الذكرى الثالثة عشرة على رحيل والدي الفقيد طه هادي العطري
"الأمناء نت "/ كتب/ ابراهيم العطري

 عصر  الخامس عشر من مارس للعام ٢٠٠٧م كان اخر مكالمة صوتية لوالدي الفقيد طه هادي العطري رحمه الله الذي فارق الحياة  ليلة الجمعة السادس والعشرين من شهر صفر١٤٢٨هجرية الموافق  ١٦مارس من عام ٢٠٠٧م  عن عمر ناهز ال٦٠ عاما قضى معظمه في خدمة الوطن اثر نوبة قلبية مفاجئ وهو مرابط بمقر عمله في الشركة التضامنية للمشروبات الغازية  التابعة للمستثمر  الحاج علي درهم علي طالب بقرية  القطيع المراوعة محافظة الحديدة العمل الذي عوضه لضمان أسرته من الفقر بعد ان همشه نظام الاحتلال وسرحه من خدمته العسكرية بجهاز الامن السياسي في٢٠٠١م فلم تشفع له خدمته العسكرية التي قضاها مع الاحتلال خلال ١١عاما ناهيك عن خدمته مع دولة الجنوب في مطلع٧٩م والذي ترقى فيها الى رتبة ملازم ثاني وشغل العديد من المناصب فيها اخرها نائبا لقطاع امن محافظة لحج انتقل الى العمل في صنعاء وذمار والبيضاء والحديدة وعدن ولحج وتعز ثم عاد الى منزلة شغل رئيسا لمجلس الاباء وسخر نفسه لخدمة اهله كمصلح اجتماعي وومثل مجتمعي لتوفير الخدمات معتمدا على راتبه الضئل الذي يقدر ٤٨،٠٠٠ الف ريال يمني برتبة نقيب الا انه اثقل كاهله الدين فقرر تغطية العجز بالشركة عمل حوالي ستة اشهر بمحافظة تعز ثم انتقل الحديدة حوالي ثلاثة اشهر دون مقابل  وبعد متابعة حثيثة قرر له راتب بمقدار ٢٥،٠٠٠الف ريال لم تشفع له رتبته العسكرية وجاهته القبلية مع اولئك اللصوص تذمر من تلك التصرفات وابدع بيتين بالعامية عما يعانيه من وضع الشركة عثرنا عليه  في حزامة (الكمر) يوم معاينة موقع الوفاة وفتح مكتبه المتواضع لاانتشال جنبيته وسلاحه الشخصي: قال فيه:

قال الصبيحي ماعاد لي فاقة ياويلكم لما ترحموا الاعبوس

اسبوع قد لي اعدها دقة لاقيد برجلي ولااننا محبوس

 فلم نعلم مايعانيه من اجلنا انذآك ولم ندرك حقيقة معاناته رحمه الله وحتى وفاته كانت قصة عجيبة فبالرغم من ان حراسة الغرفة كانوا اكثر من عشرين شخصا لم يعلموا عنه شيئا ولم يبحثوا عنه بحيث ان صادف وفاته يوم الجمعة وانشغل الجميع بامورهم ولايوجد لدي ارقام الا رقمه فقط كررت  الاتصال على هاتفه السيار  ولم أجد إجابة بحثت عن زملاء العملاء ولكن دون جدوى .. وحينها قررت البحث في احد مذكراته فوجدت رقم  مدير مكتب المديرالعام للشركة اتصلت فردت   السكرتارية  سألتها عن والدي فردت  تواصل بقائد الحراسة اخبرتها  اننا لم اعرف عن رقمه فقالت سوف اتصل به واخبرك   ان شالله  ..  بعد ساعات من تكرار الاتصال اتصلت بي  وقالت  اخينا ابراهيم والدك  بمستشفى العلفي  وصحته متدهورة للغاية وعليك  التواصل مع المدير  سيخبرك عنه بكل شي   ... اقفلت المكالمة  ووصلني اتصال اخر من مدير الحراسة  قبل اتصالي بدقائق قال (( اخي ابراهيم والده  تعبان كثير   كررت السؤال  وفجأه قال اخي لارآد لقضاء الله ((كل  نفسا ذائقة الموت ))اعظم الله اجرك اخي ابراهيم لقد رحل والدك وهذا قدر الله الذي لااعتراض عليه   نزلت الكلمات  كاالصاعقة وكانت صدمة قوية كلمات  حتى  اللحظة لازآل صداها يتردد على مسامعي فقدت اعصابي وضاقت بي الارض بما رحبت ،بل  كادت ان تقتلني ، قادنا  بعض الاهل من الشيوخ والعقلاء   لااستلام الجثة من مستشفى العلفي بمحافظة الحديدة واثناء وصلونا  قرر المشائخ  طلب الطبيب الشرعي لتشريح الجثة لمعرفة  سبب الوفاة الا ان  الطبيب الشرعي كان بصنعاء  ثم انتقل الى  تعز!!  ...وبعد بحث عميق وتحديد موقعة تم   تكليف طائرة خاصة لنقلة الينا  بداء  معاينة الجثة ثم اكد لنا الطبيبي الشرعي ان الوفاة طبيعية عبارة عن (ذبحة صدرية) حمدنا الله ثم   انتقلنا الى مسقط رأس الفقيد  الكديرا مديرية المضاربة والعارة محافظة لحج ،لموارته الثراء  خرجنا بموكب جنائزي مهيب واستقبلنا اخر على مشارف المنطقة  لم تشهد له البلدة مثيل رغم  ان الوقت  كان ضيق و ساعات متاخرة من  الليل الا ان جموع غفيرة تدفقت  نحو المقبرة لمورات جثمانه الطاهر  الثراء  وعند فرآغنا من الدفن  بالثانية عشرة فجرا من صباح  يوم الثلاثا ...  انتقلنا  للعزاء  شاركتنا  جموع كبيرة من  المعزيين قيادات ومشائخ  من اهالي ومحبي ورفاق الفقيد ... اشعرنا الوحشة والفراغ  الا اننا كنا اكثر جلادة وتحملنا مشقة المسؤلية عانينا الضغوط الحياتية في وقت مبكر ومع ذالك  كبرنا عليها  علمنا  ان والدنا كان له مواقف جسام في سبيل خدمة المجتمع  فحاولنا التقليد لشخصيته  ولكننا للأسف فشلنا كثيرا ولم نكن قد المسؤلية بتغطية العجز ... صمتنا قليلاً ثم عدنا الكرة نحو مأزرة الاهل  بعد ان رئنا ان المسؤلية تقع على عاتقنا  أصبنا  ببعض الاحباط الا اننا لم نستسلم وواجهنا  التحديات بكل عزم وقوة  ...وقفنا في الوقت الذي لم يقوا غيرنا فيه  على الوقوف وهكذا نحن لازلنا حتى اللحظة في مواقفنا صامدون مع  اننا عانينا  ألم الفراق كثيرا  أثر رحيل والدي الفقيد طه هادي العطري في ال١٥عشر من مارس٢٠٠٧م فمن رحيل الوالد  الى رحيل الشقيق معاذ وبنفس الألم نوبة قلبية مفاجئة صباح   يوم السبت السادس٦ من رمضان١٤٤٠هجرية الموافق الحادي عشر ١١من شهر مايو من العام ٢٠١٩ميلادي فلم تمضي سنة حتى  رحيل شقيقي الاخر ردفان  في يوم الاحد ٢١جماد ثاني١٤٤١هجرية  الموافق ١٦فبراير٢٠٢٠م والذي  مثل ازمة حادة  كادت ان  تفقدنا  التوازن لولاء ان ربط الله على قلوبنا والهمنا الصبر وأعاننا  الصمود عليها .. والحمد لله على كل حال  فلا نملك لهما من الله الا الدعاء  بواسع  الرحمة والمغفرة وفسيح الجنات الخالدة وحسبنى الله ونعم الوكيل ولاحول ولاقوه الابالله

كتب ابراهيم العطري ١٧مارس٢٠٢٠م

متعلقات
مؤتمر اقتصادي مرتقب بعدن.. لملس يؤكد: نافذة واحدة لتسهيل إجراءات المستثمرين
محافظ الحديدة يبحث مع بعثة"أونمها" سرعة فتح طريق "حيس – الجراحي"
النيابة الجزائية بعدن تتلف أكثر من 657 كيلوغراماً من المخدرات والمؤثرات العقلية
اللجنة الوطنية للتحقيق تطلق تقريرها الدوري الثالث عشر حول انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن
اللجنة الوطنية للتحقيق تطلق تقريرها الدوري الثالث عشر حول انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن