وليد الحالمي
(الجنوب) شعب التعايش يا أخت (فتحية البعداني)

قرأت ما كتبته الأخت فتحية البعداني، على الصحيفة الغراء صحيفة "الأمناء"، وما تناولته وأوردته وأشارت إليه جعلها في وضع محير، وأود أن أوضح لك ـ أختي الكريمة فتحية البعداني ـ أن شعب الجنوب شعب طيب لا يوازيه أي قطر في طيبته وكرمه منذُ سنين مضت، منذُ أن كان الجنوبي مقيم في صنعاء، والشمالي في عدن يتقلد المناصب والوزارات، حتى وصل به الحال إلى رئيس جمهورية يقرر مصير شعب بأكمله!!

ولأن شعب الجنوب طيب؛ لم يحمل أية نبرة أنانية، بل كانت الأفكار القومية والشعارات الوحدوية وجبة رئيسية يتناولها كل يوم، ولأن شعب الجنوب طيب ومسالم تنازل عن أرضه ووطنه بـ (شخطة) قلم، وحدة أخذت منه كل شيء أخذت منه الخير وأعطته مقايضه الشر وأنواعه: الفساد والنهب والسلب، الفتاوى التكفيرية وأصناف شتى من ألفاظ التهكم التي كانت تأتي من الساسة والحاكمين، ولأنه طيب؛ دخل أبناء الشمال بمدافعهم ودباباتهم يدكون مدينة عدن بأنواع الأسلحة، وبزخات من النار في عام الاجتياح وغزوة الفيد 1994.

 ومع ذلك؛ هذا الشعب طيب، وسيبقى طيباً متعايشاً.. عدن الجنوب مدينة السلام والتعايش منذُ أزل السنين، لم يظهر فيها أو ترتفع أصوات العنصرية قط؛ إلا بسبب الوضع المأساوي، أكيد الضيم أكبر مشكلة والظلم يولد الصرخات المدوية, ولا تزال عدن مدينة التعايش والسلام على الرغم من حجم المأساة!.. وبالمقابل لاقى الجنوبيون أنواعاً وأقداحاً من الألفاظ العنصرية والمناطقية التي كانت تستخدم في المعاملات، والتعاملات داخل الوظائف العامة أو الخاصة، وداخل أروقة المؤسسات المختلفة منها، مثال على ذلك ما لاقاه أبناء الجنوب في القوات المسلحة وما جرى لهم من تسريح وقهر وظلم، حتى وصل بهم المآل إلى أن الجندي من أبناء الجنوب يمكن أن يؤدي واجبه بعصا، بعكس جندي من أبناء الشمال الذي كان يحمل البندقية.. وهذا التعامل كان مقززاً للغاية!!

أختي الكريمة.. الشعب الجنوبي شعب لم يعرف أبناؤه كتابة انتمائهم القبلي أو المناطقي على أسمائهم إلا في عهد الظلم، وعهد المرحلة المنتجة من قبل النظم الحاكمة أو نظام اجتياح الجنوب ـ طبعاً هذا أكيد، ولا جدال فيه ـ عرف المواطن الجنوبي وحرص على السلم والتعايش في مدينة عدن أو أي مدينة أخرى من مدن الجنوب، ومع أناس من أقطار أخرى عايش الهنود والصومال بسلام ووئام ولاقت طباعه وطيبته وحبه للإخاء سخرية الحاكم في صنعاء عندما كان يردد جملته بحق أبناء الجنوب (هنود وصومال)، ومع هذا لا يزال شعباً طيباً, فكلما لاقيته أختي الكريمة وتستحضرينه هو نتاج مرحلة عصيبة مر بها هذا الشعب الطيب، ومدينة عدن، تمخضت عنها ثورة سلمية وليدة العصر ـ طبعاً سلمية ـ في مواجهة حمم الموت، وقيود العنجهية في معتقلات أخذ فيها المواطن الجنوبي جرعات من الألم النفسي والجسدي.

والسؤال هنا: ماذا يدور في عقل ذلك المسن الذي زج به في أحد معتقلات التعذيب على أيدي جلادين لا يعرفون الرحمة؟ ما هي الصورة التي ترافق مخيلته؟ ثم ماذا، وكيف سيكون حديثه مع أولاده عند خروجه من ذلك المعتقل؟.. هذه ليست مبررات ـ أختي الكريمة ـ ولكنه واقع معاش ربما كنتِ على مقربة منه.. وثقي بأن هذا الشعب طيب، وسيبقى طيباً، فأنت بين أخوتك في مدينة الحب والسلام (عدن).

مقالات أخرى

ما بعد تصنيف الحوثي

صالح علي الدويل باراس

الرئيس في أبين!

عادل حمران

فهم اولادك يا سعادة اللواء احمد سعيد بن بريك

علي الزامكي

الاعداء التاريخيين لن يتخلوا عن سياسة اخضاع الجنوب

علي الزامكي