ان ما جرى بالأمس في منطقتي البحر الأحمر وبحر العرب من عمليات قرصنه وإرهاب كالهجوم على المدمرة الامريكيه ((USS COOL) في عام 2000م بميناء عدن وناقلة النفط الفرنسية ليمبرج في ميناء ألضبه بمحافظة حضرموت عام 2001م وغيرها من جرائم الاعتداء على خطوط الملاحة الدولية ، قد ادى الى زعزعت الامن والاستقرار في المنطقة ودفع الدول العظمى الى تشكيل تحالف دولي للتدخل لحماية مصالحها .
هذا الامر يجعلنا نتذكر بجلاء أهمية الدور الذي كانت تلعبه جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية خلال الفترة (1967-1990م)لتأمين هذه المنطقة الاستراتيجية والكلفة التي تدفعها لتعزيز الامن والسلم العالميين وحفظ مصالح مختلف الدول.
إن انهيار الأمن والاستقرار في منطقتي البحر الأحمر والبحر العربي وتحولها إلى منطقه خطره يهدد الامن والسلم العالميين لعدم مقدرة الدول المطلة عليها من حمايتها وفشل قوات التحالف الدولي في أداء مهمتها واستمرار إعمال القرصنة والارهاب، يؤكد بما لا يدع مجالاً للشك أهمية الدور الذي لعبته الدولة الجنوبية في حفظ امن واستقرار هذه المنطقة وتأمين ألملاحه الدولية على مدى ألحقبه الزمنية التي كانت تتمتع فيها بالسيادة والاستقلال قبل دخولها بوحدة اندماجية مع نظام صنعاء عام 1990م رغم إمكانياتها المتواضعة والأوضاع السياسية والعسكرية التي كانت قائمه بسبب الحرب الباردة .
وانطلاقا مما سبق يحق لنا القول إن ألدوله في الجنوب كانت ومازالت تمثل عامل أمن واستقرار في المنطقة ومحور الارتكاز الرئيسي لتحقيق الأمن الشامل والسلام الدائم في منطقتي البحر الاحمر وبحر العرب وإن ما كانت تقوم به من إعمال جليلة لحماية وتأمين ألملاحه الدولية حينذاك عمل لا يستهان به ولم يعرف العالم قدره وأهميته إلا اليوم وبعد أن تعرضت مصالحه للخطر
وبالتالي فأنه من الواجب ألأخلاقي والقانوني إن نأثر الأمن والاستقرار في منطقتي البحر الأحمر وبحر العرب ونقدم كافة إشكال الدعم لاستقلال دولة الجنوب وننهي الوضع غير القانوني لنظام الشرعية في عدن ونمكن الجنوبين من بناء دولتهم وبسط نفوذهم على أرضهم و العودة السريعة إلى الحضيره الدولية للقيام بواجباتهم في مكافحة الإرهاب والقرصنة وتأمين خطوط ألملاحه الدولية وإعادة الأمن والاستقرار إلى المنطقة كسابق عهدها.
إما إذا ما استمرينا في انتهاج سياسة التجاهل والصمت للقضية الجنوبية وغضينا الطرف عما يرتكب بحق شعبها من جرائم قمع وقتل وتشريد وتدمير واضطهاد من قبل سلطة النظام القبلي الاخواني ومنع تمكينه من حقه في تقرير مصيره فأن الإرهاب والانهيار الأمني سيتجاوز تلك المنطقة ويتمدد شمالاً وشرقاً وسيتعدى دون إذن أو طلب الحدود الوطنيه للدول، الأمر الذي سيقوض الأمن والسلم الاجتماعي ليس في منطقة الخليج فحسب بل ومنطقه الشرق الأوسط بشكل عام
وفي هذا المقام نؤكد للمرة الالف على ما قاله الرئيس البيض في المؤتمر الصحفي بالعاصمة أللبنانيه بيروت بمناسبة الذكرى (18) لقيام الجمهورية الثانية لشعب الجنوب( بأن الجنوب شعباً وارض عناصر طارده غير حاضنه للإرهاب لأسباب ذاتيه وعوامل موضوعيه يطول شرحها فلا تدفعونهم للتخلي عن هذه الصفة التي يتمسك بها في نضاله ) و لاننسى أيضا إن نشير إلى بعض المواقف الشجاعة التي اتخذتها جمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية سابقاً لتحقيق الأمن والاستقرار في المنطقة كموقفها في مؤتمر تعز للدول المطلة على البحر الأحمر المنعقد في مارس /1979م الذي سعت من خلاله السعودية لتحويل البحر الأحمر إلى بحيرة عربيه يخضع لهيمنتها بهدف تمكين دول حلف الناتو من إنشاء قواعد عسكريه فيها بعد إن سحبت امريكاء واسرائل قواعدها من الجزر الاثيوبيه الواقعة في باب المندب بسقوط إمبراطور الحبشة وقيام جمهورية إثيوبيا الديمقراطية عام 1974م بالاضافه إلى ما قامت به وحدات الجيش الجنوبي في النصف الأخير من سبعينات القرن الماضي من مواجهات عسكريه للتصدي لمحاولات شاه إيران المستميتة في بسط سيطرته على بعض الجزر والسواحل البحرية بموافقة مسبقة من نظام الجمهورية العربية اليمنية قبل الوحدة.
في الأخير نقول إذا كانت قوى الشر العالمي تطغى على قوى الخير والانسانيه في قضية دعم شعب الجنوب فمن الأولى والأجدر إن نقارن بين ما ستفقده هذه الدول من مصالح في ضل غياب الأمن والاستقرار في منطقة البحر الأحمر ومضيق باب المندب وبحر العرب وبين ما سيتحقق لها من مصالح في ضل استتباب الأمن والاستقرار الدائم إذا عادة ألدوله الجنوبية لتلعب دورها السابق في السياسة الدولية والمنطقة .
* ( محلل سياسي.وخبير عسكري)