الشعوب التي تفقد مجدها تفقد هويتها فتجدها تعيش ببعض التصورات الحاضرة وهذه التصورات تساعد الناس في استمرار حياة هامشية ينقصها الوعي والإدراك ، كما هو حاصل في الجنوب .
الشعب الجنوبي يعاني من مشكلة كبيرة وهي " الغياب "، نعم نجتمع في الساحات والميادين مئات الألف ولكن ماذا انتج هذا الحضور الميداني !! ان الغياب الذي أقصدة هو غياب الكل عن ميدانه ومسؤوليته ، غاب الأب عن الأسرة ، والمعلم عن المدرسة لذلك نتج جيل التبعية بلا وعي وعندما يغيب الوعي القيادي في العمل ويصبح الكل حريص على المنصب غابت عنا الحقيقة ، لماذا هذة الضبابية في قضيتنا ؟؟ لماذا لم يستوعبها العالم ؟؟؟ ان انعدام الرؤية او عدم وضوحها هو سبب تخبطنا وتأخرنا.
الشعب كله يتحدث عن الاستقلال ولكن على اي اساس يستند هذا !!! اعتقد أننا أكثر شعب تحدث عن قضيته ، فهل اوصلتنا هذه الحوارات والنقاشات والتنظيرات الى غايتنا!!! اخواني ان قضيتنا لا تحتاج إلى صراخ وعويل في صفحاتكم الاجتماعية نعم الناس تلتفت الى الصوت المرتفع في بداية الأمر ولكنها سرعان ما تنزعج منه ،، لماذا دائما ما نسمع ان القضية بحاجة إلى قيادة موحدة ؟ ولماذا حتى الآن لم تتوحد القيادة الجنوبية ؟ سأقول لكم لأن القيادة مهتمة في زيادة عدد الاتباع وليست مهتمة في صناعة قيادة شبابية (ان القائد هو من يصنع قيادات وليس اتباع) إذا كان هذا حالهم فإنهم لا يتجرؤون على انتقاد الشارع او تصويب الأخطاء خوفاً ان تذهب شعبيتهم.
اننا بحاجة إلى شباب متعلم واعي متحمس ولديه روح قيادية أن من تسموهم قيادات قد طال عليهم الأمد فأصبحوا حريصين على المصلحة الشخصية أكثر من مصلحة الوطن ،، يكفينا تنظير يكفينا تلميع وترميم وترقيع يكفي صراخ نريد أن نعمل بصمت.
ايها الشباب انتم المحرك النفاث للقضية لقد حان الوقت كي تحلقوا في سماء الحرية انتم الحاضر وانتم المستقبل ولكم فيمن مضى عبرة ،، ان عالم اليوم ليس عالم الامس وعالم الغد ليس عالم اليوم ان العالم يقفز قفزات خيالية في كل الجوانب ونحن نتقهقر.
ان النضال الحقيقي ينطلق من كل مكان من البيت من المدرسة من الجامعة من مكان العمل فلو اخلصنا في كل مكان خصوصاً في مجال العلم فإننا سوف نتخلص من الاحتلال الصهيوني اخلصوا تتخلصوا.
مقالات أخرى