فيصل الصفواني
جائزة نوبل لوزير كهرباء اليمن

انتشرت في المجتمع اليمني ظاهرة فيزيائية غريبة تبدو على شكل حالة مرضية في بعض الأطفال لكنها حالة مثيرة للغرابة  والدهشة انها فعلا حالة غريبة الاطوار حيرت الأطباء الالمان  عندما عرض عليهم طفل يمني يعاني من هذه الحالة المرضية التي تتمثل في قدرة الطفل على الرويا بوضوح ليلاً وعدم قدرته على الروايا بوضوح نهاراً وهذه الحالة لم تظهر من قبل في أي مجتمع غير المجتمع اليمني .

ويصفها طبيب ألماني بأنها حالة اضطراب فسيولوجي يحدث فيها اختلال في نظام عمل خلايا الإبصار .

ومع بداية ظهور تلك الحالة كنا نتلقاها بالحيرة ونبدي حيالها الاستغراب   الشديد وكان البعض يعد ها من خوارق العادات وبقايا  المعجزات بل ان المعتقد الاجتماعي الذي ساد حول هذه الحالة هو ان الأطفال المصابين بهذا المرض هم من ذوي الكرامات وأهل الاصطفى وكل  أب يرى في ابنه المصاب انه سيكون نبي هذا الزمان،خصوص ونحن ننتظر ظهور المهدي المنتظر في أي وقت.

وبعض الاباء استثمر هذه الحالة وروج لها والبعض الأخر  تكتم عليها وأحاطها بسرية تامة ضناً منه ان هذا سر رباني إذا فشاه استرده الله وحرمه منه.

تحولت هذه الظاهرة إلى لغز محير ولكن مع مرور الأيام واستمرار الانقطاع المفاجئ للكهرباء كل مساء ولعدة ساعات في كل المدن اليمنية بدأت تتضح المفاتيح العلمية لهذا اللغز  فعلماء الفيزياء يؤكدون آن الظواهر الفيزيائية خصوصاً والبيئية بشكل عام لها تأثير كبير على حواس الإنسان وطبيعته الجسمانية  كما أن الخواص الفسيولوجية للجسم البشري تساعده الى حد كبير للتكيف مع بيئته  بمختلف تغيراتها وأحوالها.

ومن خلال القراءات الفيزيائية الأولية لديناميكية البشر خصوصاً الأطفال وعلاقتهم  بالظروف الفيزيائية مثل الكهرباء، سنجد أن الانقاطاعات المتكررة للتيار الكهربائي ليلاً في المدن والأرياف خلقت لدى بعض الأطفال مادون الخمس سنوات اضطراباً في خلايا الإبصار ، وتكونت لديهم خلايا كهر وضوئية تعمل بمجرد انقطاع الضوء، ومع مرور  الأعوام الأولى من عمر الطفل المصاب بهذه الحالة تبدأ خلايا الأبصار عنده تكشف عن نفسها ، إذا تنشط قدرتهم على الرؤيا في الظلام خصوصاً ساعة انقطاع التيار الكهربائي ، وفي وضوح النهار تقل قدرتهم على الرؤيا بوضوح الى حد الانعدام لدى البعض، وهذه هي فكرة عمل الخلايا الكهروضوئية التي تستخدم في إنارة الشوارع والحدائق المنزلية ، وهي تعمل بمجرد انقطاع الضوء فتضئ ليلا وتنطفئي نهاراً وبالرغم من ان انقطاع الكهرباء الذي يداهمنا كل مساء قد نغص علينا  حياتنا واربكنا في اعمالنا واتلف اعصابنا وصار محل شكوانا وتذمرنا جميعاً لكنه في المقابل قد اسهم في صناعة ظاهرة فيزيائية متميزه توازي في شهرتها  اكتشاف خارطة الجينات الوراثية في البلدان المتقدمة وبدون أي تدخل جيني او تعديل وراثي سواء القطع المفاجئ والمستمر كل مساء  للتيار الكهربائي ومع زيادة عدد الأطفال الذي يعانون من هذه الحالة نتوقع ان يصبح عندنا بعد عشرين عاماً جيلاً بأكمله يعمل بالخلايا الكهروضوئية ، وحينها ربما تمنح جائزة نوبل للإبداع العلمي لوزير الكهرباء الذي تشكلت الخلايا الكهرو ضوئية  في عهده وتحولت الى عضو بصري في الكائنات البشرية وزادة قدراتها الإنتاجية ،وعندما نتمكن  من استثمار جيل الخلايا الكهرو ضوئية في حراسة المنشات والمزارع للفترة المسائية وبأقل تكلفة وفق مشروع وطني يعود بالنفع الايجابي على الوطن عموما، حينها فقط سندرك ان الانقطاعات المتكررة والمستمرة للتيار الكهربائي ليست شرا محضا  بل قد تكون لها جدوى اقتصادية كبيرة،وقد تكون سببا في حصول وزير يمني على جائزة نوبل للعلوم الفيزيائية ، ولا  ندري  من سيكون صاحب الحظ الاوفر من الوزراء هل هو صالح سميع الوزير الراهن ؟ أم سلفه أم انه سلف السلف  إنها عجائب الزمان التي لا تنقضي .

مقالات أخرى

الى قيادات المجلس مع التحية

علي الزامكي

نادي وحدة عدن عبق التاريخ واصالة الانتماء

د . عبدالناصر الوالي

مصفاة عدن وقرار المحكمة

أحمد راشد الصبيحي

حين يكون صرف الراتب إنجازًا كبيرًا لدى الشرعية

غازي العلوي