هناك من يحاول التنقيص من سفر الرئيس القائد عيدروس الزبيدي إلى الولايات المتحدة الأمريكية وتقزيم حضورة اجتماع الدورة 87 للجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك ، كتلك المفردات التي أطلقها ذباب الإعلام المعادي للجنوب وقيادته وقضيته التي بها حاولوا إضعاف مجمل عوامل القوة التي بها استطاع الرئيس الزبيدي أن يكون متواجدا جسدا وفكرا ونضالا في أمريكا ويشهد أفتتاح الدورة ال 78للجمعية العامة للأمم المتحدة ومجريات جدول أعمالها .
بالمفهوم العام الجنوبي نعرف أن جميع القوى السياسية الشمالية في ماتسمى الشرعية اليمنية بمن فيهم العليمي لم يكونوا يريدون ذهاب الرئيس الزبيدي إلى أمريكا ويتمنون لوكان بمقدورهم منع الزبيدي من حضور اجتماع أعمال الجمعية العامة لكانوا فعلوا ، وعندما لم يستطيعوا فعل ذلك وللتخفيف من حدة القهر والندم والضعف التي ملأت صدورهم لجئؤا إلى نثر سخرياتهم بكلمات مرافق العليمي حارس العليمي ضمن وفد الشرعية اليمنية وغيرها من تلك الكلمات التي عكست مدى الهزائم العسكرية والسياسية والدبلوماسية التي منيوا بها هم وشرعيتهم المتهالكة من قبل المجلس الانتقالي الجنوبي .
الثبات على هدف استعادة دولة الجنوب المستقلة والتفاف الحاضنة الشعبية الجنوبية حوله والتمسك به إلى جانب كل تلك التي تم تحقيقها على الواقع الجنوبي وتعد انتصارا حنوبيا ، كهزيمة الحوثيين عسكريا وطرد ميليشياتهم من على أراضي الجنوب وصمود القوات العسكرية الجنوبية في مواجهة الحوثيين في مختلف جبهات القتال المحاذية لهم في الحدود بين الجمهورية العربية اليمنية وجمهورية اليمن الديمقراطية الشعبية ، وهزيمة وطرد الميليشيات الإخوانية التي حاولت السيطرة على العاصمة الجنوبية عدن تحت غطاء ماتسمى الشرعية اليمنية وطردهم أيضا وتنظيماتهم الإرهابية من محافظات أبين وشبوة وحضرموت الساحل وسقطرى وفرض سيطرة أمنية جنوبية قوية عليها ، وما كان من أرغام القوى الشمالية في التوقيع على اتفاق الرياض ومخرجات مشاورات الرياض ، وكذلك فشل المحاولات الإقليمية والدولية في التوصل إلى حلول سلام لإنهاء الحرب في اليمن في ظل تهميش وإقصاء الجنوبيين وقضيتهم من تلك المحاولات ، وأيضا نجاح المجلس الانتقالي الجنوبي في توحيد جميع المكونات السياسية الجنوبية تحت مظلته ونماء قوته بنجاح هيكلته ، كل تلك تعد هي عوامل قوة حضور الرئيس القائد عيدروس الزبيدي اجتماع أعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك .
حيث كانت قوة الدعوة الأممية للرئيس القائد الزبيدي للسفر إلى أمريكا وحضور اجتماع أعمال الجمعية العامة منطلقة من صفته قائدا للثورة الجنوبية التحررية ورئيسا للمجلس الانتقالي الجنوبي ، أكبر من كونها منطلقة من صفته كنائب لرئيس ماتسمى الشرعية اليمنية وأن كان ظاهرها هذه الصفة ، وتتجلى تلك القوة من خلال الوقوف على المباحثات واللقاءات التي أجراها الرئيس عيدروس مع العديد من الوزراء والمسؤولين الدوليين وممثلي دول العالم المشاركين في الدورة 78 للجمعية العامة للأمم المتحدة بصفته قائدا للثورة الجنوبية التحررية ورئيسا للمجلس الانتقالي الجنوبي وليس بصفته كنائب لرئيس ماتسمى الشرعية اليمنية .
لذلك ولكون دول الإقليم والعالم جادة هذه المرة في إنهاء حرب اليمن وإحلال السلام وحتى تتوصل إلى حلول واقعية وصادقة لم يكن أمامها غير توجيه الدعوة للرئيس القائد لحضور اجتماع اعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة للتباحث معه وإجراء العديد من اللقاءات مع ممثلي تلك الدول المشاركين والوزراء والمسؤولين من أجل التوافق على كيفية حفظ مصالح دول الإقليم والعالم في الجنوب بعد أن رأوا أن التوصل إلى إنهاء الحرب في اليمن والتوصل إلى سلام شامل لايكون إلا بمشاركة طرف الجنوبيين الندي عن طريق ممثلهم المجلس الانتقالي الجنوبي في مفاوضات السلام القادمة واستنباط حلول السلام من الواقع المفروض على الأرض .
عادل العبيدي
مقالات أخرى