كيف يمهد الإخوان الطريق للهجوم التركي المرتقب؟
مركز دولي روسي: هل تستطيع تركيا مهاجمة جنوب اليمن؟
أردوغان يرسل أكثر من (100) جندي مدرب من سوريا إلى اليمن
ما نوع الدعم المقدم لإخوان اليمن؟ وما خطورة نشاطهم العسكري بشبوة؟
تركيا ستُسقط اتفاق الرياض بالحرب
تبرهن الأحداث الجارية السعي التركي الحثيث إلى إسقاط اتفاق الرياض الذي وقع في الخامس من نوفمبر / تشرين الثاني 2019م بين المجلس الانتقالي الجنوبي والشرعية اليمنية من خلال إشعال الحرب.
حيثيات التدخل التركي باليمن الذي يأتي بتواطؤ إخوان الشرعية المسيطرين على قرار تلك الشرعية اليمنية يأتي سعيا لإفشال اتفاق الرياض، وإشعال فتيل الحرب بهدف الاستيلاء على أهم الممرات البحرية في العالم والتي تقع في الجنوب.
مهاجمة تركيا للجنوب
بدوره، قال الخبير الروسي، دينيس كوركودينوف، رئيس المركز الدولي الروسي للتنبؤ والتحليل السياسي، إن تركيا تخطط لشن عملية عسكرية واسعة النطاق في اليمن بعد تحقيق بعض النجاح في سوريا وليبيا، وفقا لعدة مصادر مستقلة.
ووفقًا للتنبؤات الأولية، قد يبدأ الهجوم التركي في الشهرين إلي الثلاثة الأشهر القادمة، وفق ما أورده موقع (News Front) الروسي، غير أن ما يعيق أنقرة – يقول الكاتب الروسي- في الوقت الحاضر هو ليبيا، حيث واجه الأتراك مقاومة كبيرة من الجيش الليبي.
وأضاف: "كما أن موقف التحالف العربي بقيادة السعودية والإمارات، والذي يحاول الضغط على أنقرة، يعيق دائما أي تحركات تركية إلى حد كبير في اليمن".
واستدرك بالقول: "غير أن بعض السياسيين اليمنيين لديهم وجهة نظر مختلفة من خلال مناقشتهم، حيث يعتقد عميد القوات المسلحة لجنوب اليمن ثابت علي حسين صالح، واللواء قاسم المالكي ورئيس جالية جنوب اليمن في روسيا محمد سالم، إنه من غير المحتمل أن تجرؤ تركيا على شن هجوم في اليمن خلال المستقبل القريب".
وقال كوركودينوف: "حتى الآن، حاولت تركيا عدم إظهار نفسها في اليمن بشكل بارز، حيث اقتصرت مشاركتها رسميا على تقديم المساعدات الإنسانية من خلال منظماتها الخيرية في اليمن، ومع ذلك، تعتقد السعودية والإمارات أن حزب الإصلاح في اليمن، المرتبط بجماعة الإخوان المسلمين وأنقرة، يمهد الطريق للهجوم التركي المقبل".
ونوه إلى أن مصادر رسمية يمنية أشارت مراراً وتكراراً بوجود مرتزقة عسكريين أتراك من القوات الخاصة وكذا من جهاز الاستخبارات في محافظة شبوة، في الوقت ذاته، منع التحالف العربي من هبوط طائرة عسكرية تركية محملة بالأسلحة في مطار عدن قبل عدة أيام.
خطورة التدخل العسكري في الصراع اليمني
ونقل الكاتب الروسي قول العميد الجنوبي ثابت علي حسين صالح: "تفضل تركيا التأثير على الصراع اليمني بشكل غير مباشر من خلال حزب الإصلاح".
وأضاف: "كما تجدر الإشارة إلى أنه يوجد في الوقت الحاضر ما يسمى بـ(التحالف الثلاثي- تركيا وإيران وقطر) ومنخرط تماما في الملف اليمني ويدعم الإخوان المسلمين، والرئيس منصور هادي وحكومته في نفس الوقت".
وتابع صالح: "أما بالنسبة لمحاولة تركيا نقل الأسلحة إلى عدن، نعم، في الواقع جرت هذه المحاولة مؤخرًا. بالإضافة إلى ذلك، يستخدم الأتراك ميناء عدن من أجل توريد الأسلحة إلى خصومنا. وقد التقى ضباط المخابرات التركية في اليمن مع عدة مسؤولين في الحكومة اليمنية وسعوا لتجنيدهم".
بدوره، قال اللواء قاسم المالكي: "يدرك المجتمع الدولي بأسره ما الذي يريده الرئيس التركي رجب أردوغان من العالم العربي ككل، فلديه طموحات عثمانية.. يريد تحويل اليمن إلى مستعمرة تركية. لكن الحقيقة هي أن اليمن بعيدة جغرافياً عن تركيا بعكس سوريا وليبيا، وبالتالي، لا يمكن لأنقرة أن تقرر بدء هجوم في اليمن دون حل مشاكلها في البلدان المجاورة".
وأضاف: "وحاول الرئيس التركي مرارا وتكرارا تعزيز موقفه في جزيرة سقطرى على المحيط الهندي ولكن لم يفلح بأي شيء حتى الآن. لذا، لا أعتقد أن أنقرة ستكون قادرة على شن هجوم على اليمن في المستقبل القريب، لكن في الوقت نفسه، يريد الأتراك التأثير على جنوب اليمن، وخاصة في محافظات شبوة وحضرموت والمهرة. المهم الآن أن لا تعطي السعودية والإمارات لتركيا أي فرصة في المستقبل القريب للقيام بأي شيء في الملف اليمني".
وبسؤال كوركودينوف، لرئيس جالية جنوب اليمن لدى روسيا محمد سالم: إلى أي مدى يمكن للاتفاق الروسي التركي حول سوريا أن يؤثر على اليمن؟ قال: "لدى روسيا خبرة قديمة وجيدة في ممارسة السياسة على الساحة الدولية، وهي استراتيجية ممتازة".
وأضاف: "وهناك علاقة تاريخية طويلة بين جنوب اليمن وموسكو، ولا تهدف روسيا أبدا إلى احتلال دول أخرى، على العكس من ذلك، فهي دائما تقف إلى جانب العدالة، وتقاتل من أجلها، وإذا عززت موسكو نفوذها في العالم العربي، فستكون خطوة إيجابية للغاية، لأن روسيا تلعب دائما دورا إيجابيا، لذلك، إذا استطاعت القيادة الروسية أن تتفق مع أنقرة على عدم تدخل الأتراك في الشأن اليمني، فإننا حقا سنكون ممتنين لها".
نوع الدعم التركي لإخوان اليمن
وعن نوع الدعم الذي تقدمه تركيا لحزب الإصلاح في اليمن، قال العميد ثابت صالح: "أكبر مشكلة في اليمن هي خطه الساحلي غير المحمي والبالغ 1200كم، لذلك، فإن التهريب في بلادنا معقد للغاية. وبسبب ذلك، تزود تركيا حزب الإصلاح بالأسلحة والمال، وخصصت قطر ملايين الدولارات لدعمهم، وعلى وجه الخصوص، أحضر صالح الجبواني مؤخرا الكثير من الأموال من الدوحة ووزعها على المرتزقة".
في حين قال رئيس الجالية الجنوبية في روسيا محمد سالم: "تقبع قيادة حزب الإصلاح في تركيا، ويلتقي الرئيس التركي رجب أردوغان علانية بممثليه".
وأضاف: "بدأ الدعم التركي في عام 2015، عندما تم تنظيم رحلات جوية منتظمة من أنقرة إلى عدن ومدن يمنية أخرى".
أما قاسم المالكي فقال: "إن أهم سبب لتدمير اليمن هو نشاط حزب الإصلاح، حيث يعتمد قادته بشكل كامل على الدعم التركي، كما أود أن أخبركم أن الملياردير حميد الأحمر يعيش في تركيا ويزود حزب الإصلاح في اليمن بالسلاح والمال، بالإضافة إلى ذلك، هناك قائد سابق لمليشيا مدينة تعز حمود المخلافي، وكان خصص التحالف العربي 300 مليون دولار لدفع رواتب مقاتليه، لكنه نهب تلك الأموال، وهو الآن يعيش في تركيا، حيث يحاول التأثير على الأحداث اليمنية، ويحاول العودة إلى تعز وتشكيل جماعات مسلحة هناك".
نشاط عسكري خطير بشبوة
وقال الكاتب الروسي دينيس كوركودينوف إن مصادر مستقلة عدة تقول إنه في المستقبل القريب هناك خطر من وقوع نشاط عسكري للإخوان المسلمين في محافظة شبوة، حيث أنشأ وزير النقل المستقيل صالح الجبواني جماعات مسلحة ممولة من قطر وتركيا.
وأضاف: "على وجه الخصوص، قد يحدث تصعيد للنزاع في مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، بالإضافة إلى ذلك، هناك خطر من المعارك في محافظتي حضرموت والمهرة".
وأشار إٕلى أن صالح الجبواني، الذي وصل إلى اليمن قادما من الدوحة قبل أيام قليلة، نجح بالفعل في جذب مقاتلين من المحافظات الشمالية.
وقال: "بدورها، قامت تركيا مؤخرا بإرسال أكثر من 100 جندي مدرب من سوريا إلى اليمن بناءً على ذلك، هل من الممكن استخلاص استنتاج لا لبس فيه حول العملية الهجومية المقبلة؟
وفي معرض رده على هذا السؤال قال ثابت علي صالح إن حزب الإصلاح يحاول الآن الاستيلاء على جنوب اليمن، لأنه يوجد نفط, وتركيا وقطر تدعم مباشرة حزب الإصلاح، لكنني لا أعتقد أن هناك عملية عسكرية واسعة النطاق".
قطع يد ومشروع تركيا من الجنوب
من جانبه، أكد الصحافي الجنوبي أديب السيد أن اتفاق الرياض جاء لقطع يد ومشروع تركيا من الجنوب، وتأمين الجنوب عسكريا وسياسيا واقتصاديا.
وتحدث السيد عن بعض الأمور التي تخص اتفاق الرياض، حيث بدأ حديثه بالحديث عن انقطاع المرتبات، وقال: "يتم استخدام إيقاف المرتبات كوسيلة ضغط وإخضاع وإثارة مشاكل، وهذا أسلوب فاشل وفي نفس الوقت أسلوب حقير ومنافٍ لكل القيم والأخلاق بل وللضمير، فإيقاف رواتب الناس جريمة انتهاك صارخ للإعلان العالمي لحقوق الإنسان".
وأضاف: "رواتب الناس يجب أن لا تتعرض للإيقاف لأنها حق أصيل في حياتهم، لهذا اصرفوا رواتب الناس، ومن ثم ناوروا سياسيا كيفما تريدون أو سلموا القرار الاقتصادي للإدارة الذاتية وهي تتحمل المسؤولية".
وفيما يخص اتفاق الرياض وما يجري من شد وجذب قال: "إن اتفاق الرياض إن نجح كان بها وإن فشل فعليه الفاتحة ولن يكون أول اتفاق يفشل وتنقضه الحكومة اليمنية والشماليين المليء تاريخهم بنقض الاتفاقيات والعهود".
وأضاف: "أعتقد بالنسبة للجنوب وممثله المجلس الانتقالي اتفاق الرياض ليس غاية وهدفا بل هو وسيلة للوصول إلى هدف الجنوب، ومن خلاله سيتم كسب موقف سعودي وهذه سياسة فائقة الحنكة من المجلس الانتقالي وقيادته لأنه أمر مهم أن تضع خصومك بموضع الانكشاف وتعريهم على حقيقتهم، فالشرعية أصبحت شركة بحنجرة السعودية".
وتابع: "إلى الآن المؤكد أن الشرعية اليمنية المفترضة وأزلامها من الأحزاب يعملون جاهدين على إفشال تطبيق الاتفاق إن لم يتم الالتفاف عليه باستخدام أدوات مهترئة وأساليب وأفكار عفا عليها الزمن".
واستطرد: "الاتفاق جاء لقطع يد ومشروع تركيا من الجنوب، وتأمين الجنوب عسكريا وسياسيا واقتصاديا لكن القوى المتربصة التي تعمل من داخل التحالف وتسيطر على شرعية الوهم ترفض ذلك وتريد أن تطعن الجنوب والتحالف".
وأكمل: "السعودية تبذل قصارى جهدها للعمل على إيجاد توافق، لكن الشرعية المخترقة المنتهية تعرقل في كل مرة أي توافق، وعلى السعودية أن توقف نزغ الإخوان والمحيطين بهادي ومن يدعمهم من أخوان السعودية المتسترين لإنجاح اتفاق الرياض".
وأكد أن: "موقف ممثلي الأحزاب بالجنوب بقدر إن لم يفد لن يضر، لكن ما أظهروه من تقارب مع الانتقالي وإعطائهم كل شيء للانتقالي كممثل أمر جيد، لكنه أمر بمجمله أيضا لا يهم فلا أحزاب يعترف بها شعب الجنوب وممثل الجنوب الانتقالي لا يحتاج لاعتراف من أحزاب أو مكونات لأنه معترف به من شعب الجنوب".
وقال السيد: "اتفاق الرياض ليس عصا سحرية إنما أهميته تكمن في قطع يد المشروع التركي واستقرار الجنوب مهم جدا للجميع، وإن لم يحدث ذلك فلا أهمية للاتفاق".
وأضاف: "وبالنسبة للتوافق السياسي يمكن أن يحدث كأمر مرحلي لأن الجنوب لا محالة ذاهب نحو استعادة استقلال دولته بعد تنظيمه واستعادة بناء مؤسساته وهذا سيكون في أقل وقت وجهد من خلال توافق سياسي مرحلي".
واختتم حديثه بالقول: "قيادتنا تخوض معركة سياسية بامتياز.. وهي معركة يتقدم فيها الجنوب وممثله الانتقالي بثبات مسنودا بشعب الجنوب".