عمار السوائي
لا عدالة .. لا سلام

فيما تسرب من المخرجات النهائية للمصالحة الوطنية والعدالة الانتقالية أقرأ عموميات بالغة القدرة على تجاوز الحقيقة وطمر إمكانية الانتصاف للمظلومية التاريخية للضحايا بفعل رغبة السياسي في تحقيق الذات ومشاطرة المستقبل بعد توسيع قاعدة الشراكة في الفيد واللصوصية.

 

سقطت العدالة كعادتها في هذا البلد تحت أقدام المهرولين في طريقهم إلى جمع الغنائم ، واقتسام السبايا من قيم قليلة كانت أزمنة الظلم والقهر قد أبقتها في مدى الرؤية ليعتاش عليها الناس ويظلون في غيهم آملين بتحقق العدالة والانتصاف.

سقطت العدالة في جبِّ التسويات وأشباه التوافقات الحاصدة لمقدرات الوطن والعابرة لفكرة الإنسانية والكرامة ، مجردة من كل ممكنات العودة ، فقد ذهبت كعادة كل ذهاب في هذا البلد ( باتجاه واحد ) نحو الـ لا عودة.

 

سقطت العدالة وانتصرت الجبهات والقوى الميلشوية ، والتيارات الـ ما قبل وطنية ، والهويات المعلنة على فائض حطام الهوية الوطنية الجامعة ، والنزعات الموغلة في بؤس التشظي والعصبويات التي تقيم اشتغالاتها على أسباب الهزيمة والسقوط.

 

سقطت العدالة.

وانتصر الفاسد والقاتل والطاغية والمستبد والفرعون والجاني والمجرم والشيخ والجنرال وتاجر الموت وأمير الحروب والطاغوت والانتهازي والسياسي والعميل والرخيص والمزايد والأجير والمرتزق والمخرب وقاطع الطريق وقاطع الأمل والكلفوت والوزير والسُميع والجبان والبلطجي والفوضوي وكائن الظلمة ورجل الليل.

 

انتصر الخوف والموت المجاني والبارود والطلقة الطائشة والنيران الصديقة والغدر والبطش والتنكيل الأمني والأقبية وسنوات السواد  سقطت العدالة في مشاوير الأزقة المنتصبة بين الثورة المنتكسة والثورة المبتئسة كعادة القيم التي ارتجلت من ركب الضوء في مشاهد التكرار اللا منتهي منذ ابتدأت الحياة وحشيتها في هذا البلد.

 

مقالات أخرى

الاعداء التاريخيين لن يتخلوا عن سياسة اخضاع الجنوب

علي الزامكي

قيادة في قلب المعركة.. الانتقالي أمام اختبار التنفيذ

غازي العلوي

لكم فبركة الإشاعات ولنا النصر والثبات والسيطرة على الارض

اياد غانـم

الحذر من الاختراقات وحرف الاحتجاجات عن أهدافها ومشروعيتها

صالح شائف