تابعنا بقلق شديد انهيار سعر الصرف وتهاوي العملة المحلية " الريال اليمني " امام " الدولار" وبقية العملات الاخري ووصول الريال الى القاع وانعكاسات ذلك الانهيار على معيشة المواطنين الذين تعرضوا ومايزالوا يتعرضون لحروب ابادة جماعية بدءاً من الحروب الاهلية المتعددة بتعدد اهواء وامزجه النخب ، مروراً بانتشار وتفشي الامراض الشائعة من الحميات وفايروس كورونا الذي يفتك بالمواطنين دون تقديم الحكومة اي شئ لانقاذه .. ووسط كل ذلك يتساءل الجميع : لماذا تستمر هذه الحروب الاهلية والتي لم توصل الى اي حلول لمشاكلها الا بالبندقيه والمدفع ، ناهيك عن تلك الحروب العبثية القائمة في مختلف الجبهات والتي تغذي من قبل اجنحه لا تريد ان يعم السلام والأمن في ربوع البلاد ، رغم علمهم بان الحروب الطاحنه لا تعمل سوى على زيادة وتعميق الفجوة بين كافة الاطراف ، وتسهم في مزيد من الفرقة والتمزق في النسيج الاجتماعي للمجتمع اليمني الذي كان متحداً ومتمسكاً بمخرجات الحوار الوطني ، ومتحداً في موقفه ضد قوي الشر في ظل التوافق الوطني .

ولكن يبدوا ان اطاله أمد الحرب قد ولدّا اطماعاً بينيه في نفوس من يديروها وبكل اسف ، رغم ان الحرب من اجل البقاء لايدفع ثمنه غالياً سوى المواطن اليمني ، فهي - اي الحرب - لن تحقق السلام بقدر ما انها تحقيق اهدافاً غير مرتبطه بالحفاظ على الوطن اوالنظام الجمهوري !

ربما لايخفى على الجميع ان هناك مديح غير عادي لليمن على موقعها الاستراتيجي وموقعها الجغرافي الذي يحمي خط الملاحة الدولية والممرات المائية التي تعتبر صمام امان للامن القومي العربي ، ولقد سبق لنا وان حذرنا في بيانات نقابية تم اصدارها ومن خلال اللقاءات والاعتصامات والمسيرات والمظاهرات من الانعكاسات السلبية للحروب على حياة الناس وحياته في مختلف مجالات الحياة الاجتماعيه والوضع الاقتصادي والصحي ، وها نحن اليوم نكرر تحذرينا من كارثه جديدة اضافة للكوارث السابقة وتتمثل في انتشار وتفشي وباء كورونا الفيروس القاتل على امتداد العالم العربي والدولي ، وحتى على مستوى اليمن الذي يعتبر الاكثر عرضه لانتشار وتفشي الوباء ، بدليل كل تلك الوفيات التي وصلت للالاف ، ولم تستطيع السلطة حتى معرفه اعداد الموتى ، وانما اعتمدت على ماينشره المواطنون من تعازي عبر شبكه التواصل الاجتماعي ولم يجدوا حتى طريقه علمية حديثة او محاليل لاجراء الفحوصات المخبرية الاستقصائيه للحالات الشديدة للتاكد من حالة مرضى كوفيد - 19 الذين يرقدون اليوم في المشافي وهم بحاجه ماسه للاوكسجين ، وماهذا الا دليل واضح على ان البلاد بشكل عام ليست مؤهلة للاعتناء بالمرضى . 

ولذلك فاننا ومن منطلق مسئوليتنا النقابية نحذر بل ونحمل كافة الاطراف المتنازعة كامل المسئولية عن مايحصل من موت بسبب انتشار وتفشي وباء كورونا وبسبب تجويع الموظفين واسرهم بنهب ثروات البلاد ومرتبات هي في الاصل لاتفي اساساً بتوفير حياة كريمة لموظفي الدولة في ظل الارتفاع الرهيب لاسعار صرف العملات الصعبة امام الريال اليمني ، والتي تزيد بدورها من معاناة المواطن بصورة لايمكن تصورها .

وفي ختام هذه السطور ، لايسعنا سوى تكرير تحذيرنا من ثورة الجياع القادمه والتي ستسحق كل من يقف امامها ، خصوصاً وان وباء كورونا القاتل لن يقف هو الاخر عند بيوت الفقراء ، وانما سيصل لامحاله الى صدور الظالمين الذي مايزالوا يمارسوا ظلمهم بحق المواطنين ، ويجحفون بحقوق واستحقاقات موظفي الدولة ، ويسعون بالمقابل ايضاً لخراب البلاد ويساهمون في قتل العباد ، والله غالب على أمره .