نجيب يابلي
أردت بـ"الزمرة" و"الطغمة" جرس تنبيه

تمر عقود وعقود من حياة الشعوب الأقل نموا LDCS عامة وهذه البلاد خاصة وهي تنشد الاستقرار والأمن والأمان لكنها تلهث وراء سراب شعوبنا العربية والإسلامية لا تعتمد مبدأ "التقييم" في حياتها ومشاريعها رغم مرورها بعدة منعطفات سالبة وحكامها يتحدثون زورا وبهتانا على المكاسب والإنجازات، وكم طالبت وكم بح صوتي في ندوات وحلقات نقاشية ومقالات وأوراق عمل وأنا أتحدث بحرقة عن الحاجة للتقييم وهو العيب الذي يطرحه خبراء دوليون من منظمات مختلفة بأننا لا نقيم أعمالنا.

سبق لي وأن أشرت في مقالات عن تجربتنا المرة في الجنوب (لأنني غير معني بالشمال) وتحدثت عن افتقارنا للتقييم أو قل غياب التقييم، فحياتنا بين يمين رجعي ويسار انتهازي ويمين انتهازي والمتهمون بها في حل منها وبراءتهم منها براءة الذئب من دم ابن يعقوب ولا قحطان الشعبي يمين رجعي ولا سالم ربيع يسار انتهازي ولا علي ناصر يمين انتهازي.

ليغفر الله للذين أقحموا إخواننا في قيادة الاشتراكي في اقتتال دموي وانتصر فريق (الطغمة) وخسر المعركة فريق (الزمرة) هكذا كان الشارع في الجنوب يتحدث عن الفريقين خلال الفترة 1986/1990م وكانت الفترة كافية لأن يراجع الطرفان موقفيهما وتنظيم لقاء موسع للوقوف أمام ما حدث والخروج بالعبر وبحث المشروع القادم في دخول الوحدة وتحسين مشروعها وإيجاد الضمانات الإقليمية والدولية لها التي ستعزز الجبهة الداخلية الموحدة للجنوب في مواجهة الشمال المغلوب على أمره والخاضع للنظام الطائفي العنصري هناك.

بذل جنوبيون عقلاء مقيمون في صنعاء منذ ثلاثة عقود ويزيد جهودا جبارة مع قيادات جنوبية أثناء زيارتها لصنعاء وقالوا لهم :نحن هنا جنوبيون مقيمون وأنتم بحسن نيتكم تكتبون للشمالي في عدن "يمني" سواء في بطاقته الشخصية أو جواز سفره ووقعت الواقعة في حرب صيف 1994م وتكلمنا بعد ذلك عن التصالح والتسامح بعد وقوع كارثة الحرب، وعلينا أن نقرع جرس التنبيه بأن الطغمة حققت الوحدة وأن الزمرة أدخلت قوات النظام الطائفي العنصري على  أكتاف جيش الجنوب (الزمرة) ولولا ذلك الجيش لكان محرما على الشمال دخول الجنوب.

عندما أستخدم هذه المفردات أستخدمها كجرس تنبيه لإخواننا الجنوبيين وليس لأي غرض آخر، فعلاقتي ولله الحمد مع أبناء الجنوب في كل المحافظات قائمة على الود والاحترام والتقدير، وأحمد الله أنني أرى نفسي في عيون إخواني الجنوبيين، ولكني لا أقبل باطلا ولا أسكت على الخطايا، ولذلك أوجه النصح وأقرع الأجراس وأذكرهم بالماضي لنستفيد منه في الحاضر لصناعة المستقبل.

الأخ علي حسين بجيري الشاعر الشعبي والشخصية الاجتماعية والحراكية المعروفة التي سعت ضمن جمعية لودر الاجتماعية لإعلان التصالح والتسامح بين الأشقاء في الجنوب كان ضمن المشاركين في ندوة مركز المدار للدراسات والبحوث وعنوانها (التوافق الجنوبي والسلم الاجتماعي في نصرة القضية الجنوبية) المنعقدة بفندق ميركيور (خورمكسر) خلال الفترة 27و18يونيو2012م ووقف الأخ البجيري ينتقد بحدة ما ورد في ورقتين من "طغمة وزمرة" وطالب بدفن مثل هذه الكلمات لأننا نزلنا إلى عدن قبل الوحدة لأنها صفحة الماضي الأسود واستقبلنا استقبالا حارا من قبل النظام وأسكنونا في معسكر 20يونيو لأن الكهرباء قطعت علينا في الأسبوع الأول وتبعه الماء والمواد الغذائية فقال لنا المغفور له بإذن الله الأخ مثنى سالم عسكر : "هل افتهم لكم؟" قلنا: "نعم وسنعود لنقاتل مع الشمال".

ما حدث في المنعطفات وما حدث لإخواننا من جماعة الرئيس علي ناصر متعه الله بالصحة وطول العمر يؤكد صواب تناولي للأحداث واستخدام جرس التنبيه وأكرر مرة أخرى إن الطريق لا يزال محفوفا بالألغام والمخاطر، فالخصوم من القبيلة المتنفذة في شمال الشمال ومن أجل مصالحهم سيطرقون كل الأبواب المشروعة وغير المشروعة ولهم جسور للتواصل مع قوى دولية مختلفة منها معادية للإسلام.

يا معشر الجنوبيين: إن أردتم معرفة خصومكم فأوصيكم بقراءة الصفحة 6 من صحيفة يمن تايمز الصادرة في الأول من أغسطس 1994م التي تضمنت نداء إلى الشعب اليمني موجه من "المؤتمر الحاخامي المركزي ليهود الولايات المتحدة الأمريكية وكندا" وهو الإعلان الذي تشيب له رؤوس الولدان والذي يندي له الجبين وجاء نشره بعد 3 أسابيع من حسم حرب صيف 1994م لصالح الفاسدين والمارقين والحاقدين والناهبين للمال العام وحثالات القوم.

مقالات أخرى

المجلس الانتقالي الضحية الاولى للسيناريو الامريكي/ السعودي

علي الزامكي

السيناريوهات القادمة التي لا تدركها ولا تراها قيادات المجلس الانتقالي الجنوبي

علي الزامكي

الخلل ليس في عدن

علي الزامكي

أكذوبة الحوثي  بالنصر على أمريكا

أحمد راشد الصبيحي