طالعتنا أحدى الصحف الحكومية الصادر في عدن, في عددها الصادر يوم الخميس الماضي خبر بعنوان " محافظ عدن: المحافظة شهدت تحسناً في الخدمات." وهذا العنوان مقتبس عن محافظ عدن وحيد رشيد لدى لقائه بممثلي الأحزاب والإعلاميين في أمسية رمضانية بهيجة على أضواء الشندليهات البراقة تحدث فيها رشيد قائلاً بالفم المليان: " بأن الخدمات في المحافظة عدن قد شهدت تحسناً كبيراً !!!" وأنا بدوري كإعلامي مبتدى عادنا ( إل) وغشيم أشتي أفهم من أخينا المحافظ وأسئلة : " فين هي هذه الخدمات التي ذكرتها وشهدت تحسناً كبيراً ؟؟؟" أو أن كثرة الأسفار أنسته معاناتها ويتخيل له عندما يكون في دولة أخرى بإنها عدن والخدمات فيها لا توصف!!!
وفي ذات السياق تذكرت الإفطار الرمضاني الذي أقامه أخينا رشيد في أحد فنادق عدن الضخمة وجمع فيها نخبة ماشاء الله عليهم مافيش كذا!! وأنتوا خلي يفتهم لكم !!! وقد تذكرت هذا الموقف لأنه بينما الأخ رشيد والجماعة كانوا يفطروا في ذلك الفندق الفاخر وعلى أفخر الكراسي والأمياز والتي كانت مليئة بما لذ وطاب, ومن فوق رؤوسهم الشندليهات الثمينة ويشع منها الأضواء البراقة, في الوقت ذاته كانت بيوت عدن وأهلها يفطرون على أضواء الشموع والتروشليتات وبدون ما يلحظون في أي وعاء أو صحن أدخلوا أيديهم وماذا أكلوا!!!
والجواب على سؤالي سالفاً أعتقد بأن الأخ رشيد لن يستطيع الإجابة عليه كونه يعلم بأن أكوام القمامة لازالت تتراكم يوماً بعد يوم في شوارع عدن, لازالت المجاري تطفح وتسبح في شوارعها, زادت إنقطاعات الكهرباء والمياه سوءاً ويذهب الناس إلى المساجد لأداء صلاة العشاء والتراويح والفجر وبأيديهم التروشليتات, فعن أي تحسن كبير يتحدث وحيد رشيد ومجلسه المحلي ؟؟؟ وزاد الطين بله, أن المجلس المحلي الموقر ومجلس وحيد الإستشاري المعين لايزالون في سُباتاً عميق من كثر العمل وتقديم الخدمات للمواطنين في رمضان !!! والمجالس المحلية للمديريات ماشاء الله منشغلة هذه الأيام ليس بتقديم الخدمات للمواطنين !! بل بالشجب والتظاهر ضد قرار رشيد بتغيرات مدراء عموم المديريات وياريت كلهم على بعض كذا قدموا أي إنجازات تُذكر لهذه المدينة التي تحولت بسببهم أعزكم الله إلى (زولي) وأسفاه عليك يا عدن سفاسف القوم سلموهم مصيرك ومصير أبنائك....
والظاهر بأن الأخ المحافظ من كثر الجلسات والأُمسيات الرمضانية والإفطار الرمضاني في مقر إقامته الموهج بالأضواء اللامعة والفنادق الخمسة نجوم الجميلة والتي لا تنقطع عنها الكهرباء, يتخيل له بأن ما يجري من حوله ومن بطانة المطبلين والمجلس المحلي بأنه كل شئ تمام يا أفندم !!! ونسوا في غمرة كل ذلك العز الذي ينعمون به من خير هذه المدينة بأن هُناك بشر يعانون الحر والأمراض والغُبن والجوع حتى أنهكهم وأنهكها التعب وكُثر العبث, ورمضان كريم عليك يا عدن يا أم المساكين ...
مقالات أخرى