حسن بن حسينون
متى يتوقف الرئيس عن تشكيل اللجان؟

كل جريمة جديدة تنفي ماقبلها وتجعل الناس يعطونها جل اهتمامهم, وكأن العملية مدروسة ومخططة من قبل جهات عليا متنفذة ماتت ضمائرهم وانتزعت عنهم كل القيم الدينية والإنسانية والأخلاقية ويشعرون بعدم البقاء في السلطة والنفوذ إلا على جثث الأبرياء وروائح الدماء وأشلاء الأطفال. وتوالت الجرائم والمجازر الجماعية واستمر الناس في نسيانها الواحدة تلو الأخرى ومتابعة كل جديد من جرائم القتل والاغتيالات كانت أخرها مجزرة سناح التي ذهب ضحيتها أكثر من عشرين قتيل وعشرات الجرحى وقبلها مقتل مقدم قبائل الحموم ومرافقيه. لن تكونا أخر الجرائم, ولا زال الرئيس يشكل اللجنة تلو الأخرى ولا زالا وزيري الدفاع والداخلية في مناصبهما. وإذا كانت كل جريمة جديدة تنفي سابقاتها فإن كل لجنة جديدة أيضاً تنفي ما قبلها وكأن شيئاً لم يكن. فمتى يافخامة الرئيس تتوقف عن تشكيل اللجان. حقيقة لقد نسي الناس مجزرة ساحة السبعين, ومذبحة مجمع وزارة الدفاع ومستشفى العرضي وكل المجازر التي ارتكبت بحق شباب الثورة والتغيير بما في ذلك جمعة الكرامة, تناسوا الاغتيالات والقتل اليومي المرتكب بحق مواطني المحافظات الجنوبية, تناسوا حروب صعدة الستة وما نتج عنها من خسائر مادية وبشرية هائلة ولا زالت تتواصل. حلت الحروب الأهلية بين القبائل والحوثيين بدلا عن الجيش والحكومة بالرغم من التدخل والدعم المتواصل مع طرف ضد الأخر .

ولا زالت عجلة القتل والموت مستمرة في دورانها. ولا زال الرئيس يشكل اللجنة تلو الأخرى حتى أصبحت عنده بمثابة عادة ومهام يومية, لم يحاكم أو يلقي القبض على جاني واحد.

لماذا كل هذا أخي الرئيس؟ لماذا ارتضيت لنفسك أن تكون في موقع الاتهام وتندر المواطنين والإساءة لك, لقد آن الأوان لأن تحزم حقيبتك وتغادر كرسي الرئاسة حتى لا تكرر أفعال من سبقك في الجلوس عليه, رغم اعتقادي بأنك لن تقدم على ذلك بسبب المحيطين بك وصدق القائل :

تعجبت من هذا الزمان وأهله

                             فما من أحد من ألسن الناس يسلم

مقالات أخرى

عن حجم معاناة الناس وما قاله بائع السمك

اللواء / علي حسن زكي

عن تجربتي عن المسؤولية في بريطانيا واليمن

د.عبدالجليل الشعيبي

27 ابريل 94 …يوم غَدَرَ الغادرون

صالح علي الدويل باراس

في ذكرى تحرير المكلا .. انتصارات تتجدد في اجتثاث قوى الإرهاب

د . باسم منصور