ليس من السهل أن يحب الناس بمشاربهم كافة وعلى مستوى المعمورة شخصية سياسية وحاكما في هذا العصر ..وبكل هذا الحب ومشاعر انسانية واحدة وموقف ايجابي موحد ..هذا ما تجسد واقعا على ردود الافعال التي حملتها لنا مواقع وشبكات التواصل الاجتماعي والمواقع الالكترونية وقنوات التلفزة العربية والدولية، التي اجمعت على أن الكويت خاصة والأمة العربية والاسلامية بل والبشرية جمعاء خسرت برحيل أمير الأنسانية الشيخ صباح الأحمد الجابر الصباح رحمة الله عليه شخصية أنسانية محبة للسلام والتنمية .
مشاعر الثناء والذكر الحسن بعد اعلان وفاة ابو ناصر رحمه الله لا أحد يستطيع أن يصفها إلا من عاشها وشاهدها وسمع ألسن الناس على مستوى المعمورة وهي ترددها وفي حزن عميق ومشاعر فياضة وحب كبير لأمير الانسانية .. هذه التظاهرة الإنسانية ليست الا تعبيراً للوفاء نحو من هو منبع الوفاء ، نعم انها الحقيقة ولا استطيع أن استعرض في هذه العجالة أعمال سموه رحمة الله عليه ،فهي اكبر وأعظم من أن أذكرها وهي أعمال قائمة وتمشي على الأرض وتعبر عن نفسها في كل بقعة في مشارق الأرض ومغاربها ، وفي حضرموت خاصة واليمن عامة فكل مواطن يعرفها وجنى من خيرها، أما الأعمال في قارات وبلدان العالم الأخرى فهي الأخرى أعظم وأكبر من أن أتحدث عنها، فقد كان رحمة الله عليه سحابة غيث أروت دول العالم العربي والاسلامي بمشاريعه التنموية ودعمه الانساني، ودول أفريقيا عندما تجتاحها موجات الجفاف والتصحر وأسيا عند الزلازل والفيضانات ودول البلقان عند اشتداد المحن ، وبدعمه المباشر وتوجيهاته الكريمة تم حفر الابار وانشاء مشاريع المياه التي تروي الأرض والشعوب وتسقي المراعي والمواشي وبناء المساكن التي تؤوي المواطنين، والمدارس والجامعات والطرق والجسور ..والمستشفيات والمراكز الطبية.. مشاريع إنسانية متنوعة في كل قارات العالم وهذا ليس الا تأكيداً لشمولية الأعمال الإنسانية لأمير الخير والأنسانية .
الشعبية والحب لا يأتيان بالمصادفة، وهي كاريزما يمنحها الله من يشاء، ويعززها صاحبها بالأخلاق والسماحة وحسن الخلق والصدق والموضوعية، وهي عناصر أساسية اتسمت بها شخصية الفقيد رحمة الله عليه ، فقد كان يعمل ويبذل كل ما يستطيع لنصرة المظلومين وكان وسيط خير بين الدول وبين من يريد حل معضلاته ومشاكله، فجعل أيادي كويت الخير والسلام ممتدة في كل مكان يحتاج إليها حتى استحقت عن جدارة لقبها الشهير "رائدة العمل الانساني " واستخق اميرها الراحل" أمير الانسانية " فهنيئًا له هذا الذِّكر الجميل" .
فحياة سموه رحمة الله عليه كانت مقرونة بالعمل الانساني والخيري والتنموي والعطاء والانجاز والدعوة للسلام والأخوة والديبلوماسية الهادئة التي تجمع ولا تفرق .. لم تكن هذه القيم النبيلة مجرد شعارات تقال ولا آمال تطلق بل كانت نهجا ثابتا لسموه من أول يوم في تقلده وممارسة عمله السياسي وعلى هداه انطلقت مسيرة ديرة السلام والانسانية وكويت المحبة على دروب الخير واليوم يجني ثمارها بعد وفاته بهذا الحب والتقدير والاجماع العالمي .
من ظفر بثناء الناس والدعاء له يرجى له الجنة ..
"مَن أثنيتم عليه خيرًا، وجبتْ له الجنَّة .." .."أنتم شهداء الله في الأرض".ما أعظم هذا الحديث وكيف لا يكون عظيما وقد نطق به من لا ينطق عن الهوى ـ إن هو إلا وحي يوحى ، إن ثناء الناس على العبد بِخَير من علامات التوفيق والمبشِّرات العاجلة، وحُسْن الثناء - هو من جملة الآثار الحسَنة التي تبْقى للمرء بعد مماته ، فالناس شهداء الله في أرضه ...فابشر بهذه البشارة ايها الشيخ الجليل صباح الأحمد الجابر الصباح رحمة الله عليك ..وانت اليوم بين يد رب رحيم ..كريم جواد.
واليوم الكويت وبعد رحيل حكيمها وصباحها وقمرها المنير الشيخ صباح الاحمد غفر الله له وارحمه واسكنه الجنة تنطلق بعهد جديد بانتقال سلس للسلطة من خلال مبايعة صاحب السمو الشيخ نواف الاحمد الجابر الصباح أميرا للكويت والذي قام بتادية اليمين الدستورية صباح اليوم أمام اعضاء مجلس الامة في جلسة علنية .. وهو من مدرسة شقيقه الراحل ومن تربة ديرة السلام .. فالكويت هي دولة المؤسسات والقانون والشفافية واحترام حقوق الإنسان ، وهي تحتل مراكز متقدمة في المؤشرات الدولية في مجالات التنمية البشرية ورائدة للعمل الانساني والمبادرات والاعمال الخيرية دون من او أذى .. وهي مسيرة سوف تتواصل بهذه الوتيرة دون توقف في العهد الميمون لسمو الامير الشيخ نواف ألاحمد الجابر الصباح اطال الله في عمره وسدد للخير خطاه فهو خير خلف لخير سلف.
مقالات أخرى