لطفي شطارة
لماذا لا يكون الاستفتاء حلا للجنوب في نهاية المطاف ؟

الوضع في الجنوب تحديدا واليمن بشكل عام ما يزال محل اهتمام المجتمع الدولي في ظل تصاعد حدة التوتر في الجنوب الرافض للوضع القائم منذ حرب اجتياح الجنوب وحتى اليوم ، والمحاولات الجارية للالتفاف على الثورة الشبابية في الشمال .. ولهذا الاهتمام الدولي الذي يراقب بعناية مجريات الامور خشية من انزلاق اليمن الى هاوية الحرب الاهلية لا سمح الله بسبب رفض القوى المتنفذة الاذعان للإرادة الشعبية في الجنوب والشمال ،وكان هذا ما أشرت اليه في اللقاء الذي جمعني اليوم في صنعاء بأثنين من الخبراء في مكتب رئيس الحكومة البريطانية ديفيد كاميرون وهما اندي سكوت الخبير المختص بشؤون اليمن وجاك سنجلتون المسؤول عن مكافحة الارهاب في نفس المكتب.


وقد أتيت الى صنعاء لهذا الغرض لا مقتفيا بعض أخوتنا الجنوبيين الذين أعلنوا انسحابهم من الحوار وعادوا اليه وكأن لا موقف لهم ولا قضية يدافعون عنها طالما أعلنوا انسحابهم على الملا .


كان اللقاء مفيدا وأستمر وقتا أكثر مما توقعته خاصة وأني أقدم نفس الرؤية التي حملناها للحوار قبل انسحابنا والأسباب التي دفعتنا لذلك ، كما شرحت جوهر القضية الجنوبية التي هي سياسية بامتياز ، هي قضية هوية وقضية فشل واضح للوحدة بين الدولتين السابقتين في الشمال والجنوب ، وأن الحل هو الاستماع الى ارادة الشارع في الجنوب.


شعرت وأنا أتحدث مع هؤلاء الخبراء أن قلقا يساور المجتمع الدولي من أن تعثر العملية السياسية في اليمن قد يؤدي الى ما لا تحمد عقباه ، وأشرت بوضوح أن الامن والسلام العالميين مهددان ما اذا تم تجاهل ارادة الشعب في الجنوب في تقرير مصيره ، خاصة وأن الحوار قد تحول من طرح الامور بصراحة للخروج بحل سياسي يمني للقضية الجنوبية الى محاصصة سياسية بين السلطة والأحزاب السياسية التقليدية وهذا ما يرفضه الجنوبيين ، خاصة وأن العقلية السياسية في الشمال ما تزال هي نفسها في نظرتها الى القضية الجنوبية بأنها قضية حقوقية تقتصر على اعادة المسرحين الى اعمالهم وتعويض من نهبت ممتلكاتهم.


باختصار القول شكرت السيدين سكوت وسينجلتون على اهتمام حكومة بلادهم بالاوضاع في اليمن بشكل عام وقلقها مما يجري في الجنوب ، وأشرت الى أن الجنوبيين يتوقون الى حق تقرير المصير نفسه الذي كفلته المواثيق الدولية ومنحته بريطانيا للشعب الاسكتلندي عبر استفتاء شعبي سيتم هناك في نهاية هذا العام بعد 700 سنة كإقليم ضمن المملكة المتحدة ، وأن الجنوبيين يجب أن تحترم إرادتهم وخياراتهم السياسية لأنهم يريدون بناء دولة يستعيدون فيها هويتهم وكرامتهم وسيادتهم على اراضيهم وإدارة ثرواتهم بأنفسهم ، بعد أن فشلت الوحدة الاندماجية كمشروع سياسي بين الشمال والجنوب ، وأن أي حل سياسي سيتجاوز ارادة الشارع في الجنوب سيصطدم برفض شعبي واسع له مهما أستخدم النظام من قوة عسكرية لفرضه غير القوة الشعبية في الجنوب سيكون مصيره الفشل ، خاصة وأن الرئيس المخلوع علي عبدالله صالح قد فشل في استخدام القمع والقوة العسكرية لضرب الحراك السلمي في الجنوب منذ 7 يوليو 2007 وحتى اليوم.

 

 

مقالات أخرى

في تأريخ الملوك والرسل وابن خلدون (جد العرب من حالمين)

محمد عبدالله القادري

تقية الرئيس المكشوفة

م. جمال باهرمز

وجهة نظر 

عبدالجليل شائف

لا سلام الله على يوم احتلال!!!

صالح علي الدويل باراس