هي: سلام
- أنا: وعليكم السلام أهلا وسهلا، كيف حالك؟
- هي: في أحسن حال وأشعر بسعادة غامرة.
- أنا: وما سر تلك السعادة يا عزيزتي؟
- هي: قررنا نحن والعائلة الكريمة أن نخرج للنزهة غدا كي نغيّر جوُّا ونتحرر لو بضع من الوقت من حبسة المنزل ونرفه عن أنفسنا وننسى أوضاع البلاد الغير سارة والأزمات الحاصلة وإلى آخر...
- أنا: أتمنى لكم وقتا ممتعا وسعيدا..
ومن ثم انهينا المحادثة. وفي اليوم التالي:
- هي: السلام عليكم
- أنا: وعليكم السلام، أخبريني كيف كانت رحلتك؟
- هي: يا ليتني لم أتحرك خطوة من داخل منزلي!!
- أنا: لماذا تقولي هكذا وقد كانت أمس السعادة غمرتك؟
- هي: أي نزهة وأي فسحة تكتمل في هذه البلد؟ لم أشعر بالارتياح لا أنا ولا أحد من أفراد أسرتي جميعا، كنا في أشد حالات الانزعاج، ذهبنا لنتنزه بكورنيش خور مكسر وقد كان الكورنيش في قمة الفوضى، السيارات ملأت المكان، ولمن يتكتفوا بذلك بل قاموا بإدخال سياراتهم إلى داخل البحر! لم يتركوا لنا مجالاً للاستمتاع والمشي بحرية فوق شاطئ البحر، اغتنموا جميع الأماكن وكأنها ممتلكات خاصة لحضراتهم! وفوق هذا المخزنون يضايقون العوائل ولم يتركوا أي مكان خالٍ للعوائل كي تأخذ حريتها بالجلوس، صار الوضع - بجدّ - مقرف للغاية! أليس من حقنا كباقي المواطنين من البلدان الأخرى أن نأخذ راحتنا ومتعتنا في التنزه؟ فقدنا الأمن، فقدنا الأمان، فقدنا السعادة والحنان، حُرِمنا من أبسط حقوقنا كمواطن لا أريد أن أتكلم عن شيء من أساسيات الحياة وهو الماء الذي لا نراه إلا بعد فترات طويلة من الحين للآخر وغيرها من الأشياء؛ لأنه ليس موضوعنا.
موضوعنا هو مضايقة المخزنين للعوائل، أريد أن أناشد مأمور خور مكسر وكل من فيه نخوة ويغار على عاره وشرفه، وكل من يهمه الأمر: هل يرضيكم ما يحدث بكورنيش ساحل أبين؟ الساحل الذي تغنى وتغزل به أكبر الفنانين ومنهم الفنان الكبير أحمد بن أحمد قاسم حين قال في أحد أغانيه الرنانة يا ساحل أبين بنى العشاق فيك معبد.
السيارات حاصرت المكان ولم تبقي مكانا خاليا للعوائل، والشاطئ أيضاً متروس سيارات تطلع الكورنيش متروس مخزنين وسيارات وكأن السيارات أصبحت بشراً من كثرتها! وكل سيارة تعزم اختها للخروج والتنزه معها، لا حرام أخرج لحالي لازم أعزم السيارة جارتي وبنت عمي معي تغير جو أيوه أصلا العوائل حرام عليهمالتنزه وشم الهواء العليل، الفرصة هيا للمخزنين فقط وللجماد اللي هي السيارات،يا من ناشدناكم: اتقوا الله وأميطوا الأذى عن العوائل هذه هي المتنفسات الوحيدة للعوائل والأطفال لم تعد أماكن مرغوبة وإنما أصبحت أماكن منبوذة، أتمنى من الكل أن يتعاون ويطهر الكورنيش بشكل حضاري كباقي البلدان الأخرى..
- أنا: أتمنى أن تصل رسالتك وأن ينال كل مواطن ما يتمناه، ويله خليني نام شعيش ارفستيني مهرا وأنا نعسانه!



