هل بات القبول في قوات درع الوطن، وبالأخص في اللواء البحري المستحدث، يخضع لمعايير واضحة وموضوعية؟ أم أن الانتقائية والازدواجية أصبحتا سمتين تميزان قرارات القيادة في استيعاب الأفراد؟
تساؤلات عديدة تُطرح، ويصعب على الكثيرين إيجاد إجابات مقنعة. هل الشهادات والكفاءة لم تعد كافية؟ أم أن هناك اعتبارات أخرى لا تُعلن؟
قد يختلف البعض مع ما أطرحه هنا، رغم أنني سبق وأن أشدت بهذه القوة أكثر من مرة، وأكن احترامًا كبيرًا لقائدها الذي أعرفه شخصيًا منذ أن كان يسكن منطقة الخيسة.
ولكن كما يُقال: "إذا عُرف السبب بطل العجب"، فإن من حقي كمواطن أن أبحث عن الأسباب، خاصة حين يلامس الأمر مصير شباب كفء يستحقون فرصة عادلة.
أحد هؤلاء الشباب، خريج المعهد البحري بتقدير 98%، وكان الأول على دفعته في قسم الميكانيكا البحرية. تخصصه يتطابق كليًا مع طبيعة اللواء البحري الجديد.
هذا الشاب طرق كل الأبواب، وتواصل مع جميع المعنيين بالتسجيل، وقيل له مرارًا أنه ضمن المقبولين. لكنه فوجئ عند الاستدعاء بأن اسمه غير موجود، وكأن كل ما قيل له لم يكن سوى وعودٍ زائفة.
شاب بهذه المؤهلات، دون أي انتماءات حزبية أو موانع جسدية، وبخلفية عائلية معروفة بالاحترام والانضباط، وكان والده قد عمل مباشرة مع قائد قوات درع الوطن في السابق.. فبأي منطق يُحرم من الانضمام؟ وعلى أي أساس تم استبعاده؟
لسنا هنا بصدد الاتهام، بل نطالب بالوضوح. نريد أن نعرف: ما هي معايير الاستيعاب في قوات درع الوطن؟ لكي نُسقطها على هذا الشاب، فإن انطبقت عليه، طالبنا بحقه، وإن لم تنطبق، قبلنا القرار بصدر رحب.
ولنا وقفة أخرى قريبًا، بإذن الله.
مقالات أخرى