أمر الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي، بتشكيل لجنة للتحقيق في حادث قصف نفذته وحدة عسكرية على مجلس عزاء في محافظة الضالع أسفر عن سقوط 22 شهيدا ونحو 70 جريحا.
وقال مصدر أمني يمني مسؤول لوكالة الأنباء اليمنية «سبأ»، السبت، إن التوجيهات قضت بأن تباشر اللجنة عملها فورا للتحقيق في الحادث وملابساته ورفع تقريرها إلى اللجنة الأمنية العليا.
هذا الخبر فيه كثير من الاستخفاف بحياة الناس أن تشكل لجنة للتحقيق قبل أن يأمر الرئيس بخطوات عملية تعطي مصداقية لتحركه هذا .. كان من المفروض من الرئيس أن يوجه وزير دفاعه وهو جنوبي ايضا
الى اعطاء اوامره بوقف العمليات العسكرية فورا في كل محافظات الجنوب ، وتوجيه رئيس جهاز الامن القومي والامن المركزي بوقف اعمال القتل والاغتيالات المنظمة ضد الناشطين الجنوبيين .. قبل إصدار هذه الاوامر لن تكون لاي لجنة رئاسية
لتقصي الحقائق اية مصداقية تذكر ، ستنتهي اللجان مثل سابقاتها نزول وقات وذبائح وجلسات استفسار في مبارز القات وستعود كما جائت القاتل مجهول .. ليست هذه اللجنة الاولى التي ستخرج خالية الوفاض .. أين هي نتائج التحقيقات في مجزرة ساحة العروض في 21 فبراير فخامة الرئيس ؟ ، وهي المجزرة التي سقط فيها
17 شهيدا و102 جريحا في ساحة خورمكسر بمناسبة الذكرى الاولى لتنصيبك رئيسا توافقيا للمرحلة الانتقالية والتي جرى اقامتها في ساحة يقيم الحراك السلمي فيها فعالياته .. ومع أني أقترحت عليكم شخصيا قبل إقامة الفعالية بنزع فتيل التصادم ونقل فعالية حزبك الى قاعة فلسطين بحقات ، ولكن من أصر على اقامتها في نفس الساحة وبنفس يوم فعالية الحراك كانت له أجندة أخرى .. هل أتخذت إجراءات حينها وأنت في عدن تعيد الثقة للناس وتطمئنهم أن مرحلة القتل التي كان يرتكبها نظام علي عبدالله صالح لن تتكرر ؟
هل أقلت مسؤولا أمنيا عن تلك المجزرة التي سبقت وصولك الى عدن بـ 24 ساعة ؟ .. للاسف مذبحة الضالع لو حدثت في أي بلد أخر تحترم فيها أدمية الانسان لتقدم الرئيس بنفسه باستقالته اذا لم يستطع ولاسباب سياسية تعيقه أن يقيل صفا طويلا من الذين يتحملون مسؤولية هذه الجريمة البشعة ..
أؤكد لك فخامة الرئيس أن هذه اللجنة ستعود كما عادت كل اللجان خالية الوفاض والمجرمون طلقاء لن تحاسبهم ولن يحاسبهم أحد .. أن الابرياء في الجنوب والناشطين في الحراك السلمي صارت أجسادهم أهدافا لتوجيه رسائل سياسية بأن المشروع الذي نريده سينفذ والا القتل هو الحل .
نكرر أن شعب الجنوب لن يكون فئران تجارب لمشاريعكم السياسية التي تريدون فرضها بالقوة ، ولن يكون القتل الجماعي حلا لتمريرها .. وكما وقفنا ضد نظام صالح المخلوع وعريناه في كل المؤسسات الدولية فأننا سنقوم بالدور نفسه ضد هذا النظام الذي يعتقد أنه سيقتل بالشرعية الدولية التي يحظى بها ، كما كان يفعل نظام صالح الذي ما يزال مسيطرا على المؤسسات الامنية
وهو الامر الذي دفع بالسفيرة البريطانية لدى اليمن جين ماريوت القول في مقابلة مع قناة الـ"بي بي سي" البريطانية حول الوضع الأمني ووضعت مقارنة بين الوضع حاليا والوضع في عهد الرئيس السابق/ علي عبدالله صالح وقالت نقلا عن يمنيين ويمنيات" الوضع الأمني أصبح الآن أسوأ من قبل 2011، بكثير".
الحل في الجنوب فخامة الرئيس هادي ليس القتل بل الحل سياسيا وبأمتياز وهو العودة الى الشارع وإستفتاء الناس ليقرروا مصيرهم .. فلو كان القتل حلا لما تحررت كوسوفو من مجازر الصرب.

اتقوا الله في شعب الجنوب والله المستعان