-ليت الزمن يعود بنا الى ايام جنة الدنيا عدن الى ايام السلا والبهجة الى ايام القلوب النظيفة التي عاشت حياتها دونما كُرهاً أو حقداً يشوب نقاء قلبها المليء بالحب والمفعم بالحياة
قلوباً تمنت الخير لعامة الناس ولم تك تفرق بين الاديان او الاعراق فمثل ماقال رب العزة (لكم دينكم ولي دين) تجد المسلم يمر بجانب اليهودي متمنياً له يوماً سعيداً عامراً بدوام الحال وتجد اليهودي يبادل المسلم نفس الود دون اي يكره احدهما الآخر
قلوباً لم تك تعرف المناطقية العفنة التي دمرت النسيج العاطفي بل تجد المحبة تغمر جميع ابناءها فيما بينهم التواصل بينهم مستمر والزيارات تتكرر فيما بينهم دون كللاً او ملل والبيوت واسعة للجميع رغم صغر حجمها
-تجد المرأة تسير وهي لابسة اللبس التقليدي آنذاك ويسمى (الشيدر) الذي كان يغطي اجزاء من فقط من شعرها وجسدها في مجتمع يملؤه الاختلاط دون ان يتم معاكستها بل لم نسمع قط عن حالات تحرش او اغتصابات آنذاك بل كانوا يرون بعضهم كالأخوة او أشد ترابطاً لأن القلوب بيضاء لم يشوبها سواد هذا الزمن المظلم الذي كثرت فيه الذئاب البشرية بسبب فساد النسيج الاخلاقي التي ينتج عن سوء التربية أو فساد المجتمع المحيط بهؤلاء الذئاب
-تسير اينما شئت آمناً مطمئناً لاتخاف من لص يتقطع طريقك او من مجرم يتهددك او يقتلك لأن الدولة في عز قوتها وهي من ترعى المواطن بذات نفسها لم تترك احداً يصارع الحياة بمفرده بل كانت تتكفل بتعليمك وتوظيفك حتى وإن لم تكن متعلماً
كنا متحضرين وفيمة قمة الرقي والتقدم وضمن العشرة المراكز الاولى عالمياً في اغلب امور حياتنا كالتعليم والامن والطب وغيرها الكثير الكثير
-كانت عدن واجهة سياحية عالمياً قبل ان يطالها التدمير الممنهج ابان حرب 94م والمستمر الى يومنا هذا والذي طال معالمنا ثراتنا الآثار
فعدن كانت جوهرة الشرق الاوسط من حيث السياحة والمناظر الخلابة التي تسحرك عند رؤيتك لها والتي ان حظيت بالاهتمام لكانت مدينة سحرية تربعت عرش السيادة في تصنيف افضل المدن السياحية عالمياً
ولكن الحقد على عدن كان ولا زال فضيعاً لاتصدقه الاعين من هول المناظر الشبه مفزعة التي ان رأيتها اليوم لفاضت عيناك دماً من هول التدمير الممنهج الذي طالها
-وقد وصل الحال الى تدمير الحياة فيها ليطال قوت الجندي المكلوم في راتبه الذي يقتات منه ليتم تدمير استمرار الحياة فيها لتصبح مدينة اشباح بعدما اصبح الوضع مزري فيها من غلاء مستفحل بها في جميع الحاجيات الاساسية والغير اساسية التي يحتاجها اهالي عدن نتيجة الإنهيار المتسارع للعملة الدنيئة التي لايستطيع الرجل شراء مستلزمات اهل بيته لنصف شهر نتيجة الراتب الضئيل
فبالله عليك ايها القارئ هل 200 او 400 ريال سعودي يسمى راتب يعيل اسرة كاملة ؟؟
ففي حالة انتظام واستمرار صرف الرواتب لا اظن ان احدهم يستطيع شراء نصف احتياجات اهله منها لكن نقول قد تكفيه نوع ما فما بالك عند انقطاعها لعدة اشهر ؟؟
وفي الاخير لايسعني الا مواساة نفسي وأهلي اهل عدن وأقولها وكلي يقين بأنها صحيح ضاقت جداً لكن ستفرج بإذن المولى ان مع العسر يسرا ان مع العسر يسرا تكاتفوا مع المحافظ لملس عساه يملس جراحنا بمرهم عودة الحياة الى عدن وإنتشالها من الظلام الى النور والحمدلله رب العالمين.
مقالات أخرى