يقول الشاعر في وصف رفعة مكانة المعلمين في المجتمع {قف للمعلم وفيه التبجيلا ,, كاد المعلم ان يكون رسولا}
مما لاشك فيه أن المعلمين في الدول المتحضرة يتم تمجيدهم ولا ينقص الا عبادتهم ,, وعندنا تمت إهانتهم ونعتهم بأبشع الاوصاف من قبل بعض الأميين الجهلاء بسبب مطالبتهم ببعض الزيادة في رواتبهم التي لاتكفي لشراء مايسد رمق شخصان في الشهر مع إرتفاع العملة وغلاء المعيشة وأسعار السلع الغذائية ليصل راتب المعلم الى 55 الف ريال يمني اي مايقارب 270 ريال سعودي أو 72 دولار فهل يعقل هذا الراتب لرفيع الشأن الذي أخرج أجيالاً من الأمة ؟!
بينما خريجي هؤلاء المعلمين الذين تخرجوا على أيديهم وتوظفوا في مرافق اخرى في الدولة تتجاوز رواتب المبتدئين منهم 70 الف ريال يمني وتصل الى 120 الف ريال يمني فهل تعقلون هذا الظلم لمن هم "ساس المجتمع" ايها الناقدون ؟!
هل تعلم أن رواتب المعلم في الخليج يتجاوز الـ 8000 ريال سعودي وفي دول اوروبا مابين 2000 الى 6000 الاف دولار فهل تعي اخي الناقد هذا الفارق في الارقام بيننا وبين الدول الاخرى ؟!
وهذا التدهور في مؤسسة التعليم ممنهج لكيلا تنهض دولتنا فسلاح العلم والتعليم هو السلاح الذي لايتقهقر في أي زمان ومكان فوالله لو كانت مؤسسة التعليم كما كانت أيام بريطانيا لكنا من الدول المتقدمة والمتطورة لكن لاتنفع كلمة "ياليت" ..
مما نحت بدماغي ولا أستطيع نسيانه هو رجل مسن في يوم كنت ذاهباً لمدينة كريتر صعد بجانبي في الباص وكان يتحدث الانجليزية بطلاقة كالبلبل وبصراحة عجزت وانا المتعلم الخريج الجامعي أن أسايره في كلامه فقد كان يتجاوزنا بأميال في حديثه وقد قال لي بأنه كان لايريد التعليم وهو من كارهيه الا ان بريطانيا الزمته بالالتحاق بمحو الامية وتم تدريسهم وفي نهاية دراستهم تخرجوا وهم يتحدثون اللغتين (العربية+الانجليزية) وبطلاقة تامة مما جعلني أتندم من تدهور التعليم التي تمارسه جهات لاتريد أن يتسلح هذا الشعب بالعلم لأنه سيكون فوهة بركان في وجوه هؤلاء الطغيان الذي جعلوا شبابنا يتركون دراستهم ليتعسكر أو ليعمل ليعيل أسرته لأنهم يريدون شعب مغيب لايعي ولا يستطيع مجاراة الواقع المتطور فلا تلوموا أناس يهتمون بأولادكم ولو تتطوروا إن لم تحترموا "ساس الوطن" وهم المعلمين والذي يتفلسف أقول له (هم بإستطاعتهم العمل بأي مرفق آخر وليسوا مجبرين أن يقوموا بتعليم أبناءكم) وبلا فلسفة زائدة وإحترام المعلمين واجب على الجميع.
"وسامحونا على الاطالة وتقبلوا تحياتي".
#محمداحمدنعمان
الاحد 23 اغسطس 2020