ما أكثر البشر الذين يشعلون نار الفتنة المناطقية داخل أرض الجنوب وينتج عنه صراعات دموية لا تخدم مصالح شعب الجنوب ولا تصبّ في تقدم القضية الجنوبية ولا تحقق هدف حرية واستقلال دولة الجنوب.. الذين لديهم مآرب دفينة خبيثة في نفوسهم ويظهرون حب الوطن ويدعون بالنضال والتضحيات وفي نفس اللّحظة يحرضون على التكتلات والتمترس خلف قضايا فرعية وهمية ومناطقية ولكنها خطيرة جداً جداً.. ويناير 1986 ليس ببعيد وما زال الجنوب يعاني جراح عميقة من تلك الواقعة وفي النفوس كثير من الوجع والألم بسببها بل الأشقاء في العربية اليمنية والدول المجاورة يستخدمها فزاعة وكرت احمر في وجه الجنوبيين في اي بقعة من بقاع الأرض.. ويجب أن يتعلم الجنوبي من تجارب الماضي.. أن كان تجربة سالبة مريرة يتعظ منها .. وأن كانت موجبة يعززها في صالح الوطن والمواطن.
يكفينا صراعات سياسية مناطقية أو اقتصادية لتتحول إلى صراعات داخلية مسلحة دموية يكون الخاسر الوحيد فيها هو الوطن والمنتصر الوحيد فيها هو أعداء الوطن وتقدمه وازدهاره .. كلنا نرى تقدم الشعوب من حولنا ونحن متأخرين جداً جداً عن الركب.. ونعيش تحت خط مستوى الفقر ..بل نمد ايدينا متسولين أذلاء بعد ما كنا أسياد ويشار إلينا بإعجاب ومدينة عدن كانت من أجمل وأرقى وأغنى مدن العالم أصبحنا وأمسينا بسبب النعرات القبلية والطائفية والعنصرية والتمييز المناطقي متسولين.. نعم متسولين في بقاع الأرض..
المرحلة الراهنة تتطلب الدفع بالجنوبيين للوقوف صفاً واحد .. وهدف واحد .. واتجاه واحد.. وتحت قيادة حكيمة واحدة.. لننتزع حرية واستقلال دولة الجنوب ونثبت للعالم العربي والغربي إننا رجال مؤتمنين على دولة وشعب له هوية وأرض وتاريخ لا يستهان بهم ابداً.
مقالات أخرى