صحف عربية: أبناء ليبيا يتصدون للمؤامرة التركية
الامناء/وكالات:

يسعى أبناء ليبيا إلى تسطير ملاحم بطولية من أجل تطهير بلادهم والتصدي للمؤامرة التركية حيث لا مجال لاستمرارية حكومة الوفاق، فيما ينذر الحراك الشعبي بانفجار اجتماعي وسط تصاعد للتناقضات الداخلية بين أركان حكومة السراج.
ووفقاً لصحف عربية صادرة اليوم الجمعة، بات السراج يستشعر اقتراب ساعة الانقلاب عليه من قبل غريمه وزير الداخلية فتحي باشاغا، بينما حذرت مصادر من رغبة أنقرة في الاستفادة من عملية التهدئة لإعادة ترتيب أوراقها في الداخل الليبي.

عودة من الوهم

قالت الكاتبة الصحافية ليلى بن هدنة في مال لصحيفة البيان الإماراتية، إن "شرفاء ليبيا المتمسكين بسيادة بلادهم، هبوا من أجل إنقاذ هذا الوطن من العملاء الذين باعوا الأرض والعرض".
وحول التظاهرات التي تعم أرجاء ليبيا، أوضحت أن "هذه معركة تاريخية ستسجل بأحرف من نور في صفحات التاريخ المشرف في طرابلس، ستشرق شمس الحرية في ليبيا بعدما كشف الشعب المستور وعادوا من الوهم إلى الحقيقة حيث لا مجال لاستمرار ما يسمى بحكومة الوفاق".
وأشارت إلى أن الشعب الليبي يمتلك من الجرأة التي تمكنه من رسم الخطوط الحمراء، التي تحدد معالم السيادة الليبية وردع مخططات تركيا وعملائها في المنطقة.
وأضافت "لقد سئم الشعب الليبي من الوعود التي لا تعني شيئاً على الأرض، وملوا من الفساد، فهذا الغضب المتنامي جاء نتيجة تراكمات سابقة، ولأن الميليشيات والمرتزقة قد فاقوا كل تصور في تصرفاتهم الخبيثة، فأي نوع من السلام سيكون مقبولاً مع هؤلاء الناس الذين باعوا الوطن من أجل تحقيق أطماع تركيا التوسعية؟".
وتابعت "على الجميع أن يفهم بأن إرادة الشعوب لا يمكن أن تقهر، وأن السلام لا يمكن بأي حال من الأحوال صنعه مع العملاء والخونة الذين ساهموا في إسقاط ليبيا في هذا المستنقع".

بؤرة إرهابية

ومن جهتها، قالت صحيفة عكاظ السعودية إن "النظام الأردوغاني لم يكن حريصاً على إحلال السلام في ليبيا، بل سعى لإشعال بؤرة إرهابية في شمال أفريقيا والتحرش باليونان وابتلاع ثروات البحر المتوسط".
وأوضح اللواء مساعد رئيس حزب حماة الوطن محمد الغباشي، أحد الأحزاب السياسية المصرية، أن "تفكيك الميليشيات الإرهابية المتطرفة، وخروج المرتزقة الذين تشرف على وجودهم تركيا، يعد أحد الأسباب الرئيسية للحل السياسي"، مبيناً أن استمرار وجود هؤلاء غير مفيد على الإطلاق، رغم قرار وقف إطلاق النار بكافة أنحاء البلاد.
وذكر أن تفكيك عناصر الميليشيات الإرهابية، سيؤدي إلى وقف التدخل التركي إلى داخل ليبيا، في الوقت الذي تعاني فيه حكومة الوفاق الليبية الإخوانية من أزمة مالية كبيرة، لعدم قدرتها على دفع رواتب لتلك العناصر والمرتزقة الذين يزيد عددهم على 17 ألفاً.
وأشار إلى أن الأزمة الاقتصادية جزء لا يتجزأ من الأزمة الأمنية، ولا بد من القضاء على تلك الميليشيات، وتقييد حركة وسيطرة تنظيم الإخوان الإرهابي على عدد كبير من المؤسسات المالية الليبية لإيجاد حل حقيقي للأزمة.
كما حذر الغباشي من أن تكون عملية التهدئة ووقف إطلاق النار عملية مؤقتة، ترغب من خلالها حكومة أنقرة في إعادة ترتيب أوراقها في الداخل الليبي، خاصة وأنها تسعى بكل قوة للسيطرة على الثروات النفطية الليبية وتقسيم الداخل الليبي إلى دويلات.

آراء متباينة

وبدورها، رصدت صحيفة الشرق الأوسط تباين نظرة الليبيين إلى آلاف المتظاهرين الذين يحتشدون منذ 4 أيام في ساحة الشهداء وسط طرابلس، فهناك من يرى أن هؤلاء الشباب يحتجون على تفشي الفساد في البلاد، وتردي الوضع المعيشي، في مقابل من ينظر إليهم على أنهم عبارة عن "فئة من ناكري الجميل"، تم الدفع بهم لتنفيذ أجندات شخصية ضد رئيس المجلس الرئاسي.
وذكرت أن كل طرف سياسي يتطلع إلى المظاهرات بحسب ما يتمناه أو يرجوه، لكن ذلك لا يمنع المتوجسين من توقع دخول البلاد في دائرة المجهول» "عبر سيناريوهات عديدة قد تعيدها إلى السنوات الأولى من إسقاط نظام الرئيس معمر القذافي.
وأوضحت الصحيفة أنه في حال ترك السراج لمنصبه، فذلك سيخلق فراغاً سياسياً (ولو مؤقتاً) قد يمكّن قوات الجيش الوطني من العودة السريعة إلى تخوم العاصمة، وبسط قبضتها عليها.
وشدد المحلل السياسي الليبي عبد العظيم البشتي، على أن الأمر يحتاج إلى صيغة ديمقراطية لتداول السلطة تتمثل في انتخابات رئاسية وبرلمانية حرة ونزيهة تحت إشراف الأمم المتحدة، مقللاً من الوصول إلى هذه المرحلة قريباً في ظل انتشار السلاح وسيطرة الميليشيات في كل ليبيا غرباً وشرقاً.
ورأى أن ظروف اتفاق الصخيرات المُوقع في نهاية عام 2015 بالمغرب هي التي أتت بالسراج إلى هذا المنصب، وقال: "تقابلنا عقب توليه رئاسة المجلس الرئاسي، وتبادلنا حديثاً شخصياً، تكشف لي حينها أنه لم يكن متمسكاً بمنصبه ويبدي استعداده للانسحاب، ولكنه كان يريد صيغة لا تترك فراغاً سياسياً".
وأضاف "كنت حينها أخاف من القفز في الفراغ، وأرى ضرورة الوصول إلى صيغة ديمقراطية لتداول السلطة، حيث لا يمكن (للرئيس) أن يذهب هكذا إلى بيته من دون ترتيبات، لكن الآن بات واضحاً أن السراج قد تغير وبات متمسكاً بالسلطة".

ساعة الانقلاب

وأما في صحيفة العرب اللندنية، فيشك غالبية الليبيين في قدرة السراج على تجاوز المأزق الجديد الذي دخله، باعتباره يفتقد إلى مستلزمات الصمود في هذه الفترة الاستثنائية، التي تفترض جاهزية داخلية لمواجهة التداعيات المُحتملة الناتجة عن صراعه مع باشاغا، وهو صراع مفتوح على كل الاحتمالات.
وكشفت مصادر إعلامية ليبية، أن السراج قرر إلغاء زيارته إلى إسطنبول التي كانت مُقررة أمس الخميس للقاء الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، وربطت ذلك بتلك الخشية التي بدت عناوينها واضحة من خلال المواقف التي أعلنها رئيس حكومة الوفاق في كلمته التلفزيونية السابقة على وقع تصاعد الاحتجاجات في طرابلس.
وأوضحت المصادر أن هذه الخشية تجسدت عملياً، عندما عمد السراج إلى الاجتماع مع عدد من الضباط العسكريين والأمنيين الموالين لحكومة الوفاق، منهم رئيس جهاز المخابرات، وضباط المناطق العسكرية، وآمر قوة مكافحة الإرهاب، ونائب رئيس جهاز الأمن الداخلي، ورئيس جهاز الأمن العام، وآمر شعبة الأمن في القوة المشتركة، ومدير أمن طرابلس.
وربطت مصادر إعلامية ليبية هذا الاجتماع بتخوّف السراج من حدوث انقلاب عليه، وخاصة أنه جاء بعد يوم واحد من اجتماع السراج مع وكيل وزارة الداخلية، العميد خالد مازن، دون انتظار عودة باشاغا إلى ليبيا.
وذكرت الصحيفة أن السراج بات يبحث عن وزير داخلية جديد، شريطة اتفاق قيادات مصراتة الميدانية عليه، كما أنه يبحث عن آخرين من المجموعات المسلحة، ويسعى لتفكيك القوة المسلحة الموالية لباشاغا في طرابلس.

متعلقات
انطلاق حملة تطعيم 1,3طفل ضد الفيروس القاتل المسبب لشلل الاطفال في 12 محافظة اليمنية
القائد العام للمقاومة الجنوبية ينفي علاقة المجلس العام للمقاومة الجنوبية بالدعوة إلى تظاهرة الثلاثاء
تهنئة للشاب الخلوق "أميـر عـادل الزيـدي" بمناسبة عقد القرآن
توضيح هام من اللجنة الخاصة بمتابعة صرف التسوية للمسرحين والمبعدين قسرآ من اعمالهم
لعبة حوثية تحاول بها تغيير حقيقة تبعية خلايا الاغتيالات في العاصمة عدن لها