احمد الجعشاني
في عيد ألام ..  تكريم أم الشهيد 

كانت المدرسة زمان ، لها نشاط ثقافي ، ورياضي ، واجتماعي  وحضور جميل.  ومن الأنشطة التي كانت تقام ، في ذلك الوقت ، و فيه من الترابط الاجتماعي ، والعلاقات  الانسانيه ، وصلة الرحم والتكافل ، والرقي بمستوى الطلبة ، هو مناسبة( عيد الام) وفيه يتم تكريم الام المثالية بهذه المناسبة ، ويتم اختيار من عاملات المدرسة ، او من المعلمات ، وأحيانا يتم اختيار  أم أحد الطلبة الفقراء ، او الأيتام ، ويتم التكريم لهولاء الأمهات في المدرسة ، وإمام الطلبه ، في احتفاليه صغيره ، يدعى إليها أولياء أمور الطلبة ، وبعض الوجهاء في المنطقة او المديرية ..

 

وسابقا لم يكن يوجد ، شئ اسمه (عيد ألام) ، في العصور السابقة ،  وإنما بدأ  في عام 1907 في بداية القرن العشرين . وكانت أول احتفاليه بهذه المناسبه ، في أمريكا وفي ولاية فرجينيا ، من خلال سيده تدعى أنا جارفيس ، بعد ان طالبت عمدة فرجينيا ، بأن يحدد يوم للأمهات الاحتفال فيه ، وقد استجاب لها عمدة فرجينيا ، ثم عممت الفكرة في امريكا كلها ، .ثم انتشرت في بقية أروبا ، واختلف ، في تحديد اليوم من دولة إلى أخرى ، وظل العالم كله ،  يحتفل (بعيد بآلام) و في جميع دول العالم . عدا الوطن العربي والإسلامي ..

 

وفي عالمنا العربي والإسلامي ، أوجد ديننا الاسلامي ، للام مكانه خاصة ورفيعة ، وقد حضيت بالتقدير والاحترام ، ولعل ديننا الإسلامي ، أعطى إلام الحظوة ، والمكانة الرفيعة لها ، و الخاصة ، التي لم تعطى في الأديان السماوية الأخرى ، وهناك الكثير من الآيات القرآنية ، والأحاديث النبويه الشريفة .  التي تؤكد ذلك. وفي عالمنا العربي ، كان أول مرة ، يتم فيه إعلان عن مناسبة (عيد الام ) ، كان   في  21مارس1955 بعد مقال كتبه الصحفي الشهير على امين ، في جريدة أخبار اليوم ، واستجاب للفكرة عبد الناصر ، وكان في 21مارس هو يوم( عيد الام) ، وعممت الفكرة ، في الوطن العربي كله ، حين كان العرب أمة واحده..

 

ولكن الطريف في الأمر ، هو ان أغنية ست الحبايب ، الذي ذاع صيتها ، وانتشرت في عالمنا العربي ، وأصبحت ايقونة من إيقونات العصر الحالي ، المصاحبة لهذه المناسبة (عيد الام ) . فلها قصة طريفه ، مع قائلها الشاعر الكبير حسين السيد ، فهو يقول الشاعر حسين السيد ، لم يكن في بالي ، ان أكتب اغنيه عن الام او( عيد الام) ، ولكن أتت صدفه ، كنت في يوم عشرين مارس ، ذاهب لزيارة امي في شقتها ، وحين طلعت السلالم وعند باب الشقه ، تذكرت اني لم أحضر هديه لأمي ، بهذه المناسبة ، فجلست على السلم ، وفكرت ، بدل من أعود مرة أخرى ، لماذا لم  أكتب اغنيه لها ، وأخرجت ورقة وقلم من جيبي ، وكتبت (ست الحبايب) ، وبعد خمس دقائق ، ثم دخلت على امي وقرأتها ، ففرحت ، وأعجبتها ، وقلت لها سوف تسمعيها من الإذاعة ، واتصلت بالموسيقار الكبير محمد عبدالوهاب ، وقراة عليه الأغنية بالتلفون ، والمفاجئة في الصباح اليوم التالي ، كانت الأغنية تذاع ويسمعها الناس كلها ..

 

لكن من المهم جدا ، أيضا أن نتذكر ، اولا ، أن هناك أيضا ، أمهات ، قدمو الكثير من التضحيات ، فلذات أكبادهم ، وقرة أعينهم،  وهناك الكثير من الأمهات ، من قدموا  أبنائهم قربان للوطن ، في هذه الحرب ، التى ابتلانا الله بها ، ومن المؤسف أن يمر علينا (عيد ألام) ، ولم نتذكر أم ألشهيد ، الام الثكلى ، التي ضحت بأبنائها ، فداء لهذا الوطن ، فلهذا مهما عملنا من عمل ، فلن يكون إلاشئ قليل جدا ، أمام ما قدمته أم الشهيد ،  فكان يجب على الدولة ، والمعنين بالأمر ، تكريم أم الشهيد ، في هذا اليوم ، فهو تكريم لها وللشهيد ، و مواساة لها ، عن ما ضحت به ، وقدمته  لأجل  الوطن ..

مقالات أخرى

لكم فبركة الإشاعات ولنا النصر والثبات والسيطرة على الارض

اياد غانـم

الحذر من الاختراقات وحرف الاحتجاجات عن أهدافها ومشروعيتها

صالح شائف

حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه

غازي العلوي

ورحل عبداللطيف الطبيب الإنسان

فضل الجعدي