عندما خرجت الجماهير الشابة خاصة في ثورة سلمية ضد الحكام الطغاة والأنظمة الشمولية المستبدة في تونس، مصر، ليبيا، سوريا، اليمن إنما خرجت تعبر عن ظلم ترفضه من خلال إجماعها بأنها تريد إسقاط النظام، كل في بلاده، رددوا "الشعب يريد إسقاط النظام"، أي النظام الفاسد العفن.
الكل قال ما قد مر يكفي، وليس من العدل أن أبقى مستسلما وراضيا لما يقع علي من ظلم الحكم وما يجري علي من عذابات وآلام وأمراض وفاقة وفقر..
هل نستسلم للتعب ونعيش حياتنا تعبا في تعب وفقرا في فقر لأن ذلك مقدر ومكتوب؟!! ألم يقل الله تعالى: "وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون"، إذن لم تكن ثور ة الشباب خروجا على ولاة الأمر بقدر ما كانت خروجا ضد الظلم والفساد والواقع الجاثم منذ عقود ..
هيهات أن يعود الزمن إلى الوجوه السابقة مرة أخرى وهذا ما أعتقد ان حكومة الوفاق برئاسة الأخ عبدربه منصور هادي رئيس الجمهورية والأخ محمد سالم باسندوة رئيس حكومة الوفاق الوطني قد استوعبته وقرأته.
ثورة الشباب قالت: "ما قد مر يكفي" وسبقهم إلى ذلك الحراك السلمي الشعبي الجنوبي عندما خرج في 7/7/2007م اليوم الذي حول الوحدة إلى كابوس في الجنوب وحول الجنوب إلى غنيمة لمراكز القوى والمتنفذين في الشمال وفي الجنوب، وحول القضية الجنوبية عند تجار الأزمات إلى مصدر دخل يرفع رصيده مثل هؤلاء التجار المبتزين على حساب حاملي القضية الجنوبية مكانا وشعبا ويعمل على لخبطة أوراقها كهدف أساس لهم.
ما قدر مر من خطابات تدغدغ عواطف العامة بمشاريع وهمية تكفي.. نريد خطابات مسؤولة إن وعدت أوفت.
ما قدر مر من وضع أحجار أساس لمشاريع سكنية لذوي الدخل المحدود يكفي.. نريد مساكن توزع مباشرة على ذوي الدخل المحدود ممن لا سكن لهم ومن أبناء المحافظة كل في محافظته، يكفي أن تكون المشاريع باسم شباب عدن على سبيل المثال تم توزيعها على آخرين من محافظات أخرى.
ما قدر مر من مسامحات وإخفاءات لفاسدين في مكاتب الوزارات في المحافظات ترفعها تقارير الجهاز المركزي للرقابة والمحاسبة تكفي.. يجب المحاسبة مستقبلا.
ما قدر مر من اعتقاد ساد بين المسئولين يرفع مكانتهم عن مكانه المواطن ويعطي لهم الحق بامتلاك الأراضي وامتلاك السيارات وامتلاك القصور والفلل والمزارع وتعيين الأقارب والمقربين بغض النظر عن مستوياتهم ومؤهلاتهم في أرفع المناصب عسكرية كانت أم قبلية، ومنهم الامتيازات دون غيرهم ودون مقابل يكفي.. يجب وضع مسآءلة، سيسائله الشعب، ومن حق الشعب مساءلته لأنه مسؤول لغة.
ما قدر مر من اعتقاد أن القبيلي فوق النظام وفوق القانون وأن المواطن أقل شأنا ومكانة يكفي.. سنعمل معا من أجل دولة مدنية حديثة، خرج الشباب العربي واليمني خاصة لإسقاط نظام العسكر والقبيلة في سبيل بناء دولة مدنية حديثة، الكل فيها سواسية الخادم والقبيلي والشيخ والرعوي أمام القانون.
ما قدر مر على الجنوب يكفي.. وما الحراك السلمي الشعبي الجنوبي إلا من أجل الدفاع عن كرامته أولا وأخيرا.. وهذا ما أعتقد أن الجنوبيين يناضلون من أجله وهو ما يجب على الطرف الشمالي أن يدركه في الوقت ذاته.
مقالات أخرى