"إنني لستُ لحزبٍ أو جماعة / إنني لستُ لتيار شعارًا/ أو لدكان بضاعةٍ/ وأنا الغيمة للأرض جميعـًا/ وأنا النغمة للناس جميعـًا/ وأنا الريح المُشاعة/ غير أنـَّي في زمان الفرز/ أنحاز إلى الفوز/ فإنْ خـُيـِّرتُ ما بين اثنتين:/ أن أغني مـُترفـًا عند يزيدٍ / أو أُصلي جائعـًا خلف الحُسين/ سأصلي جائعـًا خلف الحُسين!"
أحمد مطر
مدخل مهم
• هذه مجرد تساؤلات أضعها لمن يريد القراءة وأقول فيها ما أردت قوله، بل ما رددته مرارًا وتكرارًا، لكن يبدو أنَّ على المثقف اليوم المطالبة بإشهار قائمة العار، وليس المهم الآن، لكن الأهم أن نفهم لا تسامح، لا تصالح مع كُل أعوان الاحتلال وعلى رأسهم (أمريكا) وقـُريش الجديدة وأعوانها من كلاب الصيد الجنوبية... واستمعوا لما قاله الشاعر الرائع الراحل (محمود درويش) عندما زار (عدن) من لا يُصدِّق عليه الرجوع إلى الأعمال الكاملة لشعر هذا الرائع الراحل!!
"ذهبنا إلى عدن/ قبل أحلامنا فوجدنا القمر/ يضيء جناح الغـُراب/ التفتنا إلى البحر قلنا: / لمن يرفعُ البحرُ أجراسهُ/ ألنسمع إيقاعنا المُنتظر؟/ ذهبنا إلى جنة الفقراء الفقيرة/ تـُفتحُ نافذة في الحجر/ لقد حاصرتنا القبائل/ يا صاحبي ورمتنا المحن/ ولكننا لم نقايض رغيف العدو بخبز الشجر/ أما زال من حقنا أن نـُصدِّق أحلامنا/ ونكذب هذا الوطن؟!"
الدخول إلى المختصر المفيد
• أتمنى أن تضع (بعض) القيادات السياسية هذا التساؤل أمام ضميرها: هل هي حقـًا فعلاً وقولاً تـُمثل أماني وطموحات جماهير الوطن الجنوب؟! وإذا كانت تعتقدُ ذلك عليها السماح لي بالتساؤل مرةً أخرى: ماذا قدَّمت؟! وقبل أن تـُجيبَ أريدها أن تـُعيد التطلع إلى وجوه الجماهير حتى ترى كُل معاني (الحيرة وكذا الضياع والغضب).. ليس كل من طلع أو اعتلى المنصة (بطلا قوميا) ولا من ظهرت صورته على الشاشات وهو في مقدمة الجماهير (فدائيا شجاعا) ولا من دخل السجن عدة مرات لفترات قصيرة (مُناضلا)؛ لأنَّ الاحتلال كما علـَّمنا التاريخ (تاريخ الشعوب المقهورة) يـُجيد خلط الأوراق وتلميع صور مُعينة لتكون من أفضل (الوشاة)، لكن الاحتلال منذ فجر تاريخ كل ثورة لم يصمد أمام (كلمات التنوير) أي في البدء كانت (الكلمة) هي وحدها لم يكن بمقدور أي مُحتل احتواء (الكلمة الصادقة الشجاعة)، ولقد عرفت الأنظمة المستبدة هذه الحقيقة، وعرفت خطورة التنوير، فلجأت إلى قمعها والبطش بها، بل دفعت بعملائها إلى محاربة أهل (الكلمة الصادقة الحُرة) وجماهير الجنوب تعرف ذلك، من هنا أضع أمامكم هذه التساؤلات المشروعة، لستم بحاجةٍ إلى الرد عليها، ولا حتى التعقيب، بإمكانكم كما أعرف (البعض) يردد الشتائم وهي أي هذه الشتائم، تُسقط القناع تلو القناع.. وهذا هو هدفي الحقيقي إسقاط الأقنعة؛ لأنَّ الجنوبي كما قال الشاعر الراحل (أمل دنقل): "الجنوبي يشتهي اثنتين/ الحقيقة والأوجه الغائبة".
التساؤلات المشروعة
• (1) هل تؤمنون أنَّ الطليعة الثورية والشباب هما (التنظيم أو الجبهة) اللذين تتطلبهما الثورة الجنوبية الثانية من أجل القيام بمهامها انطلاقـًا من توافر القدرة على البذل والعطاء وتقديم الجهد والتضحية داخلهم في الدفاع عن الثورة، ولكن من خلال التنظيم الجيد الذي يحقق تحويل الأفكار والمبادرات إلى واقع يلمسه كل فردٍ وتشعرُ الجماهير بوجوده؛ لأنـَّه واقع ملموس؟!
وهل تؤمنون بأنَّ (الأفكار والشعارات) إذا كانت بلا تنظيم تفقد فعاليتها بل تفقد قدرتها على الوصول إلى العقول منذ اللحظة الأولى للبداية؟! وهل تؤمنون أن هذه الأفكار والشعارات تسقط داخل روتين النزعة الفردية والتوافقية وينتهي بها المطاف إلى الضياع وتصبح مجرد ذكرى عابرة؟!
إذن أستكمل تساؤلي: هل الحرية والاستقلال سيأتيان من خلال المسيرات اليومية أو الأسبوعية ومن جوف (المنصات الأبدية)، أم ستكون الأمور أكثر قدرة وفعالية تهز الدنيا لو جاءت وهي مستندة للجبهة أو التنظيم الموحد المُدرك والواعي والمستنير لكل خطوة وما بعد الخطوة؟؟!!
(2) هل تؤمنون حقـًا بالحرية والاستقلال أم بترتيب المناصب والمواقع؟؟!!
ولو قلتم ما هذا الكلام؟! سأقول أعيدوا قراءة خطاباتكم ستجدوا أنـَّها هي .. هي، لم تتغيَّر ويصدق عليها القول: الخُطبة، الخـُطبة.. الجـُمعة الجمعة!!
(3) هل تؤمنون بوحدة الهدف والصف أم تؤمنون بوحدة الصف فقط؟! وإذا كنتم حقـًا تؤمنون بوحدة الهدف والصف، فلماذا ما زلتم مصرين على تفريخ المكوِّنات السياسية واحدة تلو الأخرى؟! هل هذا التفريخ معناه تنويع لأسلوب النضال؟ أم الرغبة في حُب الظهور والشـُهرة وهي في الأساس، وكما أعتقد في (رأيي الخاص) طوق آخر للعبودية عبر حرف المسار وفقـًا لرغبة الاحتلال وأعوانه وتمهيدًا لركوع الجنوب وانهياره؟! وهذا لن يحدث ولو أصبحت الدنيا كُلها جهنم حمراء!! لن يركع الجنوب مهما كان الثمن!
قبل الخاتمة بخطوة
• ضجرنا وضجرت منـَّا الحروف والكلمات، ونحن نعيد القول، القول نفسه لهؤلاء الذين لا يريدون الخروج من وهم (الأساطير) والذين ما زالوا يعيشون داخله، أفيقوا؛ لأنَّ جماهير الجنوب لن تغفر لكم ما قدمته من تضحيات جسيمة، وأنتم تعيشون الوهم، المناصب والمكاسب, أفيقوا ولا تبيعوا التضحيات التي قدمها الشباب والطلاب والجماهير المسحوقة التي لا تبحث عن منصب أو مكسب، لكنها تبحث عن مستقبل مشرق ومعيشة حُرة كريمة فهل تفيقون؟!
توحدوا، توحدوا، توحدوا!!
الخاتمة
"أرى الزمن يلوي عقاربهُ/ على عُنق الدجى/ وأرى خيول الصُبح مُقبلةٌ / تجرُ لهُ الكفن/ والليل في النزع الأخير/ هوى بقوته الوهن/ وهوَتْ قـُصورُ ظلامه/ وهوت ملايين النجوم/ فعرشهُ يُلقى غدًا/ ليُباع في سوق النهار بلا ثمن/ الليلُ أذن بالرحيل / فيا رفاقي .. تـُصبحون على وطن!"
أحمد مطر
مقالات أخرى