في الوقت الذي رحبت الدولة ، ممثلة بالاخ الرئيس القائد المشير عبدربه منصور هادي ، بقدوم كل فرقاء العمل السياسي ، بمن فيهم ، اخواننا (الجنوبيون) الذين اضطرتهم ظروفُ احداث مأساوية سابقة ، ان يتركوا البلد ، مكرهين غير راضين، وفي هذه الاثناء بالضبط ، والتي تكررت فيها دعواتٌ ومناشداتٌ من الداخل لأولئك الذين احتضنتهم (بعض) الدول الاجنبية ، ردحا من الزمن ، كلاجئين سياسيين و..و.. يؤسفنا ان نسمع عن اعتقال احد ابرز اقطاب المعارضة الجنوبية ، في الخارج ..ألا وهو سيادة السفير اللواء (جنرال) احمد عبدالله الحسني!
اقتيد الرجل من سلم الطائرة ، الى مكان مجهول –لا يعلم به إلا الضالعون في فن طباخة المكائد في اليمن- وظلَّ لفترة او مدة اربعة ايام ، دون ان تشفع له النداءات المتكررة التي اطلقتها حناجرُ الغاضبين ، على مستوى الجنوب خاصة ، واليمن عامة! ..
يحدثُ هذا في ظلِّ الدعوة الى حوار وطني شامل ، شكلت له لجنة (فنية) تحظى بدعم ورعاية من شخص رجل الدولة (الاول)!
نعم، مفارقة عجيبة مريبة ، هذه التي عشنا تفاصيلها (الدراماتيكية) المؤسفة ، خلال الايام القليلة الماضية!
لا اعتقد ، ان الرئيس هادي ، هو من امر بأعتقال الحسني ، كما لا اعتقد ، ان (عاقلا) في منظومة الحكم الراهنة ، قد مارس غباءً سياسيا قاتلا ، وفي الوقت القاتل!
على كل حال ؛ تمَّ الافراجُ عن الرجل ، بعد سلسلة مطلبات وضغوطات من كافة المكونات والشخصيات الجنوبية التي توعدت بتصعيد احتجاجاتها ، لو استمر حجز الحسني ، مدة اطول ولكن كما يبدو -وهذا الارجح- ان هناك من رضوخ لتلك الضغوطات والاحتجاجات ، بعد ان جاء ت (توجيهات) من خارج نطاق الجغرافية اليمنية ، لتطلب من النظام في اليمن ، ان ينصاع لرغبة الغاضبين..
وهذا فعلا ما حصل .. حتى لا تضاف (اعباء) اخرى على كاهل حكومة الوفاق و..و..!
عموما ؛ من حقي وحق كل (حيران) في هذا الوطن ، ان يتسآءل ويقول : لمصلحة من توتير اجواء السلم والامن الاجتماعيين في عدن.. والجنوب تحديدا وعلى وجه الخصوص؟
وهل هناك (لاعبون) استثنائيون فوق القانون و خارج نطاق السيطرة ، لا يزالون يعبثون بالامن والاستقرار ، ويستفزون مشاعرنا ، ليس فقط ، في الجنوب ، بل والشمال والشرق والغرب؟؟
ولماذا تهان شخصية (قيادية) جنوبية رفيعة وذات ثقل (دولي) ملحوظ ، مثل اللواء السفير الحسني ، في هذا التوقيت بالضبط؟
وما هي الرسائل التي حاول (الاثمون) ايصالها الينا ، باعتقالهم الحسني ، ومصادرة حريته لاربعة ايام بلياليها؟
هل هناك اغبياء (عبطاء) الى درجة الغباء و (العبط) في منظومة الحكم الراهنة ، يصعب كبح جماحهم ، او ايقافهم عند حدهم؟
لماذا يستفزون مشاعر اكثر من ثلاثة مليون (جنوبي)؟
اليس من حقنا ، ان نطالب بكشف (هوية) الضالعين بتلك الجريمة النكراء ، بغض النظر نختلف او نتفق مع سعادة (السفير) وسيادة (الجنرال) احمد عبدالله الحسني؟
فهو في نهاية المطاف ، ابنٌ من ابناء الجنوب ، ومن حقنا عليه ، ان ننصره وانه من العيب والعار والشنار ، ان نهدم ما يبنيه (البعض) عبر اجراء سلطوي غبي (عبيط) وغير محسوب العواقب ، كالذي حصل للسيد الحسني!
عموما الحمد لله تعالى انها جاءت على (كذا)!
ورجاءً ..رجاءً عدم تكرار (مهازلكم) ان اردتم لحواركم بعضا من النجاح!
مقالات أخرى