المتابع اليوم لمجريات الأحداث على الساحة الجنوبية وما يدور في رحاها من تطورات ومستجدات جديدة سيدرك نوع وحجم المؤامرة التي تخطط لها وتحضر لها القوى الظلامية لتستهدف عنفوان الثورة الجنوبية وتنسف اللحمة والتلاحم الجنوبي عبر أساليب وطرق حديثة أو مستحدثة .
إن مسلسل الاغتيالات للكوادر والنخب الجنوبية بداء منذ مطلع التسعينات وبعد قيام الوحدة ولكنه يعود اليوم ولكن بأسلوب مختلف ليس من حيث الطريقة ولكن من حيث الكيفية ومن حيث التبعات والنتائج المترتبة عليه , فاغتيال المناضل البطل محمد فضل جباري برصاص مجهولين ثم تعقبه محاولة فاشلة مستهدفة المناضلين صلاح الشنفرة وخالد مسعد في مدينة الضالع وتليها الجريمة البشعة واغتيال البطل محمد عباد الحسني قائد اللجان الشعبية بمودية في مديرية خور مكسر وأمام مراء ابنته الصغيرة التي شاهده أبوها يلفظ أنفاسه الأخيرة أمام عيناها البريئيتين ,كل هذه الأحداث أكاد اجزم إنها مرتبطة ببعض وقد رتب لها وخطط لها من داخل غرفة واحدة عبر المنظومة المتكاملة التي تديرها القوى الظلامية والإجرامية في صنعاء ومجاورها .
هذه القوى تسعى اليوم إلى خلط الأوراق و رمي الكرة في ملعب الجنوبيين عبر سمومها الإعلامية من خلال بث الشائعات والترويجات والأكاذيب لغرض تذكية الفتنة وبث الشقاق وتوسيع ألهوه بين الفرقاء السياسيين مستغلة بذلك حاله التباين والاختلاف بين النخب والمكونات التي هدفها واحد ولكنها تختلف وتتنوع من حيث المشاريع والرؤى والتصورات لا أكثر ولا اقل .
لن أكثر ولن أطيل كل ما أريد الوصول إليه مفاده إن المحتل العدو الحقيقي متربصا بالثورة الجنوبية وبشعب الجنوب وبكل القوى الثورية وبكل الشخصيات المؤثرة على الساحة , فكل ما زدنا في خلافاتنا وتبايننا وانقسامنا استسهل على المحتل التربص بنا والذي يطيب له الاصطياد في الماء العكر .
الحذر الحذر يا أولي الألباب.. رحم الله شهيدنا محمد جباري .. ورحم الله شهيدنا محمد عباد الحسني ... ورحم الله كل شهداء الجنوب الأبرار... المجد والخلود والعرفان لكم .
