ها هي تصرخ وتصرخ ولا من مجيب .. ولا لمطالبنا يستجيب بأن يعيد لها حقها في الحرية وحقوقها واستحقاقاتها كونها وطنية وحق مشروع، بأن تعيش كانسان في حياة مدنية تواكب العصر والخروج من عصور الحريم وزواج التسع سنين، والغاء كل كذبة لتغليف كل جريمة ترتكب ضدها بلا رحمة وتضرب كانها عبده تصرخ وسط من يتحدثون عن بكرة وعن الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان في الدولة المدنية الحرة، ذات الثقافة والحضارة الانسانية الى ان يصلوا إلى أخر الكذبة يرفضون ويعرقلون كل املا يفتح لها في الظلمة ثغرة، وبذلك يسقطون كل ما يدعون بأنهم يصنعون دولة وحياة مدنية حرة وعدالة اجتماعية حقه ونساؤهم ما زالت تصرخ للخروج من عصور الظلمة الى عصر الكمبيوتر في بلادنا تلك هي المرأة التي يكن لها العالم المتمدن كل الاحترام والتقدير، ويرفع لها القبعة تعبيرا عن دعمه ومساندته لها في كل خطوة نصر تحققها في نضالها من أجل شعبها وحياتها كانسان، ولا زال لدينا من يختلف في نظرته اليها، وهي الأم والأخت والابنة وزوجة وعمه وخاله وجده، ومربية اولى لتعليم اجيالنا وقلبا حنونا ينثر الحب والازهار في بناء الاوطان.
لها كل الحرية وكل المجد، لما صنعته في كل مراحل نضالها التحرري لكسر اغلال الاحتلال وعجز عنه بعض الرجال، ولم تخشى النزال في النزول بالشيدر لتتصدر مظاهرات الرجال او في اختراق نقاط الحصار فسطرت اسمها بالذهب على طول تاريخ نضالها الطويل منذ كانت معلمة في الثلاثينات وطالبة في الاربعينات ومناضلة منذ الخمسينات ، اليوم اصبحت تصرخ وتستجدي بأن تستعيد حقوقها ودورها ومكانتها في بناء مجتمعهامن الذين صنعوا حجج حبسها وحرمانها من تعليمها وعرقلة مطالبها المستحقة في زمن التلنولوجيا التي تقدم بها العالم علينا، ولا زالوا عندنا يمنعوا حريتها.
وفي الانتخابات استغلوها الى اقصى مدى لغير مصالحها او مطالبها، فكانت ممثلة لاحزابها وتحمل توجهاتها السياسية كفرد منفصل عن اتحادها او ممثلة عن فئتها كأمرأة وهناك فرق شاسع بينهما اوصلوها الى مجالس النواب والمحلية ووزيرة وفي الوظائف المدنية ممثلة عن احزابها الحاكمة فماذا حققت؟، وتكرار مطلبها بأن يكون لها نسبة 30% من قوائم الاحزاب او كوتا، ستعود بطلبها مرة اخرى الى المربع الاول والخطأ القاتل؟!، سيعود بها مجددا ممثلة (فردية) لا تخدم مصالح المرأة بل تخدم مصالح احزابها، والاحزاب تتعارض في نظرتها اليهن، وتستخدمها في تمزيق وحدتها والاستفادة من اصواتها الانتخابية.
من دون ان تحقق لها مطلبا من مطالبها، بل تجعلها تتصادم في مواقفها مع نظيراتها وتظل تئن من قسوة المظالم غير الادمية التي تلحق بها اشد الضرر ولا تجد لها مجتمع او محاكم ينصفها والشكوى كدى المنظمات الانسانية .
لذلك ان جوهر القضية والضمان الحقيقي لتحقيق مطالبكن فعلا لا يكمن في الموافقة على 30 او 50% بقدر ما يمكن في اعادة بناء اتحادكن وهياكله التنظيمية وتفعيل انشطته من المدرسة الى العمل والبيت حتى لا يكون لديكن ممثلات بالتعيين خارج اتحادكن باعتباره المؤسسة الفعلية التي تمثلكن والمعبر عن حقوقكن المشروعة ويحفظ كرامتكن، وينتخب ممثلاتكن بنسبة 30% عند كل انتخابات عامة، والتعامل معكن وفقا لذلك، وعدم تكرار أي تدخل او تجيير سياسي في شؤون اتحادكن، وسببا رئيسيا في اضعاف وحدتكن ضالكن عن اهدافه وقراراته، وذات السبب يشمل الطلاب والشباب والنقابات، وسهم في عدم قيامها بدورها الوطني، وعدم تلاحمها مع الدولة في بناء المجتمع المدني والدولة المدنية الديمقراطية التي لن تكون مدنية ولا ديمقراطية او حديثة والمرأة لا زالت بلا حرية وحقوقها كانسانة منقوصة ولن نستطيع ان نصنع التحولات الديمقراطية الحقيقية التي يمكن لها ان تغير حياة الناس المعيشية نحو الحرية والعزة والكرامة، اذا لم نعيد لكل فئات المجتمع حقوقها واستحقاقاتها الوطنية المشروعة، واتحاداتها ومقراتها وهياكلها التنظيمية في كل مدينة ومديرية والا اصبحت القضية مجرد كراسي ووظائف على الفاضي وضياع خمسين سنة اخرى ونحن نخذلها.
مقالات أخرى