ودعت ردفان بالأمس واحدا" من أعظم أعمدتها التربوية وأحد مؤوسسي التعليم فيها ،الراحل بدر العلم المنيرالأستاذ الجليل/ثابت بدر ناصر الداعري رحمة الله تغشاه
الأستاذ القدير/ثابت بدر الداعري أمتاز بحسن السيرة والسلوك وتميز بدماثة الخلق ونقاء السريرة، رجل الحكمة والعمل معلم قدير وأداري بارع أتسمت مسيرة حياته بالكفاع العلمي والعمل الأداري فحصد نجاحا" في كل محطات حياته، وخلد ذكراه العطرة في قلوب طلابه وجيل عصره. 
بالأمس تلقيت خبر مؤلم برحيل هذه الهامة التربوية الماهرة وحصدت روحه الطاهرة وزفت الى بارئها كضحية لفيروس كوفيد19الذي أجتاح مديريات ردفان ويخطف يوميا" منها رجالات الحكمة والعلم واطباء المهنة وبدر ردفان وسراجها العلمي رحل ليترك في نفوسنا الألم والحسرة والحزن وفي حالة انتضار لطف الرحمن من هذا الوباء المميت. 
يؤلمنا رحيلك أستاذنا الرائع ومربي اجيالنا المبدع مع رحيلك تذكرت لقائي به في عام 2008م في مسقط رأسه في قرية الحجف التي تتأبط جبل بطه التاريخي وكان لقائي به جراء هروبنا من ملاحقات واعتقالات الأمن المركزي بردفان أبان الحراك السلمي الجنوبي اثناء دراستي الجامعية وفي مجلس قات هنالك تعرفت على الوالد والمربي الفاضل /ثابت بدر ناصر الداعري لقاء ذو سجون سررت كثيرا" بجواره وتبادلت معه الحديث عن جودة التعليم في عهد دولة الجنوب مقارنه بالتدهور المريع للتعليم في عهد الاحتلال اليمني كان حديث ذو شجون أحسست بنبل الانسان وغزارة القيم الاخلاقية والمسؤولية تجاه الاجيال بالاضافة الى بساطة التعامل وطيب الخاطر لله دره من رجل عظيم رحمة الله. 
قليلة هي الفرص التي جمعتني به ولكنها جديرة بالذكريات ومليئة بالمعاني والدلالات وبرحيله تخسر ردفان وتبكي اجيالها وتتحسر لفراقه كل النجاحات التي صنعها وأفلت أطلالته العلمية لتبقى مسيرة حياته ونجاحاته محفورة في سجلات ادارة ومكاتب التعليم بردفان وصفحات التاريخ وذاكرة الاجيال. 
عزاؤنا لأنفسنا وبرقية عزاء نبعثها لأبنائه واخوانة وكل الأهل والاحباب في قبيلة الداعري خاصة وردفان عامة، ونسأل الله في هذا الشهر الكريم ان يمن عليه بالرحمة والغفران ويسكن روحه روضة الجنان وانا لله وانا اليه راجعون. 
   عبدالله طزح
   مدير ادارة الشباب والطلاب  م/حالمين
    21نيسان 2021م