((والله لو ضعوا الشمس في يميني والقمر في يساري على أن أترك هذا الأمر ماتركته حتى يضهره الله أو أهلك دونه))
محمد صلى الله عليه وسلم
بهذا المبدأ المتين وهذه الصلابة التي لا تقبل الإغراءات مهما كان حجمها ،ولاتتنازل عن المبادئ مهما كان العرض .
بمثل هذا الثبات والصدق والقول الفصل وعدم المناورة والمداورة أصبح الإسلام الرقم الصعب في هذا العالم لا تجد مكانا في العالم إلا وفيه من ينطق الشهادتين ذلك الزمان قد ولى واندثر وخلفه زمن قلَّ فيه الثابتون على مبادئم وزاد أنبياء الزيف والخداع.
فكل من صور أو كتب أو انتقد ظن نفسه مصلحا مجددا مدافعا عن حقوق الناس ومصالحهم يهاجم وينتقد فتظنه تشي جيفارا على أقل تقدير
وسرعان ما يصمت فينقلب إلى النقيض يتبجح ويتغزل فيمن سبهم ولعنهم بل يدافع ويرد عمن كانوا في قاموس السوء في الأمس القريب في هجومه لهم .
فما سر هذا الانقلاب؟!! هل تاب الظالمون الفاسدون فجأة أم أن أنبياء الزيف هم الذين أطمأنت قلوبهم لهم وعرفوا الحق المبين وأزيلت الغشوة على عيونهم وتخلوا عن دعوتهم؟!!
فيا سبحان الله من هؤلاء الأدعياء الدجاليين الذين يسحقون قيمهم ومبادئهم مع أول دينار ينهال عليهم إن كانت لهم مبادئ وقيم أصلا فقيمهم وأنسانيتهم وأقلامهم مطايا لأغراض شخصية تضيق وتتقوقع بعد أن كانت في سعة الكون ودرجة الإنسانية إلى فردية حقيرة في سالب لا نهائي .
وأنا أراقب بعضهم وهم يتقلبون كالحرباء وبوصلة المصلحة تتجه بهم حيث رائحة الدينار والدرهم.
يكتب ويصنف فتنخدع بهذا الثوري المناضل وربما وقفت جانبه وأيدته وفي عشية وضحاها وقد أصبح صاحبك في صف من هاجم راضيا بمنصب أو صفة أو مبلغ
فبئس هكذا مناضلين وهكذا نضال فقد أصبحت الناس لا تثق بالمناضلين الحقيقين بسبب كثرة الكذابين والدجلة من أصحاب الأقلام الرخيصة.