متفائلون بالخير دائما ولكن لا نعطي توقعاتنا فوق طاقتها؛ المرحلة طويلة، والأسماء التي ذكرت في تشكيلة الحكومة الجديدة أمامها منعطفات كثيرة وخطيرة، ولن تستطيع أن تحل مشاكل وتراكمات عقود من الزمن، ولكنها لتسيير عمل مؤقت؛ فاليمن لا زالت في حرب ضروس، وهناك عدة مشاريع متعارضة ومتناقضة تماما الشمال لا زال تحت نفوذ الحوثي؛ والجنوب يرزح تحت وطأة حرب خدمات عبثية مدمرة، وايضا يعاني من مشاكل وأزمات مفتعلة كلها تهدف إلى زعزعة استقراره وإعادة احتلاله والسيطرة عليه من قبل قوى كانت شريكة في تدمير نظامه وكيانه الوطني، وهي حرب مفتوحة منذ أمد بعيد عمرها عقود من الزمن ابتدأت باجتياح الدولة الجنوبية في حرب 1994م ولم تنته بعد، وها نحن بعد كفاح مرير ومفاوضات ليست بالهينة نحصل على الممكن المتاح (مؤقتا) وهذا الممكن المتاح يحتاج لجهود كبيرة لتعزيزه من أجل كسب نجاحات أخرى في مسارات الحرب التحررية التي أعلنها شعبنا من أجل استعادة دولته المستقلة، وهو حق مشروع، وبين خيارات السلام التي لا تنتقص من نضاله وكفاحه ولا تتجاوز تضحيات أبناءه التي كانت بمثابة جسر عبور وطريق الحرية والانعتاق من براثن الظلم والطغيان والاحتلال.
لقد بذلت القيادة الجنوبية جهود كبيرة وتعاملت بمرونة وحنكة رغم تعقيدات المرحلة وقد خاضت هذه التجربة بنجاح ولكنها ليست النهاية بل هي امتداد لمحطات نضالية سابقة وتهدف إلى تهيئة لمرحلة جديدة من كفاح ونضالات شعبنا في الجنوب, وما تحقق يعد تقدما إيجابيا وخيارا من خيارات السلام التي نرجو أن تعم الجنوب ومحيطنا في الشمال وهي فرصة إيجابية ايضا لإعادة الوفاق بين أبناء الجنوب الذين لهم موقف من المجلس الانتقالي لتعزيز التلاحم الوطني لمواجهة التحديات القادمة صفا واحدا مؤمنا بعدالة القضية وكفاح الشعب الجنوبي التواق لحريته وإعادة استقلاله.
ويتحتم على هذه الحكومة أن تعالج ملفات الخدمات بدرجة أساسية وأن تعيد تطبيعها وتصحيح مساراتها التي اختلت كثيرا بعيدا عن المماحكات وبعيدا عن السياسات والممارسات السابقة (الخاطئة) التي اوصلت البلاد الى هذا الوضع.
إننا في الجنوب نرجو خيرا ونأمل خيرا بأن القادم سيكون أفضل وخياراتنا ستظل مفتوحة حتى نصل إلى أهداف شعبنا الكبرى ولكن بالممكن المتاح وعلى قاعدة لا إفراط ولا تفريط..
مقالات أخرى