هناك من يراهن على فشل المرحلة الانتقالية في ظل حكومة الوفاق الوطني المشكلة من الحزب الحاكم المؤتمر الشعبي العام وأحزاب المعارضة في اللقاء المشترك.
تلك الحكومة التي جاءت على أساس مبادرة دول مجلس التعاون الخليجي وبفعالية خاصة ودور بارز للعاهل السعودي تحديداً والذي عمل على استضافة العاصمة الرياض أعضاء الوفدين والتوقيع عليها. لا شك أن هذه المبادرة بالرغم من تنازل شباب الثورة والقبول بها حتى تقطع الطريق أمام أية محاولات للدخول في حرب أهلية, فإن ذلك التنازل وذلك القبول لا يعني التوقف عند هذا الحد بل إن الثورة السلمية سوف تستمر وتتواصل حتى تتحقق المطالب والأهداف التي اندلعت بسببها الثورة الشبابية بداية بإسقاط رأس النظام وأفراد العائلة المتحكمين بالمؤسسات الأمنية.
ومن المؤكد والمعروف للجميع أن المشاكل والصعوبات والتركة التي خلفها علي عبدالله صالح وبقايا نظامه الاستبدادي العائلي الفاسد لن يتركوا حكومة الشراكةتسير سيرا طبيعيا حتى تتمكن من تجاوز كل تلك المشاكل والأزمات والوصول إلى بر الأمان مع نهاية الفترة الانتقالية التي حددت بعامين، بل والعمل على عرقلة كل خطواتها وإجراءاتها الوطنية من أجل التغلب على تلك التركة التي خلفها الرئيس السابق وأركان نظامه من المتنفذين ممن فقدوا جزءا كبيرا من مصالحهم الشخصية والمادية والمعنوية, فلن يهدأ لهم بال، وسوف يعملون على وضع كل العراقيل والحواجز والأشواك في طريقها تتمثل في التآمر والتضليل الإعلامي وزرع الفتن والدعاية والتحريض وخلق الخلافات والانقسامات بين ممثلي حكومة الشراكة, والتركيز بشكل أساس على إيجاد خلافات حادة بين الرئيس عبد ربه منصور هادي وبين رئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة.
ولابد من الإشارة إلى أن الرئيس السابق وأركان نظامه يمثلون مدرسة لا تضاهيها مدرسة أخرى على مستوى العالم في ممارسة التآمر والخداع والكذب والتضليل وإدارة الأزمات وزرع الفتن والانقسامات بين أوساط الخصوم.
ومع ذلك لا نعتقد أن النظام السابق سوف ينجح في مخططاته وأساليبه الشريرة, والسبب يعود إلى أن من يقف على كرسي الرئاسة المنتخب اليوم وكذا رئيس مجلس الوزراء وغيرهم في السلطة التنفيذية مدنيين وعسكريين لديهم تجارب وخبرات غنية بطبيعة علي عبدالله صالح وأساليبه الخبيثة خاصة وأن غالبيتهم قد عملوا معه طيلة سنوات حكمه التي تجاوزت الثلاثين عاما, ورغم ذلك يمكن أن ينزلق البعض والسير مع من يحاول إجهاض الثورة وإفشال حكومة الوفاق الوطني فيما لو طغى على سلوكهم وعواطفهم ثقافة الموروث الشعبي اليمني المتخلف, إلا أنه ورغم هذه الشكوك والاحتمالات التي نذكرها هنا إلا أننا على ثقة أكيدة بأن عجلة الزمن لا يمكن أن تعود إلى الوراء وسوف تنتصر الثورة الشعبية السلمية وتحقق كامل أهدافها بدعم وتأييد الوطنيين في حكومة الوفاق الوطني.
مقالات أخرى