كشف القيادي الجنوبي البارز ورىيس دائرة العلاقات الخارجية للمجلس الانتقالي في اروبا احمد عمر بن فريد عن مصير اتفاق الرياض . وقال بن فريد في حوار مع "المهشد العربي" أن اتفاق الرياض يعتبر طوق النجاة الوحيد لحكومة الشرعية حتى وإن كانت لا تدرك ذلك، ونحن في المجلس الانتقالي الجنوبي ملتزمين كليًا بما وقعنا عليه، حيث بادرنا بخطوات عملية لتنفيذ الاتفاق بينما تقاعست الشرعية عن تنفيذ أي خطوة، حتى فيما يتعلق بالأمور الإنسانية البحتة، كصرف مرتبات الموظفين والجنود الذين مرت عليهم حتى الآن أكثر من أربعة أشهر دون راتب، فهذا بحد ذاته كارثة ومأساة إنسانية. وكشف احمد "بن فريد" في الحوار الطريقة لدحر مليشيات الحوثي، بالإضافة إلى موعد إقامة دولة الجنوب العربي. وإلى نص الحوار: - في البداية.. ما مصير اتفاق الرياض بعد تهرب الشرعية من تنفيذ بنوده؟ اتفاق الرياض يعتبر طوق النجاة الوحيد لحكومة الشرعية حتى وإن كانت لا تدرك ذلك، ونحن في المجلس الانتقالي الجنوبي ملتزمين كليًا بما وقعنا عليه، حيث بادرنا بخطوات عملية لتنفيذ الاتفاق بينما تقاعست الشرعية عن تنفيذ أي خطوة، حتى فيما يتعلق بالأمور الإنسانية البحتة، كصرف مرتبات الموظفين والجنود الذين مرت عليهم حتى الآن أكثر من أربعة أشهر دون راتب، فهذا بحد ذاته كارثة ومأساة إنسانية. لكن في النهاية دول التحالف العربي ستمارس ضغوطًا على الشرعية لتنفيذ اتفاق الرياض. - ما الإجراءات التي سيتخذها "الانتقالي" إذا استمر إصرار الشرعية على تعطيل اتفاق الرياض؟ تنفيذ اتفاق الرياض لا يعود بالمصلحة الحصرية على المجلس الانتقالي الجنوبي، لكن هناك مصلحة عامة تخص التحالف العربي والشرعية وحتى المجتمع الدولي، فلا يجب على الشرعية أن تتناسى وضعها العسكري الحرج بعد الهزائم المخجلة التي تكبدتها قواتها في جبهات نهم والجوف مؤخرًا، وبالتالي عليها أن تحفظ ماء وجهها ولو من الناحية السياسية بالشروع في تنفيذ الاتفاق. نحن في المجلس الانتقالي الجنوبي أكثر ما يؤلمنا في هذه الحالة هو الوضع الإنساني المتعلق بمرتبات المجندين على الجبهات والموظفين المدنيين الذين يعيلون مئات الآلاف من الأسر، فلا يجب أن يكونوا ضحية لصلف وتعنت حكومة الشرعية. ومن جانبنا ننتظر ما يمكن للتحالف العربي أن يقوم به، ولكننا لن ننفذ أي خطوة على الأرض بطريقة انتقائية كما تريد الشرعية لأن تراتبية التنفيذ تعتبر واحدة من أهم الشروط التي تضمن تنفيذ الاتفاق. - ما ردك على مزاعم بعض المحسوبين على الشرعية بأن الانتقالي أفشل اتفاق الرياض؟ ردنا على هذه الافتراءات بالعودة إلى الاتفاق نفسه وجدوله الزمني والخطوات التي وردت أولاً فيه، التي تتطلب التنفيذ مثل عودة رئيس الوزراء الى عدن في الأسبوع الأول وصرف رواتب الموظفين. فالمجلس الانتقالي الجنوبي تجاوب مع هذه البنود إلى حد أننا سمحنا بعودة رئيس الوزراء مع بعض وزرائه، في حين أن الاتفاق كان يقضي أن يعود بمفرده. وعلى الرغم من عودته إلا أنه لم يؤد المهمة التي نص عليها الاتفاق وهي صرف المرتبات، فمن هو الطرف المعطل هنا؟ كما أن اتفاق الرياض ينص على عودة قوات الشرعية والمتواجدة في محافظتي شبوة وأبين إلى محافظة مأرب، لتبدأ مواجهة الحوثي في الجبهات، ولكنها لم تتحرك، بل بقيت مرابطة في شبوة وأبين تتربص بالقوات المسلحة الجنوبية. والمشهد المخجل أن محافظتي مأرب والجوف تعرضتا لخسائر عسكرية فادحة من مليشيات الحوثي، فهل من المنطق بقاء قوات الشرعية ولو دقيقة واحدة في الجنوب، بينما تحاصر مليشيا الحوثي، وحدات عسكرية تابعة للشرعية في مأرب؟ - ما موقفكم من هيمنة الإخوان على قرارات حكومة الشرعية.. وما تعليقك على تصرفات الميسري والجبواني؟ اعتقد أن أهم أهداف اتفاق الرياض، هو تخليص جسد الشرعية من هيمنة وتحكم تنظيم الإخوان على قرارها السياسي والعسكري وإدارة الفساد، بتشكيل حكومة كفاءات وطنية مناصفة بين الجنوب والشمال، عبر شراكة مع المجلس الانتقالي الجنوبي، الأمر الذي يضمن تخليص حكومة الشرعية من هيمنة جناح الإخوان والسيطرة على الفساد وتجفيف منابعه. ويدفع تنظيم الإخوان أو حزب الإصلاح نحو تعطيل اتفاق الرياض للحفاظ على هيمنة التنظيم على الشرعية، فبقاء هذه الهيمنة والسكوت عليها يعتبر مسألة خطيرة جدًا على الأمن القومي العربي بشكل عام ودول التحالف العربي بشكل خاص. وفيما يخص المدعوين الميسري والجبواني فحالتهما في وجهة نظري تعتبر مؤسفة، لأنهما مجرد أدوات يستخدمها تنظيم الإخوان بتوجيهات قطرية، لإشاعة الذعر، بهدف تأزيم الموقف مع دول التحالف العربي، متى أمرت قطر جماعة الإخوان بذلك. - كيف تنظرون إلى مخططات الإخوان في المهرة وسقطرى والجنوب بشكل عام؟ مخططات تنظيم الإخوان في الجنوب بشكل عام خطيرة جدًا، وكشفنا أدلة دامغة على الانتشار الاستخباراتي التركي في شبوة والمهرة، كما توالت زيارات وزراء من الشرعية إلى تركيا علنًا، وتوقيع اتفاقيات مع نظام أردوغان. كما أن الجنوب العربي يعتبر منطقة استراتيجية في غاية الأهمية من حيث تأثيرها المباشر على الملاحة في بحر العرب ومضيق باب المندب وهذه مناطق تعتبر خط أحمر للأمن القومي العربي، فيجب على الدول العربية التحرك لإنقاذ الموقف. - هل تتحكم دولتي قطر وتركيا في حزب الإصلاح؟ العلاقة بين دولتي قطر وتركيا من جهة وتنظيم الإخوان من جهة أخرى، استراتيجية ووثيقة جدًا، حيث تجلت بشكل واضح إبان أحداث ما يسمى الربيع العربي الذي كان يهدف إلى تمكين تنظيم الإخوان من الحكم في جميع الدول العربية، إلا أن المخطط فشل. وتتواصل هذه العلاقة، ونشاهد تجلياتها في اليمن وليبيا على وجه التحديد حيث تمول قطر حزب الإصلاح، عبر جناحيه، ليكون واجهة سياسية لتنظيم الإخوان، تمارس ما يسمى "التقية السياسية" للسيطرة على حكومة الشرعية، وجناح يتبنى علنا الأجندة التركية والقطرية المشبوهة، وينتشر على أراضيهما، لكن التنسيق فيما بينهم جميعا قوي جدًا وفعال. -في رأيك ما هو الحل الأمثل للأزمة اليمنية.. وهل يتلخص في إزاحة هادي والأحمر من مناصبهم؟ هادي والأحمر يتحملان مسؤولية جميع الإخفاقات على مختلف المستويات، فالأول لا يمتلك خبرة سياسية تؤهله لإدارة دفة أزمة سياسية تعصف باليمن بهذا الحجم، أما الثاني فشخصية عسكرية يتلخص تاريخها في هزائم عسكرية متتالية، حيث خاض ستة حروب ضد مليشيا الحوثي دون إحراز انتصار واحد. وعلينا أن نتذكر أن الأحمر تولى قيادة الفرقة الأولى مدرع في الجيش اليمني، التي كانت تعتبر قوة ضاربة تمثل ثلث الجيش اليمني في مجده، لكنها تبخرت في نصف يوم، حينما دخلت مليشيا الحوثي إلى صنعاء في 2014. واللغز هنا في الرهان على شخصية بهذا التاريخ في منصف نائب رئيس، فأنا اعتقد أنه لا يمكن أن يتحقق أي انتصار عسكري وهذا الرجل في موقعه، وأرى أن تنحيه بات ضرورة حتمية. - ما موعد دحر الحوثيين؟ وهل الحل عسكري أو سياسي؟ الحل في نظري هو حل عسكري يعتمد بالدرجة الأولى على إعادة النظر في بنية ما يسمى جيش الشرعية والاعتماد بدرجة رئيسية على تشكيل جيش جنوبي، مدرب وقوي إلى جانب قوات من الشمال بعيدة عن سطوة الإخوان وهيمنة قطر وتركيا. فإذا تشكلت هذه القوة العسكرية ودعمها التحالف العربي بغطاء جوي ودعم لوجستي، ففي تقديري إنها قادرة على إجبار مليشيات الحوثي على الجلوس بإذعان على طاولة الحوار بشروطنا وليس بشروطها. ولقد طرحنا رؤيتنا حول هذه القوات، بتصورات تفصيلية على الجهات المعنية. - متى يفك الجنوب ارتباطه مع اليمن؟ وما هي الإجراءات المتوقعة قبيل هذه الخطوة؟ نحن في الجنوب العربي، نقدر أولويات الأمن القومي العربي المتعلق بإنهاء أي وجود إيراني في جزيرة العرب، ولكننا في نفس الوقت نقول إنه لا يمكن أن نزيل هذا الخطر وأحد الأدوات التي نستخدمها في الحرب ضد هذا المشروع الإيراني تشكل هي الأخرى خطر علينا جميعًا وهي تنظيم الإخوان ومحور قطر وتركيا، خاصة وأن مشروع قطر وتركيا يتقاطع مع المشروع الإيراني ولا يمكن أن يساهم في القضاء عليه، هذه المعادلة يجب تصحيحها، بعدها تتحقق النتائج ونزيل خطر هذين المشروعين. وفي رأيي أن فك الارتباط مع اليمن وإقامة دولة عربية مستقلة في الجنوب على حدود دولتنا السابقة ليس مجرد حق جنوبي، بقدر ما يعد ضرورة للأمن القومي العربي، وشعب الجنوب في رأيي قدم الكثير من التضحيات، فالشعب لن يفرط في حقه المشروع في السيادة على كامل ترابه الوطني، ونحن في المجلس الانتقالي الجنوبي وكما يقول رئيس المجلس عيدروس الزُبيدي نريد تحقيق هدفنا الوطني بأقل الخسائر وبطريق آمن, ونرى أن اقصر طرق تحقيق هذا الهدف سيأتي بمباركة سعودية وإمارتية ومصرية، في الوقت المناسب، وعلينا أن نتحمل حتى نحقق أملنا المنشود.