هذه الرسالة المختصرة أوجهها إلى إخواني وآبائي وأولادي أبناء محافظة أبين وأقول أننا حين صدر قرار فخامة الرئيس عبدربه منصور هادي بتعييننا محافظاً للمحافظة لم نفرح ولم نصب بالنشوة .. بل أحسست بالمسؤولية الجسيمة والمهمة العصيبة في ظرف استثنائي وتاريخي غاية في التعقيد تعيشه أبين التي كانت تحترق من جحيم الحرب المدمرة مع مسلحي القاعدة .. لكم أن تتصوروا يعين محافظ بدون محافظة وبدون مكتب ولا كرسي وكل شيء انتهى .
أمام هذا الوضع الكارثي وجدت نفسي أمام أصعب تحدٍ واختبار لألبي نداء الواجب تجاه محافظتي و أهلي , أتجه إلى جبهة القتال في لودر الأبية الباسلة والكل يعرف ما حصل حتى تحررت المحافظة وانتصرت في 12 يوليو 2012م , ودخلنا عاصمتها زنجبار لكن المشهد المأساوي الذي خلفته الحرب مريع .. كانت زنجبار بدون بشر وتحت الانقراض , وهنا وجدت نفسي مجدداً أمام أكبر معركة في إعادة البناء وتضميد الجراح العميقة وتوقعت أن الدولة والحكومة ستتجه بكل إمكانياتها لانتشال أبين , لكن ما حصل العكس .
الحكومة عقدت اجتماعين حول أبين والتزمت بعد الحرب مباشرة بإخراج المحافظة من آثار الحرب التي قضت على كل الخدمات والمنشآت ومنازل المواطنين .. اليوم قد مر عام ونصف ومازلنا مشغولين بالتعويضات الزهيدة للمواطنين المنكوبين التي قسمتها إلى مرحلتين , والمؤسف أن صندوق الأعمار تعرضت أعماله للتوقيف وزادت بذلك مشاكلنا , والشارع في أبين يحمل المحافظ المسؤولية وتفاقمت الأوضاع وغضب المواطنين وهذا من حقهم وأنا ولا أتهرب من صميم مسؤولياتي لكن ليس بيدي شيئاً وعلى العموم الصندوق سيستأنف أعماله بصدور قرار تعيين المدير الجديد .
المواطن المقهور في أبين يطالبنا بسرعة التعويض وأعمار مكتب الدولة, ويتساءل لماذا لم يتم ؟ السبب الحكومة التي لم تقدم لنا ريالا واحداً ومع ذلك بالإمكانيات المتواضعة بالمحافظة سارعنا بإعادة الأهم مثل الكهرباء والمياه وأنا مستعد بان أجيب على من يتهمنا وأوضح الأمر لكي تنتهي الشكوك .. يطالبونا بالتغيير وحسب ما هو مخول لنا من صلاحيات تم تغيير معظم المدراء المسئولين وفي هذه الإجراءات واجهنا حملة إعلامية ظالمة من المنتفعين وأصحاب المصالح وحاولوا بكل الوسائل إفشال عاجلة لتغيير فرضنا وتحملنا التهم والمتابعون على علم بما حدث وسيتواصل التغيير والتجديد.
وبقي القول بثقة أننا نؤدي واجبنا أمام أهلنا ولم نفكر لحظة واحدة ما الذي نستثمره وبإذن الله سنترك كرسي الحافظ ولا نملك لا فيلاً ولا عقار تجاري ولا رصيد مالي , سيكون رصيدنا هو ما حققناه لمحافظتنا ومواطنينا في أصعب أوضاع لم تعرفها أبين في التاريخ المعاصر , أملنا بالله بالتوفيق وسنظل مع أبين أرضاً وإنساناً أكنت محافظ أو مواطن وتلك الأيام نتداولها بين الناس .
مقالات أخرى