جلال عبده محسن
وداعا أيها العميد

شأن كل المبدعين عندما يرحلون عن هذه الدنيا الفانية، تتسابق الأقلام مفتشة ومنقبة عنها، كيف لا وقد كان بالأمس هو السباق إلى ذلك.

نعم تسقط الأقلام من أيدي أصحابها عندما يغيبها الموت، ولكن ستبقى فينا والأجيال القادمة مأثرة ومناقبه وكل أفكاره تنير لنا الدرب وتروي لنا قصة ذلك العملاق الشامخ وقد ظل صخرة تتحطم عليها كل الدسائس والمؤامرات وهو يقوم بمزاولة ونشر رسالته الإعلامية وقد دفع الثمن باهظا على حساب صحته وأسرته والصحيفة بذاتها، فاستحق بذلك لقب العميد الذي التفت حوله الجماعة ورأت فيه رمزا وتجسيدا لأشواقها وأحلامها وتطلعاتها عبر صحيفته الرائدة صحيفة "الأيام" خلال سنوات من التألق والتميز المعتمدة على خبرته الشخصية وأخيه تمام رعاه الله بالخير وهي تدافع عن قضايا الناس وهمومهم ومعاناتهم وعلى رأسها قضية الجنوب العادلة، مثلت خلال مسيرة عطائها الإعلامية والثقافية مرآة صادقة لآراء الناس وتطلعاتهم في الحياة اليومية، تصدر مع إشراقة كل صباح، يصلح كل إصدار جديد منها أن يكون لوحة شرف لناشريها ووسام فخر على صدور محبيها وعشاقها وهي تتخذ من هموم الناس ومشاكلهم هدفا لإيصاله للرأي العام، غير متصالحة مع ثقافة سلطة أو حزب أو فئة في زمن يكثر فيه المداحون والمنافقون والأفاكون وحملة المباخر..

 وكان من الطبيعي أن يكون طريقها مليئا بالعقبات والعراقيل طالما تعارض ذلك مع طبيعة أولئك الحكام الظلمة الذين لا يروق لهم ذلك النهج، ومع ذلك فقد عجزوا أن يخلقوا من الأقزام عمالقة ولا من العمالقة أقزاما.

رحم الله فقيد الصحافة اليمنية وعميدها وقد عاش قامة سامقة تنحني لها الهامات وفارسا مغوارا يمتطي صهوة حصانه، يصول به ويجول، ومات شامخا معتزا بكبريائه، وعزاءنا لأهله وذويه وكل محبيه، إنا لله وإنا إليه راجعون .

 

مقالات أخرى

ملكات من حالمين حكمن العالم ( الملكة عروبة _ أوروبا)

محمد عبدالله القادري

الإمارات الحليف الصادق الذي يرعب أعداء الجنوب

ابو مرسال الدهمسي

سيادة القانون من سيادة الأوطان

مختار اليافعي

تراجع الرئاسي عن الاجراءات الاقتصادية ...مرونة ام استسلام

صالح علي الدويل باراس