نشرت الزميلة "الأمناء" في عدد الأربعاء 13يونيو2012م رسالة مذيلة بعبارة (أب حائر) وعنوانها (أمي جنوبية وأبي شمالي من أصول شمالية) وهي رسالة موجهة لشخصي.
مشكلة الإنسان في البلاد العربية عامة وفي هذه البقعة من أرض الله أنه لا يقرأ التاريخ بحيادية وموضوعية ويريد أن يقدم للتاريخ قراءة لا تمت للواقع بصلة وإنما قراءة تعكس مصالح القبيلة/ القرية ومن تلك أن عدن العاصمة الأبدية للجنوب وهذا غير صحيح فخلال الفترة منذ عام 1839 وحتى عام 1967م كانت هناك عدن ومحمية عدن الشرقية ومحمية عدن الغربية وتتكون المحميات من سلطنات ومشيخات وإمارات ولكل منها قبائلها وأرضها وسكانها وتاريخها (حروب قبلية أو داخلية وثارت وتسويات..الخ).
دخلت بعض المحميات تجربة اتحادية في 11فبراير1959م وأعقبتها محميات أخرى بالإضافة لعدن وظلت السلطنة الحضرمية القعيطية والسلطنة الحضرمية الكثيرية خارج التجربة الاتحادية حتى نيل الاستقلال في 30نوفمبر1967م وأصبحت تسمية الدولة الجديدة جمهورية اليمن الجنوبية الشعبية وعاصمتها عدن (بدلا من حديقة الاتحاد).
عدن رمز المجتمع المدني والتعددية الثقافية والدينية وشهدت قيام منظمات المجتمع المدني (أحزاب نقابات منظمات مرأة وشباب واتحادات وجمعيات مهنية وغرفة تجارية وغيرها من المنظمات).
عرفت عدن المسرح والرياضة والفن حيث ضمت عدن عددا كبيرا من الفنانين بمختلف الألوان ويكفيها فخرا أن الشيخ علي أبو بكر باشراحيل هو مرجعية الفن الصنعاني.
عدن مدينة تتعدد الجذور فيها وتتميز شوارعها بسكان من مختلف الأصول وتعايش العرب والمسلمون مع الهندوك والصومال واليهود ومارس الجميع عباداتهم في محلات العبادة (مسجد وكنيسة ومعبد يهودي وفارسي وهندوكي) ومارس الجميع حقهم في العمل وهناك نماذج واردة في وثائق حكومة عدن عن المتقاعدين من الخدمة المدنية أو العسكرية مع تواريخ ميلادهم وتقاعدهم من الخدمة.
رجل الأعمال المعروف والمقيم في لندن علي محمد مقطري (النجل الأكبر للحاج محمد علي مقطري) كان أمين مال رابطة أبناء الجنوب SAL)) في زمن العمالقة السيد محمد علي الجفري وشيخان الحبشي وسالم عمر الصافي رضوان الله عليهم.
الأصل في الهوية هي عدن وهي التي تحدد من هم أبناؤها ودخول القبيلة أو أحد أبناء عدن الموتورين على الخط سيضر القضية الجنوبية كثيرا ولن يسمح أبناء عدن بتجاوز ثوابتها المجتمع الدولي.
أقول للأب الحائر إذا حسنت نواياك فأنت في سكة السلامة لأنك قلت أنك من مواليد الخمسينيات وأبناء عدن كلهم يحملون شهادات ميلاد (مخالق) فأين مخلقتك يا أخي حتى لا أصبح حائرا مثلك؟!
مقالات أخرى