منذ فجر التاريخ وعلى مر العصور منذ بدأ ظلم الإنسان للإنسان في المجتمع العبودي وحتى عصر النانو والجينوم البشري والإنسان يقاوم ظلم الإنسان بوسائل مختلفة .
إن المتتبع للثورات من عهد سبارتكوس وهانبيعل وثورات الأنبياء يلاحظ أن الثورات التي اعتمدت التغيير العنيف لم تحقق أهدافها فسبارتكوس فشل وهانبيعل كذلك وكل الثورات التي بعدها مثل الثورة الفرنسية والثورة البلشفية في روسيا وكذلك الثورات العربية في منتصف القرن المنصرم بل تتحول إلى تصفيات دموية وتأكل الثورة نفسها.
فما السبب ؟
إن السبب يعود لطبيعة العنف فالعنف هو تعبير بدائي غريزي لا يقوم على وعي وإدراك بل هو ردة فعل غريزية خلقت مع الإنسان هدفها البقاء المادي لذلك يتصدر الثورة رجال يمتلكون شجاعة غريزية لا تفكر في ما سيأتي بعد ويكون هدفهم ذاتي يقوم على أن يزيلوا الظلم عن أنفسهم فقط وهم نفسهم سيحلون مكان الظالمين السابقين وتنتهي الثورة عندهم هناك. كذلك الثورات العنيفة يلتحق بها المجرمون وقطاع الطرق وشذاذ الآفاق كذلك لا يوجد رابط ثقافي وقيمي يربط الثوار مما سيؤدي إلى صراع شديد بين الثوار أنفسهم من أجل السلطة والثروة فيكون أكثرهم همجية ووحشية هو من سيسيطر على مقاليد الحكم والأمثلة كثيرة مثل استالين و تشاوسيسكو وماو وروبسبير والحكام العرب هؤلاء الحكام يمنعون الحريات ويتجمع حولهم المنافقون والوصوليون والمطبلون ويبعدون المثقفين والصادقين فتتراكم المشكلات حتى تتفجر ثورة جديدة وهكذا تضل هذه الحلقة الجهنمية تطحن الشعوب حتى يتراكم وعي جديد يؤمن بحركة الشعوب والتغيير السلمي الواعي الذي يعرف الهدف والطريق والمآلات وفي المقالة القادمة سنتكلم عن الثورة السلمية ومميزاتها
مقالات أخرى