محمد الهمشري
رأيي صواب لا يحتمل الخطأ

رأيي صواب لا يحتمل الخطأ .. ورأيك خطأ ولو كان وحياً يوحى

 

المتتبع لحال ما يسمى قيادات الثورة السلمية الجنوبية – إلا ما رحم ربي - يجد الكثير من التناقضات بين أقوالهم وأفعالهم ، وبين أهدافهم وبين وسائلهم لبلوغ تلكم الأهداف ، وبين مبادئهم التي يدعونها وبين سلوكياتهم السياسية ولسان معظمهم يقول : رأيي صواب لا يحتمل الخطأ .. ورأيك خطأ ولو كان وحياً يوحى.

وأنا لست بصدد أن أنتقد شخوصهم بعينها ، ولكني كمواطن جنوبي يحق لي أن أنتقد من يحاول تدمير مستقبل شعبنا الجنوبي العظيم دون علمه ، وينطبق عليه قول الله تعالى :

(( قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا (103) الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا (104) ))
سورة الكهف

وحقيقة الأمر إنني لو استثنيت أحداً من قياداتنا الحكيمة ، لالتماسي له أي عذر ، فسوف أجد نفسي ألتمس أعذاراً للآخرين . وقد يكون هذا الحكم قاسٍ ومجحف في حق الكثير من قياداتنا على كثرتهم ، ولكننا نجد أنفسنا أمام أشخاص قد قبلوا تحمل المسئولية النضالية القيادية على عاتقهم ، وبالتالي فإنهم هم المسئولون بشكل مباشر على نجاح أو فشل ثورة شعب الجنوب العظيم ، وبما أنهم في موقع مسئولية فيجب عليهم تغليب مصلحة الشعب بما يساعد على توحيد الصف القيادي وأن يكفّوا عن مطالبة الشعب برص الصفوف ( لأن الشعب قد رص صفوفه ) ، وهم – القيادة - أمام خيارين لا ثالث لهما :

-         تحمل المسئولية الكاملة والجلوس إلى طاولة حوار قيادية قيادية ، والاتفاق فيما بينهم على ميثاق شرف لا ينقضوه مهما حدث .

-         إخلاء مواقعهم وعودتهم إلى الميدان كمناضلين شعبيين كأي مناضل جنوبي في الساحة ، وترك المجال للاختصاصيين لتولي القيادة بشكل علمي.

مع العلم أن شعب الجنوب سيكون ممتنا جدا للقيادات التي ستترك مجالاً للكفاءات ، وستبقى تلك القيادات المنسحبة في دائرة الشرف العظيم عند كل جنوبي.

وفي الختام أقول لكل ألئك القادة الجنوبيين الذين يتراشقون الشرعية الجنوبية فيما بينهم : ليست كل رؤاكم صائبة وليست كلها خاطئة ، ولكن الحق هو العودة إلى طاولة الحوار والتنازل لبعضكم البعض عن طريق تغليب مصلحة شعب ائتمنكم على مستقبله وعلى دمائه التي تسفكها قوات الاحتلال بشكل يومي ، فهي في رقابكم.

م

مقالات أخرى

لكم فبركة الإشاعات ولنا النصر والثبات والسيطرة على الارض

اياد غانـم

الحذر من الاختراقات وحرف الاحتجاجات عن أهدافها ومشروعيتها

صالح شائف

حينما تموت المدن واقفة.. عدن قصة كفاح ونداء استغاثة ينتظر من يسمعه

غازي العلوي

ورحل عبداللطيف الطبيب الإنسان

فضل الجعدي