارت، ومات بنوبات قلبية ودماغية وقلبية عدد كبير منهم من هذا الزلزال الذي سببه  سيدهم الحوثي والولي الفقيه إلى عقر دارهم، (وما تموت العرب إلا متوافية).
لقد نهضت الضالع عنقاء الجنوب واخواتها العنقاوات في كل مناطق الجنوب وعلى رأسها القبائل القحطانية حيث كانت وعلى مدى قرون تتسيد المشهد القادم لكل الطامعين بالجنوب ومعها كل الجنوب فهزموا الأتراك وهزموا الدولة الزيدية وهزموا انجلترا العظمى وهزموا دولة اتحاد الجنوب العربي وهزموا الشمال الجمهوري الشكل والملكي المضمون ثلاث مرات وقضوا على المؤامرات  التي خطط لها اطراف مشبوهة كانت مختبئة في كنف الدولة والحزب ومؤسسات الدولة مع اطراف محلية وإقليمية ودولية.
    أن سبب العدائيات والكراهية والتحريض ضد الضالع وحلفائها في يافع وردفان وابين وشبوة والصبيحة او كما يسمونهم مثلث الموت او مربع الرعب او مثلث برمودا إنما هو بسبب ذلك الإرث التاريخي النضالي المقاوم والذي لم يتبدل ولم يتغير ابداً والقادم سيكون أفضل وأعنف، فعنقاء الجنوب وحلفاءها سيستمرون في المقاومة وسيهزمون كل الذين عبثوا ويعبثون باليمن والجنوب على وجه الدقة والتخصيص.
    لقد ابتليت اليمن خلال العقود السبعة الماضية بتوليفة من القيادات المأزومة والهشة والضعيفة والسلالية والمريضة والغير متزنة والتي تحمل في قلوبها ودمائها بذرات العدائية الدونية والحقد على اليمنيين عموماً ففي عام1990م  اقدم هؤلاء الحمقى على مشروع تدور حوله الشبهات وهو مشروع الوحدة الاندماجية القاتلة والذي مثل انقلاباً كامل الشروط على دولة الجنوب وشعبها ومن حينها بدا مشروع الهدم والاستيلاء على مؤسسات الدولة وهياكلها وقاموا بتغيير ديموغرافي باليمن والاستحواذ لكل شيء في الجنوب، حتى الحجر والشجر وتعتبر هذه المرحلة اسوأ واخطر مرحلة في تاريخ اليمن والجنوب خاصة لأن الناس شاهدوا بأم اعينهم حجم التدمير الممنهج والاستيلاء المنظم لكل محتويات الدولة وهيكلها، وعاثوا في الارض فساداً وأقصوا الناس من أعمالهم واحالوهم إلى التقاعد القسري المبكر وطردوا الناس من وظائفهم واستولوا في عدن على الأراضي والبيوت وأسكنوا فيها عدد كبير من الشماليين وكانت الخطة أن ينقلوا إلى الجنوب ثمانية ملايين مواطن من الشمال ليحدثوا بذلك أكبر تغيير ديموغرافي في العصر الحديث، وتعتبر هذه المرحلة أسوأ مرحلة، في تاريخ الجنوب من الاستيطان والاستعمار ولكنهم فشلوا وسقطوا وانهاروا وهزموا وانقلب السحر على الساحر وسقط رئيسهم مقتولاً ونائبه هارباً ويحتظر، أما الباقون فسكارى وماهم بسكارى من هول وقوة الصدمة الجنوبية وإن الله يفعل ما يريد بالظالمين والحمقى.
   لقد تحالف الشماليون كلهم وبكل مكوناتهم العسكرية  القبلية والمذهبية الشيعية والسنية الشمالية وكل الاحزاب  السياسية بتوجهاتها المختلفة ضد الجنوب والجنوبيين ولكنهم لم يحققوا ما يريدون فكان الجنوب مقبرة جديدة لهم تضاف إلى مقابرهم السابقة والمنتشرة في عموم أراضي الجنوب وفي الأخير أدعو لكل القراء  وكل سكان الجنوب ان يتعظوا  من سياسات الجهل التي كانت تمارس معهم وعليهم ان يكونوا من دعاة القراءة والمعرفة والعلم والتعليم والتوثيق بدقة متناهية لكي لا ينخدعوا مرة أخرى والاستفادة من الطفرة العلمية والتكنلوجية لوسائل الاتصال والتواصل الاجتماعي المتعددة وخصوصاً الانترنت وجوجل وغيرها وأن يبتعدوا كلياً عن الثرثرة ونشر غسيل بعضهم بعضاً والتمتع بالحصافة والاستقامة والموضوعية  والإنسانية.
 اللهم إني بلغت.
1 ـ لمن يريد ان يتحقق من بعض المعلومات التي يكتنفها الغموض عليه مراجعة كتاب تاريخ الأدب العربي الجزء الخامس (عصر الدول والإمارات في جزيرة العرب وإيران) للدكتور شوقي ضيف الطبعة الثانية.
2ـ صفحات من تاريخ الضالع لمؤلفة الأستاذ محسن أحمد حسن الربوعي.

متعلقات
السيسي في الدوحة.. و"الإخوان" يغيّرون نبرتهم: هل هي مراجعة أم تكتيك؟
مقتل طالب جامعي في البيضاء بكمين مسلح وسط صراعات قبلية متصاعدة
الكشف عن مخطط أمريكي–إسرائيلي لتفكيك قيادة الحوثي من الداخل.. وبدء مرحلة الاغتيالات !
تحذيرات من اختراق حوثي عبر عقبة ثرة .. ومخطط تخريبي يهدد أبين
القبض على قاتل جدته في شبوة