لن أتحدث عن حقوقي كإنسان ولن أتحدثوطني المتشظي ..لن أتحدث أبداً أبداً عن الكهرباء والمياة والصرف الصحي والعضال البيئية والأوبئة و ... لأنها من حقوق الحيوان وليست حقُ للإنسان ..
لن أحدثكم عن الطيبين الذين عاهدونا ع البقاء ولأول دعوة لكورونا غادرونا صوب السماء وتركونا بأرواحٍ ميتة ..لن أتحدث عن الوطن ورائحة التراب لأني بذلك أدعي الوطنية وأنا لستُ أهلاً لها مثلكم..
لن أحدثكم عن أحلامي الصغيرة جدا -كلعبتي القرطاسية القديمة- التي غادرة أدراج الرياح, لن أسرد لكم الحكايا التي خلدتها الحروب المتتالية في جدارن الذكريات..
لن أحكي لكم عن إعاقة لغتي الإنجليزية وإعوجاج لباقتي وتصرفاتي مع زملائي, لا تقلقوا لا أنوي أبداً تعكير مزاجكم بنشر أهدابي المبتلة لأجففها بشفقتكم بسبب مأساة جارينا اللذين كانا ضحيتا مدرعةٍ هاربة يوم حربٍ عبثية تقاسم غنائمها كلا الطرفين ..
لن أتحدث عن أحلام الشعب والانكسارات المتقارب فأنا ربَةُ أحلامي ولأحلامهم ربٌ يحميها ..
لذا سأتحدث بفكرٍ آخر وردي يبعدُ سُترة الحياة السوداء .. سأحدثكم عن حوتٍ أزرق ابتلع قمراً متفائلاً بلونهٍ الفضي وهرب به بعيداً ظناً منه أنه سيأخذ مكانته في السماء لكنه انطفأ فتاهَ في العتمة للأبد ..
سأحدثكم عن لعبةٍ شقراء كنتُ أنوي شرائها ذات يوم لكن النقود كانت على قدر جوع عائلتي الراغبة عن أقساط الإيجار فاكتفيت بالنوم وأنا احتضن وسادتي وابتسم كأميرةٍ تنتظر النهار لتذهب في رحلةِ صيدٍ للعصافير الملونة ..
هل قلتُ سأحدثكم عن شيء ما وردي؟!
نسيتُ أن أخبركم أننا على سطح كوكبٍ يعجُ باللا ألوان يدعى اليمن ..
*أماني سعد*