أوضح وزير الصحة الروسي "ميخائيل موراشكو" ان مجمل الإنتقادات الموجهة للقاح الروسي تتعلق بضرورة نشر البيانات والمعلومات الخاصة به وتعميمها أكثر وإيضاح كل ما يخصه من دراسات وتجارب.
وقال "موراشكو" في تصريح لوسائل إعلام مختلفة : سنقوم بنشر نتائج الدراسات السريرية وما قبل السريرية قريباً، ونعكف حالياً لنشر خطة تتضمن كافة البيانات والمعلومات لنشرها حول العالم لكي يعرف الناس حقيقة فاعلية هذا اللقاح الذي انفقت روسيا لإظهاره الى حيز الوجود الكثير من الجهود والأموال.
وأضاف وزير الصحة الروسي قائلاً بان الكثير من الناس لا يعرفون أن المنصة الحيوية التي جرى تطبيق اللقاح الجديد عليها قد استخدمت سابقاً في إنتاج 6 عقاقير طبية أنتفع وما يزال ينتفع منها العالم.
هذا وتعرض اللقاح الروسي المسمى "سبوتنيك V" لإنتقادات لاذعة وتشكيك نظراً لغياب الديناميكية الضرورية التي تشكل رؤية حقيقية عن أسلوب عمله والوصول لمرحلة الإستجابة المناعية وهو ما لم تنشره روسيا بشكل كاف حتى الآن بحسب تصريحات المنتقدين.
المتحدثة بأسم وزارة الصحة الألمانية قالت في حديث لوسائل الإعلام انه لا معلومات معروفة عن نوعية وفعالية وسلامة اللقاح الروسي، مشيرة الى ان الشرط المسبق للسماح بإستخدام لقاح في أوروبا هو المعرفة الكافية المستخلصة من التجارب السريرية لإثبات فعالية الدواء وآثاره الجانبية والأعراض المترتبة على تعاطيه او تناوله، إضافة الى الدليل على جودته الدوائية، لأفتة في حديثها الى ان "برلين" لم تجري اي اتصالات حتى اللحظة بنظيرتها "موسكو" لمعرفة تفاصيل أكثر بخصوص هذا اللقاح.
واشترطت المتحدثة بأسم وزارة الصحة الألمانية وجوب إثبات نتيجة إيجابية لنسبة المجازفة باستخدام العقار قياساً الى المنفعة منه قبل ان يتم استخدامه وتعميمه على نطاق واسع.
من جهته قال كبير خبراء الأمراض المعدية في الولايات المتحدة الأميركية الطبيب "أنطوني فاوتشي" انه يأمل في أن تكون "موسكو" قد أثبتت بالفعل أن اللقاح آمن وفعال، ولكنه شكك في حديثه حدوث هذا الأمر.
وأوضح الطبيب الأميركي المخضرم في مقابلة مع قناة "ناشونال جيوغرافك العالمية" بانه يوجد ما لا يقل عن 6 لقاحات وصلت لمراحل متقدمة في الولايات المتحدة، ولو أردنا اغتنام الفرصة لتطعيم الكثير من الأشخاص دون التأكد منها حتى النهاية، يمكننا البدء في ذلك خلال أسبوع او أقل، ولكن هذه ليست الطريقة السليمة التي يتم تطوير اللقاح عبرها او من خلالها.
وأعرب الرئيس الأميركي "دونالد ترامب" عن أمله بأن يثبت اللقاح الروسي "سبوتنيك-v" ضد فيروس كورونا والأول في العالم فعاليته في علاج مرض كوفيد-19 والوقاية منه، مضيفاً في مؤتمر صحفي عقد في البيت الأبيض أمس الأول بالقول : لا نعرف كثيراً عن اللقاح الروسي لكننا نأمل بأن يكون فعالاً ومتفائلون بذلك حقاً.
وتطرق "ترامب" في معرص رده على سؤال احد الصحفيين له حول مدى علمه باللقاح الروسي وما اذا كانت هناك اتصالات متبادلة بين (واشنطن وموسكو) بصدده قائلاً : لقد تخطوا بعض مراحل الإختبار، ونعتقد انه من المهم الإلتزام بكافة قواعد العملية ولدينا الكثير من اللقاحات التي نعتقد أنها ستكون ناجعة لكننا نود ان نمر بكل الإختبارات والتجارب اللازمة قبل التسرع بالإعلان عنها.
ولفت الرئيس الأميركي الى ان الولايات المتحدة أحرزت تقدماً ملموساً في تطوير لقاح لفيروس كورونا، مؤكداً بان بلاده ستعلن بشرى لإنفراج هذه الأزمة وعن شيء يفرح العالم الذي يبحث عن الحلول لمواجهة تفشي الوباء القاتل في المستقبل غير البعيد، مضيفاً : سيدور الحديث أيضاً عن الأدوية التي أعتقد أنها مهمة أيضاً جداً.
وعرجت وسائل إعلام غربية وعربية في الكثير من مقالاتها وأخبارها الى حدث استقالة الطبيب الروسي أخصائي أمراض الأجهزة التنفسية "الكساندر تشوتشالين" من قسم (أدبيات الطب) في وزارة الصحة، وتناولت هذا الحدث بالقول ان قراره جاء بسبب احتجاجه على خطوة تسجيل اللقاح (سبوتنيك -V) لكن موقع "ميد فيستنيك" التخصص بالمجال الطبي اوضح بان "تشوشالين" وفي حديث معه أصبح يشغل منصب الرئيس الفخري لهذا القسم وهو أكد بان خليفته الذي اقترحه بنفسه وهو الطبيب "الكساندر خاخلوف" سيتولى مهمة المدير التنفيذي للقسم عينه.
ويعد الطبيب "الكساندر تشوتشالين" من بين الطواقم الطبية التي سارعت بإنتقاد خطوة الإسراع بتسجيل اللقاح والإعلان عن بدء إنتاجه التجاري دون خضوعه لجميع الإجراءات ومعايير السلامة، كما أنه تحدث أكثر من مرة عن ذلك خلال لقاءات صحفية ومقابلات مع جهات مسؤولة في شهر يونيو إذ طالب حينها بأن يتولى مهمة الإشراف على هذا المنتج الطبي وزير الصحة بنفسه.
الطبيب "تشوتشالين" أكد بان قراره يتعلق برغبته بالتفرغ لخلق أبحاث جديدة باختصاص أدبيات الطب وأخلاقياته وأنه ما يزال يمثل بلده "روسيا" في (اليونيسكو) وهو الأمر الذي يشغل حيزاً كبيراً من وقته وجهده على حد قوله.
وكان وزير الصحة الروسي "ميخائيل موراشكو" قد تحدث لوسائل أعلام محلية وأجنبية في وقت سابق قائلاً : اذا تحدثنا عن الحمض النووي الريبي الذي تم إنتاجه في الخارج فقد كانت هناك منشورات تفيد بأن بعض اللقاحات خرجت دون دراسات قبل السريرية واستخدمت بشكل مباشر على البشر وهو ما لم يحدث مطلقا في حالتنا، علاوة على ذلك تتم مراقبة الحيوانات التي تلقت اللقاح الروسي فهي قد حقنت بالفيروس، ووفقاً للنتائج فإن الحيوانات التي تم تطعيمها لم تمرض وهذه علامة جيدة وبشرى سارة نزفها للعالم تشير الى جودة وفاعلية هذا العقار الدولي الأول من نوعه وهو الشيء الذي يدحض مزاعم المشككين.